كانت بكامل قوتها العقلية إلى آخر لحظة.. ولكن ما إن بلغت الرابعة والثمانين حتى قررت أنها عاشت بما يكفي، فوضعت نهاية للأمر برمّته.


لندن: نان ميتلاند بريطانية في الرابعة والثمانين أعلنت أنها لا تريد مواجهة نوع المشاكل التي يعانيها المسنّون ومن حولهم، فانتحرت وهي بكامل قواها العقلية.

وقد جددت نان الجدل الدائر في الغرب حول laquo;المساعدة على الوفاةraquo; لأنها توجهت إلى عيادة سويسرية متخصصة في مساعدة من يرغب في إنهاء حياته على بلوغ هذا الهدف، لأن القانون البريطاني يحرّم قتل النفس، ويعاقب من يساعد عليه.

وصحيح أن نان كانت تشكو التهاب المفاصل، ولكن ليس بشدة، لأنها كانت تمارس حياتها بشكل طبيعي، ولم تعان مرضًا عضالاً آخر. لكنها تركت خلفها رسالة تقول إنها رغبت في laquo;الهرب من أرذل العمر والاضمحلال الجسدي والعقلي المصاحب له، الذي يعانيه معظم من عاش طويلاً في هذه الدنياraquo; على حد قولها.

ومضت تضيف: laquo;لقد عشت حياة بديعة أفضل ما فيها هي قدرتي على أن أقرر، بمحض إرادتي، وأرى أن الوقت قد حان لرحيليraquo;. وقالت صحيفة laquo;تايمزraquo; التي أوردت النبأ إنها تمتعت في الليلة السابقة لانتحارها بعشاء لثلاث ساعات مع بعض أصدقائها في فندق فخم في جنيف احتفالاً بالمناسبة.

وصباح آخر يوم لها في الدنيا، استأجرت سيارة ليموزين توجّه بها سائقها إلى العيادة. وكانت رابطة الجأش، بحيث إنها راحت تقصّ أظافرها قبل 15 دقيقة فقط من تناولها المحلول الطبي الذي أودى بحياتها.

يذكر أن نان - التي كانت تعيش منفصلة عن زوجها ولها ثلاثة أبناء - شكّلت جماعة ضغط تطالب البرلمان بتعديل القانون السائد، بحيث يسمح للذين يعانون أمراضًا مؤلمة و/أو تقود إلى الوفاة بالانتحار بمساعدة طبيّة. لكن انتحارها أجّج الجدل مجددًا حول هذا الأمر. ويقول المعارضون إن إرخاء القانون من شأنه أن يدفع بالعديد من الناس إلى الانتحار، في حين يكون في وسعهم العيش حياة مفيدة وذات معنى.

ويقول الدكتور بيتر سوندرز، من جماعة Care Not Killing laquo;الرعاية، وليس القتلraquo; التي تنادي بتشديد قانون حظر المساعدة على الوفاة: laquo;أي تغيير في هذا القانون سيشجّع الكثيرين من ضعاف النفوس الذين قد يقلقهم أنهم صاروا عبئًا على أحبائهم أو القائمين على رعايتهم أو الدولة نفسهاraquo;.