يتوقع حقوقيون مغاربة أن يجري إطلاق سراح دفعة جديدة من المعتقلين السياسيين قريباً، من بينهم 3 شيوخ محسوبين على ما يسمّى بـ quot;تيار السلفية الجهاديةquot;، الذي تتهمه السلطات الأمنية بالوقوف وراء اعتداءات 16 أيار (مايو) الإرهابية في الدار البيضاء سنة 2003.


معتقلون سياسيون مفرج عنهم

أيمن بن التهامي من الرباط: يتعلق الأمر بحسن الكتاني، ومحمد عبد الوهاب رفيقي الملقب بـ quot;أبي حفصquot;، وعمر الحدوشي، الذين أكدت مصادر حقوقية أن quot;أسماءهم مدرجة في لائحة المستفيدين من العفوquot;، إذ كان يرجّح أن يطلق سراحهم في العفو الأخير، الذي شمل 190 سجينًا، من بينهم المعتقلون السياسيون الخمسة، وشيخا السلفية الجهادية محمد الفيزازي، وعبد الكريم الشاذلي.

وقال محمد حقيقي، المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، quot;اتصلنا من أجل الحصول على تأكيدات حول وجود لائحة ثانية تتضمن قرابة 100 شخص، لكن لم نتوصل إلى أي شيء، إلا أن الأساسي هو أنه ستكون هناك خطوات أخرى تتعلق بالإفراج عن معتقلين، لأن هذا ما جرى الاتفاق عليه مع الكاتب العام لوزارة العدل، محمد الليديديquot;.

وأكد محمد حقيقي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;أن العفو سيشمل أيضًا شيوخ سلفية جهادية، كانت أسماؤهم مدرجة في لائحة المستفيدينquot;، مضيفًا quot;كجمعيات حقوقية نعتبر أن كل هذه الخطوات إيجابية، لكن يجب أن تدخل في إطار عفو شاملquot;.

من جهتها، قالت خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، quot;من المفروض أن تكون هناك خطوة جديدة لإطلاق سراح باقي المعتقلين السياسيين، الذين يقبعون داخل السجون، نتيجة للضغط الموجود حاليًاquot;، مشيرة إلى أن quot;شباب 20 فبراير مصرّون على إطلاق سراح المعتقلين كافة، وهم سينفذون وقفة احتجاجية، عشية اليوم الأربعاء، أمام مقر المجلس الاستشاري لحقوق الإنسانquot;، الذي تغيّر اسمه إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان.

وشددت خديجة الرياضي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، على ضرورة أن quot;يكون هناك عفو حقيقي وشامل، ولا يقتصر فقط على تخفيض العقوباتquot;، مبرزة أن quot;غالبية المفرج عنهم شارفت مدة محكوميتهم على الانتهاء، إذ لم يعد يفصلهم عن مغادرة السجن سوى شهرين أو ثلاثة أشهر، باستثناء المعتقلين السياسيين الخمسةquot;.

هذا ويستعد معتقلون سياسيون مفرج عنهم لتشكيل لجنة تحضيرية لتأسيس إطار مدني للنضال من أجل إطلاق سراح ما تبقى من المعتقلين السياسيين ضمن مجموعة quot;عبد القادر بليرجquot;، التي توبع عناصرها في إطار قانون مكافحة الإرهاب.

يشار إلى أن ممثلين عن جهازي الأمن والقضاء ورجال دين سبق لهم أن التقوا، في السنوات الثلاث الأخيرة، مع مجموعة من المعتقلين المحسوبين على ما يسمى بـ quot;تيار السلفية الجهاديةquot;، وتناقشوامعا حول عدد من الموضوعات، في مقدمتها مرحلة ما بعد الإفراج.

وتشير مصادر مقربة من المعتقلين إلى أن السجناء المحسوبين على ما يطلق عليه بـ quot;التيار البركانيquot;، أي الذين يؤمنون بالإمارة المفقودة في أفغانستان، والذين يرتبطون بصلات وثيقة بأفراد ينتمون إلى القاعدة، لن يستفيدوا من العفو.