في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التغيير في العالم العربي يأتي انتخاب أمين عام للجامعة العربية خلفا لعمرو موسى الذي تنتهي ولايته خلال أسابيع قليلة مثار جدل في الشارع المصري لاسيما مع تصاعد الانتقادات للمرشح المصري الدكتور مصطفى الفقي لانتمائه السابق الى الحزب الوطني الذي كان يترأسه حسني مبارك.


الدكتور مصطفى الفقي مرشح مصر لمنصب الامانة العامة لجامعة الدول العربية

تشهد الدبلوماسية المصرية موقفا صعبا بسبب مرشحها لمنصب الأمانة العامة للجامعة العربية خلفا لعمرو موسى الأمين العام الحالي، والذي يشغل المنصب منذ نحو 10 سنوات، وذلك بعد إعلان اعتزامه الترشح الى انتخابات رئاسة الجمهورية في مصر، والتي تجري قبل نهاية العام مع ترك منصبه في الجامعة العربية مع انتهاء فترة ولايته خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وعلى الرغم من ترشيح القاهرة، رسميًا الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى المنحل لخلافة موسى، إلا أن الفقي، والذي قالت الخارجية المصرية إنه يحظى بدعم عربي في مواجهة المرشح القطري للمنصب عبد الرحمن العطية الذي كان يشغل منصب أمين عام مجلس التعاون الخليجي، يتعرض (الفقي) لانتقادات داخلية شديدة من قبل حركات سياسية عدة.

الدكتور مصطفى الفقي، الذي شغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى، يحظى بانتقادات شديدة بسبب انتمائه الى الحزب الوطني، الذي قدم استقالته منه بعد أيام من بداية الثورة، فضلاً عن عمله كسكرتير للرئيس مبارك لفترة زمنية طويلة وتعيينه في مجلس الشورى بعد الانتخابات الأخيرة.

وعلى الرغم من المحاولات التي تم بذلها من قبل شخصيات سياسيةعدةوعدد من أعضاء المجلس العسكري لترشيح وزير الخارجية المصري الحالي نبيل العربي لتولي المنصب، إلا أن العربي رفض، وبحسب تصريحات مسؤولين رسميين، ترشيحه إلى المنصب مرتين مباركًا ترشيح الفقي، الذي يشغل منصب نائب رئيس البرلمان العربي، بسبب كتاباته العروبية وعلاقاته بمختلف رجال السياسة في بلاد عربية عدة لمواقفه التي كانت دائمًا في مصلحة الوحدة العربية.

يشار الى ان الرئيس السابق حسني مبارك كان قد اعتمد قبل ثورة 25 يناير بأيام عدة اسم الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية في حكومة الدكتور أحمد نظيف المحبوس حاليًا على ذمة قضايا فساد، إلا أن ترشيح شهاب سقط بسقوط النظام، لاسيما في ظل الانتقادات التي توجه إليه بمسؤوليته عن عمليات التزوير التي شهدتها الانتخابات الأخيرة وتربحه من منصبه.

انتقادات الشباب للفقي لا تتركز فقط في علاقته بمبارك وأسرته، والتي يؤكد الشباب أنها كانت علاقة قوية رغم فترات الفتور التي مرت بها، إلا أن نجاحه بالتزوير في انتخابات مجلس الشعب التي جرت في عام 2005 أمام منافسه النائب الأخواني السابق جمال حشمت من أكثر المآخذ التي يرفض ائتلاف شباب الثورة ترشيحه بسببها، وهي الانتخابات التي يعترف الفقي بأنها زوّرت لمصلحته، ويعتبرها أكبر خطأ في حياته.

عقد الفقي خلال اليومين الماضيين اجتماعات موسعة مع عدد من القيادات الشبابية لتأييده ودعمه كمرشح مصري، حيث التقى بهم وتحدث معهم، فيما نقلت وسائل إعلام محلية شبه رسمية عن تأييد ائتلاف شباب الثورة للفقي ،وهو ما نفاه الائتلاف عبر صفته على الموقع الاجتماعي فايسبوك.

ونفى الفقي في اتصال هاتفي مع إيلاف مسؤوليته عن نشر هذه الأخبار، رافضًا اتهامه بأنه هو الذي يقف وراءها رغبة منه في التمسك بترشحه لأنها على حد تعبيره منشورة في أكثر من وسيلة إعلامية، مؤكدا أنه لم تصدر أي تصريحات تفيد بموافقة أو رفض الشباب له خلال لقائه معهم، حيث ظل يستمع الى وجهة نظرهم طوال اللقاءات التي عقدها على مدار اليومين الماضيين.

كما رفض الرد على سؤال عما إذا كان منصب الأمين العام للجامعة العربية، مهددًا بالخروج من مصر، لاسيما في ظل وجود مرشح قطري قوي مكتفيًا بالقول quot;لا تعليق في الوقت الحاليquot;.

من جهته أكد عبد الرحمن سمير عضو ائتلاف شباب الثورة والناشط السياسي في إفادة لـquot;إيلافquot; رفض الائتلاف ترشح الفقي الى منصب الأمين العام للجامعة العربية، مؤكدًا أن ترشحه بعد الثورة سيوثرفي صورة مصر أمام باقي الدول العربية وسيجعلها تخسر هذا المنصب.

ورفض سمير التعلل بعدم وجود شخصيات مناسبة للترشح الى المنصب بخلاف الفقي بسبب توجهاته العروبية، مشيرا الى أن مصر مليئة بالكوادر التي يمكن لها أن تحل محل الفقي، ومشددا على ضرورة أن لا يمثل مصر في أي محفل أحد من رموز النظام السابق.

وكشف سمير النقاب عن تسليم شباب الائتلاف قائمة تضم خمسة أسماء مصرية للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء في اجتماع عقد أخيرًا لاختيار مرشح مصري الى المنصب، لافتًا الى ان القائمة احتوت على اسم وزير الخارجية المصرية نبيل العربي والدكتور أحمد يوسف احمد أستاذ العلوم السياسية ومدير معهد البحوث والدراسات العربية، مؤكدا ان الأخير يحظى بثقل عربي وتأييد من أكثر دولة عربية.

وشدد على أن الشباب الذين أعلنوا تأييدهم لترشيح الفقي أمينًا للجامعة العربية ليس لهم علاقة بائتلاف شباب الثورة، مؤكدا ان موقف الائتلاف واضح منذ الإعلان الرسمي عن ترشيح الفقي، حيث رفض ترشيحه تماما، مطالبًا بضرورة استبداله بشخص آخر، ليس له علاقة بالنظام السابق.

الى ذلك، دشّن عدد النشطاء على الموقع الاجتماعي الشهير فايسبوك صفحة لتأييد ترشيح الدكتور أحمد يوسف أحمد كأمين عام للجامعة العربية، انضم إليها نحو 500 عضو من أعضاء الموقع.