تزداد مشاعر الإحباط من أداء الناتو بين صفوف الثوار والمواطنين العاديين في شرق ليبيا، في الوقت الذي تفشل فيه قوات التمرد في تحقيق أي تقدم على حساب القوات الموالية للقذافي.


جاء الهجوم الذي شنته صباح أمس طائرات مقاتلة تابعة لقوات التحالف الدولي على منطقة تتبع الثوار في ليبيا، وتقع بالقرب من ميناء البريقة النفطي، وهو فيما يبدو ثاني ضربة بنيران صديقة تنفذها طائرات الناتو ضد المتمردين الليبيين في أقل من أسبوع، ليكثف من حدة التوترات الموجودة بين قادة المتمردين وحلف شمال الأطلسي، بعد أيام من انتقاد الثوار للدعم الجوي المحدود والبطيء الذي يقدِّمه الناتو.

وكان الحلف قد تولى الأسبوع الماضي مسؤولية الهجمات الجوية الدولية التي بدأت في الـ 19 من شهر آذار/ مارس الماضي، كمهمة تقودها الولايات المتحدة لحماية المتمردين الليبيين من بطش قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وفي هذا السياق، ذكرت اليوم صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن الانسحاب الأميركي من الخطوط الأمامية للنشاط العسكري قد أحدث نقصًا في طائرات الهجوم الأرضي، مما دفع الحكومة البريطانية للضغط على حلفائها الأوروبيين لإرسال مزيد من الطائرات.

وقال الناتو إنه ينظر في الهجوم الجوي الذي تم تنفيذه في الصحراء بالقرب من البريقة، موضحًا أن شكاوى المتمردين يمكن أن تُفَسَّر إلى حد كبير من خلال التغيير في النهج من قِبل قوات القذافي، التي تستخدم مركبات أخف في الوزن وتنخرط في تكتيكات خاصة بحرب العصابات. هذا وقد أسفر الهجوم الذي وقع قرب البريقة عن سقوط أربعة قتلى على الأقل، من بينهم مسعفيّن، وكذلك إصابة 14 بجروح.

ومضت الصحيفة الأميركية تقول في هذا الشأن إن إحباطات المتمردين من أداء الناتو قد تفاقمت نتيجة لفشل الناتو، بعد قصفه قافلة تتبع المتمردين، في الرد على طلبات من الثوار للحصول على دعم جوي فوق ثلاثة طوابير منفصلة تتبع قوات القذافي وكانت تتقدم باتجاه الشرق، وسط حالة من الارتباك في صفوف المتمردين بعد الغارة الجوية. وتابعت الصحيفة حديثها هنا بالقول إن الضغوط التي تُمَارس لزيادة قدرات الهجوم الجوي الخاص بقوات التحالف في ليبيا تؤكد التوترات التي طفت على السطح داخل الناتو، عندما انسحبت الولايات المتحدة من القيادة العسكرية. ولم تدلي واشنطن بأية تعليقات فورية بخصوص انسحابها من العمليات هناك.

وفي المقابل، أشار مسؤولون بالناتو إلى أن هناك الكثير من الطائرات التي يمكنها فرض حظر على الأسلحة وكذلك منطقة حظر طيران فوق ليبيا. لكن عدداً أقل من الدول هي من تعهدت بتوفير طائرات لحماية المدنيين. وقال المسؤولون إن هناك ما يكفي من الطائرات القادرة على إنجاز مهمة حماية المواطنين المدنيين. وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول بريطاني، فإن رئيس الوزراء البريطاني، دافيد كاميرون، قد اتصل يوم الأربعاء الماضي بنظرائه في إيطاليا واسبانيا وبلجيكا لحثهم على إرسال مزيد من طائرات الهجوم الأرضي. وقد قامت بالفعل بريطانيا وفرنسا بإرسال مزيد من تلك الطائرات، على الرغم من الضغوطات التي تواجهها القوات المسلحة في البلدين.

وبينما سبق لمسؤولين بريطانيين أن أبدوا إحباطهم من تحمل بلادهم لعبء غير متناسب دون غيرها من البلدان الأوروبية الأخرى، أوردت الصحيفة عن شخص مطلع كشفه النقاب عن أن بعض أفراد الجيش البريطاني يريدون من حكومة بلادهم أن تقنع دولاً عربية بأن تقوم بتمويل عمليات خاصة بتدريب المتمردين الليبيين.

وفي غضون ذلك، أكدت الصحيفة أن مشاعر الإحباط من أداء الناتو بين صفوف المقاتلين المتمردين والمواطنين العاديين في شرق ليبيا تتزايد بسرعة، في الوقت الذي تفشل فيه قوات التمرد في تحقيق أي تقدم على حساب القوات الموالية للقذافي. ونقلت الصحيفة هنا عن أيمن الأجوري، وهو جراح عظام أشرف على معالجة العديد من الجنود الذين أصيبوا بجراح جراء القصف الأخير لقوات الناتو بإحدى مستشفيات بنغازي، قوله quot;نحن لا نعرف موقف الناتو. فمرة يقولون إن الهجوم حدث عن طريق الخطأ، لكن ماذا سيقولون الآن، فهل وارد أن يحدث أمر كهذا مرتين؟quot;.

وأوردت الصحيفة في الختام عن جوزيت شيران، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، قولها quot;العملية في ليبيا معقدة وخطرة، لكننا نستكشف كل السبل الممكنة لتوصيل الغذاء إلى المحتاجين. وهذا يعني نقل المساعدات الغذائية وباقي إمدادات الإغاثة عن طريق البر من مصر، وعن طريق البحر إلى داخل الموانئ الرئيسة على طول ساحل البحر المتوسط في ليبياquot;.