شعار قناة بردى

واشنطن: خرجت سفارة سوريا لدى الولايات المتحدة للمرة الأولى عن صمتها بعد مضي أربعة أيام على نشر صحيفة واشنطن بوست الأميركية برقيات دبلوماسية سربها موقع quot;ويكليكسquot; تفيد بأن وزارة الخارجية الأميركية قدمت لقناة بردى المحسوبة على حركة العدالة والبناء، الجهة المعارضة للنظام السوري والتي تعمل في المنفى، ستة ملايين دولار منذ عام 2006م.

وقال مصدر من المكتب الصحافي يعمل داخل سفارة دمشق بواشنطن فضل عدم ذكر أسمه لـquot;إيلافquot;:quot; ليس لدينا تفاصيل الأمورعن تلقى قناة بردى دعماً مالياً من جهات حكومية أميركية سوى ما نشر في الإعلام مؤخراً (..) لكن ما يؤكد مثل هذه المعلومات أن جهات معارضة تخون سوريا عبر تنفيذها لأجندات خارجية مشبوهه لصالح دول خارجيةquot;.

السفير السوري في واشنطن
وتجاوز المصدر الإعلامي السوري موضوع قناة بردى وذهب الى ابعد من ذلك في كلامه وأشار الى أن: quot;السوريين كانوا على علم كامل بتقاضي أشخاص من المعارضة السورية وغيرهم أمولاً من الولايات المتحدة بهدف تغيير النظام، وذلك في فترة عهد الرئيس السابق جورج بوشquot;.

وذكر أن: quot;فريد الغادري وغيره من المعارضة كانوا قد أجتمعوا بأشخاص من إدارة بوش ومنهم ديك شيني وستيف هادلي مرات عدة، إلا أن إدارة بوش خلال نهاية عهدها تلقت تقارير تؤكد عدم وجود شعبية لفريد الغادري وآخرين داخل سوريا، وبدأوا ساعدتها محاولات التركيز على أخوان سوريا بالخارج لاسيما الأول قام بإلقاء كلمة في quot;الكنيستquot; الصهيوني، وأن إدارة بوش عام 2006م لم تجد أحداً داخل سوريا لتمنحه ستة ملايينquot;.

وكانت صحيفة وشنطن بوست قد ذكرت أن قناة بردى، والتي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها، قد تلقت دعماً مالياً سرياً عبر جهات معارضة سورية استمر إلى حين وصول الرئيس باراك اوباما لسدة البيت الأبيض، بينما لم توضح الجريدة الأميركية الواسعة الانتشار ما إذا كان التمويل متواصل في الاسابيع القليلية الماضية.

لكن جهات مراقبة في أميركا رجحت أن توقف إدارة اوباما إستمرارها في الدعم، ولذلك شعرت سوريا بالرضا تجاه هذه الخطوة التي اعتبرتها بمثابة حسن نية يمكن أن يُؤسس عليها لبناء علاقة جيدة بين دمشق وواشنطن بعد أن قطع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش حبل وصالها مع النظام الرئيس بشار الأسد بسبب علاقته الوطيدة بإيران ودوره السلبي في منطقة الشرق الاوسط ودعمه لحزب الله وحماس المنظمتان المصنفتان ضمن قائمة الإرهاب لدى الأميركيين.

بدوره، لم يحاول المعارض السوري فريد الغادري المقيم في واشنطن في كلامٍ لـquot;إيلافquot; التهرب عن تأييده للخطوة الأميركية في دعمها المالي الذي قدمته عبر وزارة الخارجية الأميركية لقناة بردى، وذلك بهدف تأسيسها لنقل الصورة الحقيقية التي تدور في سوريا وسط تعتيم إعلامي كبير، متمنياً quot;لفريق القناة الفضائية التوفيقquot;.

ودعا الغادري إدارة اوباما إلى quot;اتخاذ خطوة أخرى، فالشعب السوري ينتظر المزيد من الدعم الأميركي سواء لفعاليات المعارضة أو المؤسسات الإعلامية السوريةquot;. على حد قوله.

وحول الاتهامات التي طرحها المسؤول في المكتب الصحفي بالسفارة السورية بواشنطن حول تلقيه أمولاً من إدارة الرئيس الأميركي السابق بوش بهدف القيام بإنقلاب من الداخل على النظام، نفى فريد الغادري ذلك، وقال quot;العمالة والتخوين ديدن هذا النظام منذ 41 عاماً(..) فهذه اسطوانة مشروخة يجب أن يتخلى النظام عنها فالشعب السوري العظيم يريد إسقاط النظام وليس أحداً آخرquot;.

ويواجهة نظام بشار الأسد، الذي الغى العمل بقانون الطوارىء المطبق في سوريا أكبر تحدٍ له منذ توليه الرئاسة خلفاً لأبيه عبر إحتجاجات غير مسبوقة تزداد زخماً يوماً بعد يوم منذ 15مارس، وسط اتهامات رسمية لمن يديرها بتنفيذ أجندة خارجية لاتهدف الى إعطاء فرصة من أجل تنفيذ الاصلاحات التي وعد بها الرئيس السوري.

ويعتبرجزءاً من ابناء الجالية السورية المعارضة المنتشرة في الأراضي الأميركية التقتهم إيلاف أنquot; توقيت تسريبات quot;ويكليكسquot; بشأن الدعم المالي لقناة بردى بصحيفة مهمة مثل الوشنطن بوست قد يخدم النظام السوري ويضر بمسار التظاهرات الجماهيرية التي تجتاح البلادquot;.

فيما يرى آخرون أن المظاهرات التي أنطلقت نبعت من اصرار الشعب السوري على التغير ومواكبة الدول المتقدمة في تثبيت مبدأ العدالة والمساواة بين صفوف المواطنين وصولاً إلى نظام ديمقراطي ينهي حقبة الحزب الواحد(..) وبالتالي أن المعارضة ليس لها تأثير على مجريات الاحداث وأن الشعب السوري في الداخل هو الفيصل في نجاح الثورة quot;.