وصف أحد معارضي نظام الزعيم الليبي معمرالقذافي في حديث لصحيفة الغارديان، طبيعة الحياة السرية الخطرة التي يعيشها المعارضون، لا سيما في طرابلس. ولفت إلى أنهم بدأوا يلجأون الآن إلى التكتيكات الخاصة بحرب العصابات، في محاولة من جانبهم لإسقاط النظام.


طرابلس: حول طبيعة الحياة السرية الخطرة التي يعيشها معارضو نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، لاسيما في العاصمة طرابلس، تبادلت اليوم الجمعة صحيفة الغارديان البريطانية أطراف الحديث مع أحد هؤلاء الناشطين، وهو يهمس إلى مراسلتها بصوت خافت وعبر كلمات محدودة، في دلالة على حجم مشاعر الذعر التي تهيمن عليه، مع تواصل أجواء التوتر واستمرار الاشتباكات العنيفة بين الثوار والقوات الموالية للعقيد القذافي.

وطوال المحادثة التي استمرت بين هذا الناشط ومراسلة الصحيفة قرابة الساعة، تحدث الأول عن أن الناشطين في طرابلس، المحبطين من القمع العنيف للتظاهرات السلمية، بدأوا يلجأون الآن إلى التكتيكات الخاصة بحرب العصابات، في محاولة من جانبهم لإسقاط النظام. وأماط كذلك اللثام عن تفكيرهم حتى في التخطيط لتنفيذ هجمات انتحارية.

ورغم ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن ادعاءات ذلك الناشط لم يتم التحقق منها ولم يتم تقييمها بشكل صحيح، وإن كانت تدعم أقاويل تحصَّل عليها صحافيون آخرون في طرابلس، وساهمت في تشكيل صورة عن المعارضة التي تمارس نشاطها سراً في الجزء الغربي من البلاد الذي يخضع لهيمنة نظام القذافي. وأوردت المراسلة في هذا السياق عن هذا الناشط، قوله، بعد أن أصر على حذف الرقم الخاص بهاتفه المحمول من على أجهزتهم المحمولة :quot; لن أخبركم اسمي، ولا أريد أن أعرف أسماءكم. وأود أن أخبركم بأنهم سيلقون القبض عليَّ عما قريب، فأنا أشك في أن أحد جيراني يعمل جاسوساً لدى النظام. واسمي مدرج على القائمة. وهناك اهتمام بي من جانب ثلاثة أو أربعة من أبنائه. هذا ولا تعرف أسرتي أو حتى زوجتي ماذا أفعلquot;.

وكشفت الصحيفة عن أن هذا الناشط يتواصل مع غيره من الناشطين باستخدام خطوط تم شراؤها من العمال المهاجرين الذين يلوذون بالفرار من البلاد. كما أنهم يتحدثون بالرموز، ونادراً ما يلتقون. ولديهم أصدقاء قليلون في بنغازي، معقل الثوار شرق البلاد.

ثم تابعت الصحيفة بقولها إنه وفي أعقاب بدء الانتفاضة الليبية في شرق البلاد منتصف شباط/ فبراير الماضي، حاول ناشطون في طرابلس أن ينظموا تظاهرة في الساحة الخضراء في وسط العاصمة طرابلس، لكنهم واجهوا ردة فعل عنيفة من جانب النظام، وهو ما اضطرهم إلى الانسحاب ومن ثم إعادة التفكير من جديد في أساليبهم التكتيكية. وهو ما أكده بالفعل ذلك الناشط، بكشفه عن أنهم بدأوا يتحولون بالفعل إلى الأساليب الخاصة بحرب العصابات. حيث بدأوا في مهاجمة نقاط التفتيش في جميع أنحاء المدينة، وكذلك الإقدام على قتل القوات الموالية للقذافي، وسرقة أسلحتهم. وقال إن إطلاق النار الذي تشهده المدينة بعد أن يحل الظلام، والذي يقول عنه المسؤولون الحكوميون إنه إطلاق نار احتفالي، هو عمل الثوار السريين.

وبسؤاله عن شعوره عندما يُقدِم على قتل مواطنين ليبيين مثله، قال هذا الناشط quot;إن لم نقتلهم، فإنهم سيقتلوننا. كما يخطط الثوار أيضاً لشن هجمات على محطات البنزين، ويخططون لهجمات أكبر في النطاق، والناس مستعدون للقيام بعمليات انتحارية. وأؤكد أن الزعيم الليبي هو الهدف الأول لهؤلاء الناشطين. لكن كيف لهم أن يقتربوا منه ؟ وهذه الخطوة التي سننجح في تحقيقها، فبوسعنا أن نقترب منه. وعاجلاً أم آجلاً، سيواجه القذافي تهديدات من المقربين منه، فهم ليسوا إلى جواره بنسبة 100%quot;.

ولفت الناشط كذلك إلى أن كثيرين من الثوار السريين توفوا على أيدي قوات النظام أو اختفوا ولم يعرف أحد لهم طريقاً. كما رفض الناشط بصورة قاطعة تلك المزاعم التي تحدث عنها القذافي بخصوص وقوف القاعدة وراء الانتفاضة التي قام بها الشعب الليبي مؤخراً. وأعرب كذلك عن تفاؤله إزاء تدخل قوات حلف شمال الأطلسي في البلاد.