لم تنتظر السلطات البحرينية كثيراً لترد على اتهامات وجهت لها باستهداف أطباء وممرضين بسبب مواقفهم خلال التظاهرات الأخيرة التي شهدتها المملكة، وأكدت في الوقت ذاته التزامها بفرض النظام والقانون وحماية أمن مواطنيها.


المنامة: سارعت البحرين عبر سفيرتها في واشنطن لنفي ما ذكرته منظمات حقوقية بأن قوات الأمن البحرينية قامت بمهاجمة عدد من المستشفيات والاعتداء على الأطباء والمرضى، في إطار محاولاتها quot;قمعquot; الاحتجاجات التي شهدتها المملكة الخليجية مؤخرا.

وقالت السفيرة هدى نونو إن مزاعم المنظمات غير صحيحة، وأكدت في مكتوب أكدت أن quot;البحرين لم تستهدف أو تهاجم أطباء أو مرضىquot;، وتابعت أن quot;المؤسسات العلاجية والطبية تقوم بعملها بالشكل المعتاد في البحرين، بعد فترة حرجة بسبب الاضطرابات.

وأكدت نونو التزام مملكة البحرين بفرض النظام والقانون وحماية أمن مواطنيها، بينما أبدت وسائل إعلام بحرينية استهجانها لما وصفتها بالأكاذيب التي يتم ترويجها بشأن استهداف المستشفيات والمسعفين.

وكان عدد من الأطباء والممرضين العاملين في مستشفى السليمانية اقروا بارتكاب مخالفات خلال التظاهرات الأخيرة، وأجرت السلطات البحرينية تحقيقات معهم بعد اتهامهم بالإساءة إلى مقدرات المملكة وأمنها واستقرارها من خلال احتلال المستشفى خلال الفترة من 17 فبراير إلى 16 مارس الماضي، ومحاولتهم بأعمالهم الإرهابية تعطيل الدستور الذي أمر بتقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين ومحاولتهم تعطيل مهام المستشفى الذي أنشئ من أجله، حسبما جاء على لسان الدكتورة فاطمة بنت محمد البلوشي وزيرة التنمية الاجتماعية والقائم بأعمال وزير الصحة.

وأكدت البلوشي أن لجان التحقيق التي تشكلت تباشر الآن عملها لاتخاذ كل ما يلزم تجاه ما جرى خلال الفترة الماضية، موضحة أن ما وصفتها بـquot;المجموعة الضالةquot; التي ضمّت مجموعة من الأطباء والممرضين بقيادة الدكتور علي العكري حاولت الإخلال بواجبات المهنة الطبية، وقامت بأعمال إجرامية في المستشفى وصلت إلى تجاوزات خطرة كشفت خلال التحقيقات.

وأشارت الوزيرة إلى أن قرار لجنة التحقيق في التجاوزات جاء بالإجماع، وهو إيقاف ثلاثين موظفاً من الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين كأول دفعة عن العمل، بينما تتواصل التحقيقات مع 150 شخصاً آخر، وستعلن نتائج ذلك التحقيق لاحقاًَ.

وكانت ثلاث منظمات حقوقية أجنبية، دعت السلطات البحرينية إلى وقف ما أسمتها quot;حملة على المستشفياتquot; لاعتقال أطباء ومرضى، ممن يُعتقد أنهم كانوا ضمن المشاركين في الاحتجاجات.

وانضمت منظمة quot;أطباء من أجل حقوق الإنسانquot; ، إلى عدة منظمات وجماعات حقوقية أخرى، تتهم قوات الأمن البحرينية بشن هجمات quot;ممنهجةquot;، ضد الأطباء والمرضى، في إطار حملتها لقمع الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات دستورية وسياسية.

وقال مدير المنظمة، هانز هوغريف: quot;وقائع الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين غير المسلحين، والمرضى والمستشفيات وأفراد الطواقم الطبية، والتي وثقها محققون من أطباء من أجل حقوق الإنسان، تدعو للقلق الشديد، وتتطلب تحقيقاً دولياً فورياً.quot;