رأى سوريون أن اعتصام المئات اليوم أمام السفارة السورية في القاهرة يؤسس إلى مرحلة جديدة من الجرأة في إعلان الآراء والمجاهرة بها، مؤكدين أن انقطاع التيار الكهربائي عن السفارة كان بهدف إيقاف أغان مؤيدة للنظام السوري.


القاهرة: قال الصحافي السوري تمام البرازي في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; إنّ المئات من السوريين تظاهروا اليوم أمام سفارة بلادهم في القاهرة ، موضحًا أنّ ما حدث اليوم هو أكبر تظاهرة، معظم المشاركين فيها طلاب سوريون يدرسون في القاهرة، وما لبث أن حدثت التظاهرة المنددة، حتى بدأت السفارة ببثّ أغان مؤيدة لبشار الأسد عبر أربعة مكبرات صوتية كبيرة نصبتها في أركان السفارة.

وأضاف quot;هذا ما أثار المتظاهرين، وكان بعضهم ينوي اقتحام السفارة، وهجم على البوابة، الا أن العناصر الأمنية المصرية تدخلت، وطلبت فرصة للتدخل، وحاولت التوسط لدى السفارة لوقف بثّ الأغاني، الا أن المفاوضات فشلتquot;.

وقال quot;مالبث أن تم قطع التيار الكهربائي عن السفارة السورية، وفي الواقع لا أحد يعلم من قطع التيار... هل هم المتظاهرون أم العناصر الأمنية، ما أوقف الأغاني المؤيدة، الا أن هذا خلّف ارتياحًا شديدًا بين صفوف المتظاهرينquot;. وأشار الى أن الناس الموجودين أمام السفارة شكروا السلطات الأمنية المصرية التي كانت تتفهم مطالبات المتظاهرين.

وحول الهدف من هذه التظاهرات وهل هي مجدية؟، أجاب البرازي quot;ننظر الى الامر بطريقة مختلفة ،فالجاليات في الخارج تؤيد الداخل، وكان في السابق بعض المتظاهرين يختبئون، ويخفون وجوههم وشخصياتهم. أما الآن فحتى الطلاب سقط عنهم الخوف وهو أمر رائع، أصبح حتى الطالب المرسل عبر منحة من بلاده لا يهتم إن قطعت بلاده عنه المنحة، ويصرخ ويتحدىquot;. وأضاف انها رمزية الخارج في تأييد الداخل، مؤكدًا أنّ النظام عبر العنف والحل الأمني يدمّر نفسه بنفسه.

من جانبه أكد الدكتور السوري عزو محمد عبد القادر ناجي quot;اعتصام المئات أمام السفارة quot;، وقال quot;انتقلنا بعدها الى الجامعة العربية والى نقابة المحامين في وسط القاهرة، وسلمناهم أقراصًا مدمجة توضح بشاعة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه، ونقل مطالبات المتظاهرين الى الجامعة العربية ونقابة المحامين بمواقف أكثر حزمًاquot;.

واعتبر quot;أن مثل هذه الاعتصامات مجدية لأن النظام يدّعي أن هناك تأييدًا واسعًا له، مع أن الناس لاتخرج في مظاهرات مؤيدة، الا تحت الضغط والخوف من خسارة وظائفهم أو درجات في مدارسهم، وقال إننا نعبّر عن حقيقة الشعب السوريquot;.

منظمات حقوقية تعلن عن تأييدها السوريين
في غضون ذلك أعلنت ست منظمات سورية عن مئات الاعتقالات الجديدة في مختلف المحافظات السورية، وجددت مطالباتها في وقف الدماء وتحقيق الاصلاحات الفورية، ووقع على البيان المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا، والمنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا (DAD)، والمنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا، ومنظمة حقوق الإنسان في سوريا ndash; ماف، واللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا ndash; الراصد، ولجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا ( ل.د.ح ).

وأعلنت المنظمات تأييدها الكامل ممارسة السوريين جميعًا حقهم في التجمع والاحتجاج السلمي والتعبير عن مطالبهم المشروعة ورأت أن هذه المطالب محقة وعادلة، وأن على الحكومة السورية العمل سريعًا على تنفيذها من أجل صيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن وواعد لجميع أبنائه من دون أي استثناء.

هذا ويستمر الإعلام السوري الرسمي خصوصاً، وشبه الرسمي عموماً، بتجاهل تشييع الشهداء المدنيين، الأمر الذي تسبب بانتقادات واسعة في أوساط الشهداء وعائلاتهم.

الى ذلك اتهم التلفزيون السوري عبر بثّ ما أسماه quot;اعترافات أحد أعضاء خلية ارهابية متطرفةquot;، تم إلقاء القبض عليهم من قبل السلطات في محافظة درعا، حيث اعترف بأنه تم تجنيده وتزويده السلاح بناء على quot;دعوات جهادquot; بفتوى من الشيخ أحمد صياصنة أمام الجامع العمري في درعا، كما عرض التلفزيون صورًا لأسلحة متنوعة وذخائر وقنابل كانت في حوزة المجموعة المسلحة.