دخلت عملية طرد الدبلوماسيين بين دول الخليج العربي وإيران، جولة جديدة، بخاصة بعد تمنيات وكيل وزير الخارجية السعودي الأمير تركي بن محمود بن سعود أن لا تضطر الرياض سحب بعثتها الدبلوماسية من طهران.


الرياض: طالبت دول مجلس التعاون الخليجي المجتمع الدولي ومجلس الامن بالتحرك من اجل quot;وقف التدخلات والاستفزازات الإيرانية السافرةquot; في الشؤون الخليجية، وذلك في ختام اجتماع وزراء خارجية المجلس ليل الاحد في الرياض.

وطالب المجلس الوزاري الخليجي في بيان quot;المجتع الدولي ومجلس الامن باتخاذ ما يلزم من اجراءات لوقف التدخلات والاستفزازات الايرانية السافرة والتي تسعى لاشعال الفتن والتخريب بداخل مجلس التعاونquot;.
واكد المجلس انه دوله quot;ترفض رفضا قاطعا اي تدخل خارجي في شؤونها...وتدعو النظام الايراني للكف عن اسلوب التحريض والاستفزازquot;.

وندد المجلس بـ quot;الاعتداءاتquot; على دبلوماسيي السعودية في ايران، وذلك بعد ان هددت المملكة العربية السعودية في وقت سابق الاحد بسحب دبلوماسييها من طهران اذا لم تقم السلطات الايرانية بتحسين مستوى حمايتهم.

وياتي هذا الموقف في خضم التصاعد المحتدم للتوتر بين دول مجلس التعاون الخليجي وايران على خلفية الحركة الاحتجاجية التي قادها الشيعة في البحرين وانتقاد ايران لتدخل دول مجلس التعاون عسكريا في هذا البلد للمساعدة على اعادة الاستقرار.

هذا وهددت السعودية بسحب دبلوماسييها من طهران اذا لم تقم السلطات الإيرانية بتحسين مستوى حمايتهم، على ما أعلن الأحد وكيل وزير الخارجية السعودي الأمير تركي بن محمد بن سعود.

وقال الأمير تركي للصحافيين quot;أتمنى أن لا تضطر الرياض لسحب بعثتها الدبلوماسية من طهران بعد تكرار الاعتداءات عليها من قبل المتظاهرينquot; وفي حال عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتها. ويأتي ذلك في أجواء يتصاعد فيها التوتر بين دول الخليج العربي وإيران بعد التصعيد في لهجة الأخير ضد الدول الست منذ دخول قوات درع الجزيرة لمملكة البحرين.

وكانت الكويت سبقت السعودية عندما استدعت سفيرها لدى طهران غداة إصدار محكمة كويتية أحكاماً بالإعدام بحق ثلاثة أشخاص أدانتهم بالانتماء لشبكة تجسس إيرانية، وحذرت على لسان وزير خارجيتها الشيخ محمد الصباح أنها ستطرد كل دبلوماسي إيراني يثبت تورطه في شبكة التجسس الإيرانية التي صدرت أحكام قضائية.

وفعلاً طردت أربعة من الدبلوماسيين الإيرانيين وذلك لاتهامهم بالتورط مع خلية التجسس التي كُشف عنها العام الماضي، كما استدعت وزارة الخارجية الكويتية القائم بالأعمال الإيراني لديها وأبلغته احتجاجها واستياءها إزاء هذا الفعل. أما طهران، لم تقف مكتوفة الأيدي، وبدت ردة فعلها واضحة عندما طلبت من دبلوماسيين كويتيين مغادرة أراضيها في 2 أبريل (نيسان) الماضي.

وكان وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي انتقد دخول قوات درع الجزيرة إلى مملكة البحرين، فيما تعرضت سفارة السعودية لاعتداءات متكررة من قبل الإيرانيين.

وكان الرد الرسمي البحريني تعدد وصولاً إلى وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون في المملكة السفير حمد العامر الذي أكد أن تصريح صالحي يعد تدخلا سافرا في الشأن الداخلي البحريني.

وأوضح أنه لم يتوقع من دولة يفترض أنها ترتبط مع المملكة بعلاقات حسن الجوار، قائلاً إن هذا ما تتبعه دائما مملكة البحرين في علاقاتها مع جمهورية إيران الإسلامية، مبيناً أنها على اتصال مع الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي لدراسة التدخل الإيراني السافر.

في حين قالت وكالة الأنباء البحرينية نقلاً عن العامر إن التصريح الإيراني لا يتماشى مع أبسط مبادئ حسن الجوار التي تنتهجها مملكة البحرين مع إيران، إضافة إلى أنه يتعارض مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي التي تحث جميعها على quot;احترام واستقلال وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخليةquot;.

ونوه إلى أن البحرين تدين بشدة هذا التصريح الإيراني الذي يعد تدخلا في شؤونها الداخلية وترفضه رفضا باتا وقاطعا باعتباره تهديدا لـquot;أمن المنطقةquot;، وإخلالا في السلم والأمن الدوليين.

12 نيسان، كان يوما لاستدعاء السفير البحريني من طهران، لترد وزارة الخارجية الإيرانية بعدها بيومين، باستدعاء سفير الجمهورية الإسلامية لدى مملكة البحرين، مهدي آقاجعفري، في إجراء وصفته بأنه يأتي quot;احتجاجاً على عمليات القتل الواسعة، التي يتعرض لها الشعب البحريني، على يد النظامquot;.

وأفاد أن دخول قوات درع الجزيرة البحرين يأتي انطلاقا من وحدة المصير المشترك وترابط أمن دول مجلس التعاون على ضوء المسؤولية الجماعية المشتركة في المحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: quot;إن أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ بمقتضى اتفاقيات التعاون الدفاعية والأمنية المشتركة بين الدول الأعضاء في مجلس التعاونquot; مؤكداً استدعاء مملكة البحرين سفيرها في طهران بصفة فورية للتشاور.

وأخيرا، ومن جدة؛ استنكرت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي خلال وقت سابق من هذا الشهر، التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعبرت عن القلق الشديد للشعوب الإسلامية والمنظمات والمراكز الإسلامية بسبب تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين، واصفة إياها بـquot;لمثيرة للفرقة والفتنة الطائفيةquot; بين مواطني مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ما يعد انتهاكا لسيادة هذه الدول التي تنعم شعوبها بالاستقرار والوئام وتعيش في أمن وسلام.