سجلت القيادة المصرية الجديدة نجاحًا كبيرًا على صعيد القضية الفلسطينية، بعدما تمكنت من إقناع حركتي فتح وحماس بالتوصل إلى اتفاق مصالحة، ينهي حالة الإنقسام الداخلية، بينما تترقب عيون الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة تطبيقًا لهذا الاتفاق.


سادت حالة من الارتياح في الشارع الفلسطيني بعد الأنباء عن الاتفاق الوطني ما بين حركتي حماس وفتح، بعد الجهود الطويلة بين الطرفين، وبرعاية مصرية، فيما الأنظار تتجه إلى كيفية تنفيذ هذا الاتفاق على ارض الواقع، كي لا تتكرر التجارب الماضية، حيث فشل أكثر من اتفاق مصالحة.

فتح وحماس .. نعم للوحدة

ورحّبت حركة فتح بالاتفاق على لسان المتحدث باسمها أحمد عساف، الذي أكد في حديث لـquot;إيلافquot; أن حركة فتح جزء من هذا الاتفاق، وقال: quot;نحن حريصون كل الحرص على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ومصرّون على إتمامه لأن هذا الاتفاق هو هدف حركة فتح، ونحن وقّعنا على الوثيقة المصرية منذ عام ونصف عام،ونحن سعيدون بهذا الاتفاق اليومquot;.

وأضاف عساف: quot;هذا الاتفاق يصبّ في مصلحة الشعب الفلسطيني، وفي مصلحة حركتي حماس وفتح على وجه التحديد، وفي مصلحة القضية الوطنية الفلسطينية، التي ستكون المستفيد الأكبر من هذا الاتفاق الوطنيquot;.

في ما يتعلق بتنفيذ بنود الاتفاق،أمل عسافquot;أن تكون النوايا صادقة من أجل التنفيذ لان المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني تقتضي أن نذهب إلى هذه المصالحة، وان نجابه موحدين الأخطار التي تواجه القضية الفلسطينية، لان إسرائيل هي المستفيد الأكبر من الانقسام الفلسطيني، والدليل التصريحات الأخيرة التي أعلنت بعد إعلان هذا الاتفاق، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن على الرئيس الفلسطيني الاختيار بين إسرائيل وحماسquot;.

وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق أن ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، هو تشكيل حكومة كفاءات فلسطينية، مشيرًا إلى انه سيتم تهيئة الأجواء لإطلاق سراح المعتقلين، وإعادة السلم الاجتماعي وإنهاء الإشكالات التي وقعت بسبب الانقسام لانتخاب حكومة وحدة وطنية.

وأضاف: نؤمن بشراكة وطنية يتوافق عليها جميع الأطراف، ولم يبق قضايا مفتوحة للحوار، وكل ما تبقى هو الاحتفال بهذا التوقيع، مؤكدا في الوقت نفسعلى أن ما يحدث في الدول العربية من ثورات أثر على قرار المصالحة الفلسطيني.

وفي ما يتعلق بالبرنامج السياسي، قال أبو مرزوق: إن أي حكومة لا بد لها من برنامج سياسي، وان لم يكن لها، فالبرنامج الذي يحمله الرئيس يكون هو المعتمد.

امتحان التطبيق
بدوره، قال المحلل السياسي خليل شاهين لـ quot;إيلافquot; إن الشعب الفلسطيني اليوم أمام لحظة تاريخية للتوافق الوطني على إتمام المصالحة، وهي تأتي استجابة للأحداث العربية والحراك الشعبي الفلسطيني، الذي يطالب منذ أسابيع عدة بإنهاء الانقسام .

وأضاف: الاتفاق يأتي ردًا على استمرار التعنت الإسرائيلي في ما يتعلق بالعملية السياسية، وكذلك الموقف الأميركي المنحاز لمصلحة الرؤيا الإسرائيلية.

وأكد شاهين أن المطلوب هو دعم التوافقات الموقعة إلى خط النهاية لتنفيذ كل البنود المتفق عليها، وحتى المسائل الخلافية، التي تتعلق بإعادة بناء الأجهزة الأمنية والتحضيرات للانتخابات المقبلة، والتي قد تعرقلها إسرائيل، ومطلوب أيضًا استمرار اليقظة الشعبية الفلسطينية من أجل خلق ضغط شعبي على الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركتي فتح وحماس، من اجل المضي قدمًا في عملية التنفيذ، وفق الاتفاق الذي تم الوصول إليه، وضمن الجدول الزمني لهذه العملية ودعم الموقف المصري الراعي هذه المصالحة والساعي إلى تنفيذها.

وكان عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح لمفاوضات القاهرة لإتمام المصالحة، أعلن في مؤتمر صحافي عقد في القاهرة انه تم الاتفاق مع حركة حماس لحل كل القضايا العالقة، وانه سيتم تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية، تمثل أطياف الشعب الفلسطيني كافة، مشيرًا إلى اجتماع سيضم كل الفصائل الفلسطينية في أوائل الشهر المقبل لتقديم ملاحظاتهم، ومن ثم التوقيع على وثيقة إنهاء الانقسام، والعودة إلى الوحدة، موجهًا شكره إلى الحكومة المصرية التي تقوم منذ أسابيع عدة باتصالات غير معلنة لإنهاء الانقسام.

ووجّه الأحمد مناشدته وسائل الإعلام كافةأن تكون حارسة لهذا الاتفاق كسلطة أولى، وليست رابعة، وقال إن الشعب الفلسطيني سئم الانقسام، وتلقى دروسًا قاسية عبره، حيث استغل الاحتلال الإسرائيلي حالة الانقسام في تهويد القدس وبناء الجدار وابتلاع مساحات شاسعة من أراضي الضفة الغربية، وكل هذا لمنع إقامة الدولة الفلسطينية.

إسرائيل تمتعض
وبدأت إسرائيل تحذر من مغبة هذا الاتفاق، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن على الرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;أن يختار بين السلام مع إسرائيل أو السلام مع حماسquot;، قائلاً: على السلطة الفلسطينية أن تختار بين السلام مع إسرائيل أو السلام مع حماس، حيثلا يمكن أن يحصل سلام مع الجانبين، لأن حماس تسعى إلى تدمير دولة إسرائيل، وتقول ذلك علنًاquot;.