بدأت الصحف الإسرائيلية اليومية الكبرى بنشر وثائق ويكيليكس المتعلقة بإسرائيل، حيث من المتوقع أن تنشر نحو 6 آلاف وثيقة سرّية نقلتها سفارة الولايات المتحدة في تل-أبيب إلى واشنطن، والتي من شأنها الكشف عن أدلة وتفاصيل كثيرة خاصة بإسرائيل.
نشرت الصحف الإسرائيلية الكبرى اليوم الجمعة، محتويات مهمة من وثائق quot;ويكيليكسquot; المتعلقة بإسرائيل، كشفت عن وجود الكثير من البرقيات التي تحدثت تعاون أمني بين جهاز quot;الموسادquot; وأجهزة المخابرات الأميركية، إلى جانب قيام إسرائيل بجمع معلومات عن الزعماء العرب وquot;حزب اللهquot; وإيران، إضافة إلى حادث تصفية القائد العسكري لـquot;حزب اللهquot; عماد مغنية في شباط/فبراير 2008 في العاصمة السورية دمشق.
صحيفة quot;هآرتسquot; خصصت ملحقًا خاصًا للوثائق المذكورة، وتحدثت عن معلومات تشير إلى احتمالات وقوع حرب محتملة بين إسرائيل وسوريا وفق تقديرات لرئيس هيئةالاستخبارات العسكرية quot;آمانquot; عاموس يدلين، حيث رجّحت الوثيقة أن النظام السوري لن يستطيع الصمود أمام إسرائيل في حال نشبت حرب، هذا إلى جانب توقعات رئيس جهاز quot;الموسادquot; في ما يتعلق باستقرار الأنظمة العربيّة، وطلب أن يكون الرئيس السوري وسيطًا في حل قضية الجندي الإسرائيليشليط.
تناقض إسرائيلي
وفي حديثه إلى quot;يديعوت احرنوتquot; تطرق أسانج إلى وثيقة أُعدّت اثر لقاء بين مسؤوليين أميركيين مع نظرائهم الإسرائيليين، ودار الحديث فيها حول قطاع غزة، موضحًا أن المسؤوليين الإسرائيليين قالوا إن السياسة الاقتصادية الإسرائيلية في ما يتعلق بقطاع غزة، تقضي بأن يكون الوضع الاقتصادي في القطاع أعلى بقليل من وصول عتبه أزمة إنسانية واقتصاديةquot;.
منوهًا إلى أن هذه السياسة تتناقض مع الإدعاءات الإسرائيلية المعلنة بأن الحصار المفروض على قطاع غزة هو حصار هدفه منع حركة quot;حماسquot; تهريب الأسلحة، وليس له علاقة بالأزمة الاقتصادية أو الإنسانية، وأن وسائل الإعلام العالمية تجاهلت بصورة متعمدة حصار غزة.
وقال: quot;لقد فوجئت من قوة رد الفعل الإيجابي في إسرائيل، وبخاصة من جانب رئيس حكومتكم؛ لكن على ما يبدو أن سعادة إسرائيل بالوثائق التي تسربت كانت سابقة لأوانها، فقد كنت حذرًا من تسريب المعلومات المتعلقة بإسرائيل مع بدء تسريب المعلومات قبل نصف سنة، وذلك حتى لا يثير غضب اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.
ديسكين: فلسطينو الـ48 يشعرون بعزلتهم عن الدولة
احدى ابرز الوثائق التي تم تسريبها وتعتبر من القضايا الإسرائيلية الحساسة جدًا، برقية أعدها رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي quot;الشاباكquot; يوفال ديسكين، وتتعلق بالموقف من فلسطيني الـ48، وجاء في البرقية إن هناك شعورًا يتزايد لدى المواطنين العرب في إسرائيل بأنهم منعزلون عن الدولة، ويميلون إلى وصف أنفسهم كعرب وأحيانًا كمسلمين بدلاً من إسرائيليينquot;.
وتبين الوثيقة قيام ديسكينبمهاجمة النواب العرب في الكنيست بشدة لأنهميقومون بمغازلة quot;دول العدوquot; وأنهم لا ينشرون الأفكار والقيم الديمقراطية الإسرائيلية مستغلين حصانتهم البرلمانية، مدعيًا أن المشاكل في إسرائيل يعود معظمها إلى اللاجئين الفلسطينيين الذين تم السماح بعودتهم إلى إسرائيل، إذ أحضروا معهم أفكارًا سيئةquot;.
وينتقد ديسكين في وثيقته تصرفات الشرطة الإسرائيلية بشدة، لعجزها في ملف النائب العربي السابق عزمي بشارة، والذي تشتبه به الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالتخابر مع quot;حزب اللهquot; اللبناني خلال حرب لبنان الثانيةquot;.
كما وتشير احدى الوثائق إلى أن ديسكينأكد في وثيقة تعود إلى منتصف 2008، أن عملية عسكرية برية في قطاع غزة أمر لا يمكن منعه، وأنه يتعين على إسرائيل احتلال الشريط الحدودي الجنوبي للقطاع مع مصر لفترة معينة لمنع استمرار نقل الأسلحة، وهو ما لم يحدث.
غالانت: يجب تقوية quot;حماسquot;
صحيفة quot;هآرتسquot; في احدىالمذكرات المنسوبة لقائد الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت في نهاية العام 2009 وبعد عام من الحرب على غزة، أوردت نقلاً عنه أن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ قرارات بشأن مستقبل غزة، وأنه يجب تقوية quot;حماسquot; للتمكن من منع إطلاق صواريخ على إسرائيل، وفي الوقت نفسه إضعاف quot;حماسquot; من دون إعادة احتلال القطاع.
ونقلت عن السفير الأميركي قوله إن quot;غالانت بصفته قائد الجبهة الجنوبية ومسؤولاً عن غزة، أوضح لنا أن القيادة السياسية في إسرائيل لم تقرر طبيعة السياسة التي تعتزم انتهاجها، وأن إسرائيل مهتمة في المدى القريب بأن تكون quot;حماسquot; قوية كفاية من أجل فرض سلطتها ومنع إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيلquot;.
وتذكر البرقية أن رئيس جهاز quot;الشاباكquot; كان قد التقى بوزير المخابرات المصري السابق عمر سليمان في 12 أيار/مايو 2008، وبحثا الطرق والوسائل التي تقود للوصول إلى التهدئة على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة، وفي اليوم التالي التقى ديسكين مع السفير الأميركي في تل أبيب آنذاك ريتشارد جونز.
كما إن برقية جونز بتاريخ 22 أيار/مايو إلى واشنطن تطرقت إلى وصف ديسكين لقاءه مع سليمان بـquot;المثيرquot; وجرى في أجواء حسنة ومغلفة بالأكاذيب مثلما هو الحال في الشرق الأوسط تمامًاquot;.
منوهًا إلى قول ديسكين إنه اعتبر سليمان والحكومة المصرية آنذاك يريدون كسب الوقت رغم أنهم يتفهمون احتياجات إسرائيل للتهدئة، وأن سليمان فوجئ عندما سمع من ديسكين أن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى تهدئة، حيث وضع ديسكين شروط إسرائيل للتهدئة، شملت وقفًا كاملاً للأعمال المسلحة، ووقف تهريب الأسلحة إلى القطاع، وان إسرائيل لن تتحمل أية تعليمات بتنفيذ هجمات تصدر من غزة إلى الضفة الغربيةquot;.
وأشار السفير الأميركي في برقيته إلى أن الكثيرين في إسرائيل مثل ديسكين يعتقدون أن إسرائيل ستضطر إلى الدخول بقوة إلى غزة وضرب تعاظم قوة قواعد quot;الإرهابquot; هناك، ومن الأفضل أن يحدث ذلك عاجلاً، موضحًا أن الخيار المفضل إسرائيليًا هو شنّ عملية عسكرية برية، وأنه سيتعين على إسرائيل ممارسة ضغوط على quot;حماسquot; طوال أشهر أو سنينquot;.
طرح اسم محمد رشيد لرئاسة السلطة الفلسطينية
في وثيقة نشرتها صحيفة quot;هآرتسquot; صادرة من سفارة الولايات المتحدة الأميركية في تل-أبيب بتاريخ 3/شباط/2009، وتتعلق بالتركيب الائتلافي في إسرائيل بعيد الانتخابات، تشير إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، الذي تحول إلى ثالث قوة في البرلمان الإسرائيلي، وأنه شخصية لها وزنها في إسرائيل، لكنه بعد توليه منصبه كوزير للخارجية تدنت قيمته.
وكتب الصحيفة تقول إن السفير الأميركي جيمس كانينغهام كتب في برقية بعثها إلى واشنطن في 3 شباط/فبراير منالعام 2009 أنه: quot;لا يوجد لوزارة الخارجية الإسرائيلية وزن مهم، ومنذ تعيين ليبرمان وزيرًا للخارجية انخفض وزن الوزارة بسبب ليبرمان، وبسبب تعزز مكانة رئيس مجلس الأمن القومي عوزي أرادquot;.
وأضاف السفير أنه من الناحية الفعلية نتانياهو يمنع ليبرمان من العمل في القضايا المركزية كالعلاقات الإسرائيلية مع الولايات المتحدة والمفاوضات مع الفلسطينيين، ونتانياهو يفضل التشاور بشكل مكثف مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس ووزير الدفاع ايهود باراكquot;.
ولفتت إلى أن ليبرمان ألحق أضرارًا بالعلاقات الخارجية الإسرائيلية، ما اضطر نتانياهو إلى التدخل مرات عدةمثلما حدث أخيرًا عندما صرّح نتانياهو بأن نوايا إسرائيل تجاه سوريا هي نوايا سلمية، وذلك في أعقاب التصريحات الهجومية لليبرمان ضد عائلة الرئيس السوري بشار الأسدquot;.
تضاف هذه الوثيقة إلى وثيقة كان بعثها السفير الأميركي ريتشارد جونز، تطرق فيها إلى لقاء عقده مع ليبرمان في مكتبه في الكنيست في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2006 وقبل يوم واحد من انضمام ليبرمان إلى حكومة ايهود أولمرت، وكتب برقية إلى واشنطن قال فيها إن ليبرمان وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه ضعيف وفاسد وليس ذا صلة بالواقع، واقترح أن تجد الولايات المتحدة وإسرائيل شريكًا ملائمًا أكثر ليتولى رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية، وطرح اسم مستشار الرئيس الراحل محمد رشيد.
وربطت quot;هآرتسquot; دوافع ليبرمان طرح اسم رشيد، لكونالأخير أقام علاقات تجارية، وربما لا يزال يقيم حتى اليوم، مع المليونير النمساوي مارتين شلاف المقرب من ليبرمان، وربطت تقارير نشرت في الماضي بين أعمال شلاف وأعمال ليبرمان وفي خلفيتها تم ذكر رشيدquot;.
مخاوف من قيام حزب الله بدّك تل أبيب بـ 400-600 صاورخ يوميًا
إحدى الوثائق التي تم نشرها، تطرقت إلى لقاء عقد في إحدى جلسات الحوار الاستراتيجي الإسرائيلي-الأميركي، عقدت في تشرين الثاني/نوفمبر 2009،جرى التطرق فيها من قبل مندوبين عن quot;الموسادquot; إلى أن حزب الله سيحاول إطلاق كل يوم ما بين 400 إلى 600 صاروخ، حوالي 100 منها باتجاه تل أبيب، وأن quot;حزب الله quot;يسعى إلى الحفاظ على قدرته هذه على مدار شهرين، ما يعني أن إسرائيل تتوقع أن حربًا مقبلة مع quot;حزب اللهquot; ستتواصل شهرين، وسيسقط خلالها ما بين 24 ألفًا و26 ألف صاروخ بينها 6000 على تل أبيب.
وأوضحت الوثيقة أن خلافًا وقعبين المندوبين الأميركيين والإسرائيليين خلال الجلسة نفسها أثار فيها الطرف الإسرائيلي استيائه من تزويد الولايات المتحدة أسلحة للجيش اللبناني، وأنها ستصل إلى أيدي عناصر quot;حزب اللهquot;، مبينة أن رئيس الدائرة السياسية ndash; الأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس غلعاد،قال إن تقوية الجيش اللبناني يضعف إسرائيل، وان أي حرب مقبلة وفي حال تعرض quot;حزب اللهquot; لهجوم إسرائيلي فإن الجيش اللبناني سيقدم له المساعدةquot;.
فيما قال مندوب شعبة الاستخبارات العسكرية quot;آمانquot; إن تهريب الأسلحة من سوريا وإيران إلى quot;حزب اللهquot; يشكل تحديًا إستراتيجيًا بالنسبة إلى إسرائيل يمسّ باحتمالات السلامquot;، وإن quot;حزب اللهquot; زاد عدد الصواريخ الذكية ووسع مداها ودقتها في إصابة الأهداف، وإن في حوزة الحزب عددًا غير معروف من صواريخ أرض بحر من طراز quot;سي ndash; 802quot;.
التعليقات