بيروت: تتحدّر جميع اللغات من المصدر نفسه بحسب ما زعم علماء بعد أن نسبوا أصول النطق إلى منطقة أفريقياجنوب الصحراء الكبرى منذ حوالي 150000 سنة.
ووفقًا لصحيفة التلغراف، استعمل العلماء تحليلات دقيقة لمئات اللغات وتمكّنوا من أن ينسبوا بزوغ هذه اللغات إلى المكان والزمان نفسهما. ويظنّون الآن أنّ اللغة يرّجح أن تكون إحدى quot;الأدواتquot; التي عزّزت الانسانية وأدّت إلى استعمار الكوكب برمّته.
في هذا السياق يقول الدكتور كونتن أتكنسون في جامعة أوكلاند وجامعة أوكسفرد quot;أنهم يظنّون أنّ هذه اللغة كانت مدماك الحضارة التي أدت إلى تنسيق وتعاون أفضلين واللذين قد يكونا السبب في توسّع البشريّةquot;. وأضاف أنّ quot;اللغة قد تكون أدّت إلى المنافسة التي دفعتنا قدمًاquot;.
وقد قام الدكتور أتكنسون بتحليل 504 لغة لمعرفة كمّية الفونيمات أو المقاطع الصوتيّة التي تحويها. وعجبًا وجد ارتباط مباشر بين عمر الحضارة وكمّية الفونيمات في لغات الحضارة نفسها. ففي حين أنّ لغات إفريقيّة عدّة تحوي على أكثر من مئة فونام، تحوي لغة هاواي 13، أمّا اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانيّة فتحوي على 45 منها.
يشار إلى أنّ التحليل الذي استعمل الأطلس العالمي لبنية اللغة كالمصدر الرئيسي يعتمد على النظريّة القائلة إنّ الحضارات الأقدم زادت من تنوّعها الألسني كلّما ازدادت عمرًا وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجينات.
ويستطرد التحليل مستخدمًا ذلك في التوصّل إلى أصول اللغة في أفريقيا والتي تعود إلى حوالى 150000 سنة لدى بدء فنّ الكهوف أي إحدى أولى الوسائل في التواصل. لا بدّ من التنويه إلى أنّ الانسان الأوليّ ترك أفريقيا منذ حوالى 80000 سنة آخذًا معه بعض التنوّع ولكن ليس بالكامل.
ففي العموم، تدرج المناطق التي استعمرت حديثًا أقل فونيمات في لغاتها المحليّة من تلك التي استضافت الحياة الانسانية طيلة ألفيّات. ويقول الدكتور أتكنسون إنّ هذا لدليل أنّ ثمّة أصل واحد للّغة علمًا أنّ البحث تمّ نشره في صحيفة quot;ساينسquot;.
التعليقات