أجرت إيلاف تقويمًا شاملاً مع النائب معين المرعبي حول عدم تشكيل الحكومة حتى الآن بعد مرور 100 يوم على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، فتحدث عن أسباب ذلك وعن موقف تيار المستقبل من مجمل الأمور المتعلقة بتشكيل الحكومة.

بيروت:
يقول نائب عكار معين المرعبي ( تيار المستقبل) لإيلاف إنه أطلق على هذه الحكومة تسمية حكومة الجبنة الوطنية، لأنها تحتاج الى وقت لتقسيمها مع اختلاف على الحصص، فتهكمي، يضيف، على الوضع المذري الذي نعاني منه، وعدم الاهتمام بأولويات المواطن، كي نساعد أنفسنا في تحمّل الأسى والواقع الذي نعيشه.

ولدى سؤاله ان فريق 14 آذار /مارس يتهم الفريق الآخر بعرقلة تشكيل الحكومة لكن انتم ايضًا عرقلتم العملية ووضعتم شروطًا صعبة وحجبتم الغطاء السني عن الحكومة، يجيب المرعبي:quot; نحن بوضوح وصراحة نقول إن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في كتلته هو عبارة عن ذاته وعضو في الكتلة، ولا أحد آخر، ويدعمه عدد من النواب الذي يبقى ضئيلاً، فالاغلبية موجودة مع الرئيس سعد الحريري ( رئيس حكومة تصريف الاعمال) والطائفة السنية اختارت ممثليها بانتخابات ديمقراطية، ويعترف بها الفريق الآخر، ونحن في واقع اننا تركنا أنفسنا ننهار من دون مظلة للهبوط، لذلك يمكن القول انهم أضروا بانفسهم، والفريق الآخر رمى نفسه بالاستقالة ورمى البلد الى المهوار، وكان يعتقد انه يملك مظلة تحميه من قوة السقوط، لكنه كسر نفسه والبلد عن طريق التعاطي غير المدروس، ويضيف:quot; اليوم الفريق الآخر ينكشف يومًا بعد يوم أمام الرأي العام كم هو غير قادر ان يتحمل مسؤوليات، او يهمه هموم المواطن والناس، وكيف يمكن ادارة البلد، مع وجود اعتبارات ديمقراطية من المفروض ان تؤخذفي الاعتبار، لقد استخدم الفريق الآخر القمصان السود لتشكيل أكثريته، ولم يستطع التفاهم في ما بينه، وكل ذلك يبقى قليلاً امام الارتباط الإقليمي بتشكيل الحكومة ورضوخه للاملاءات الإيرانية والسورية، والمعيبة بحق لبنان وخصوصًا بحق الفريق الآخر.

ويتابع:quot; سعد الحريري ابرز وجهة نظره، وكل الكلام الذي اخذ عليه يمكن القول اليوم من قبل الجميع انه كان يملك الحق، ومن بداية الامر قال الحريري نحن لسنا معنيين بتشكيل الحكومة كي لا نعرقل، ونقبل ان نكون بالمعارضة، كي نعارض ضمن الشرعية، والبرلمانية الدستورية، كي نشكل فريقين واحدا معارضا وآخر يحكم، والمعارض يحاسب من يحكم ويصوت باتجاهه، فمن اليوم الاول كان من المفترض ان تشكل حكومة وان تكون جاهزة، كي يعالجوا امور البلد، وما جرى تعطيل وقضم الدولة، والتسريع في انهيارها، وافقار الناس ووضعهم في ظروف معيشية صعبة، ونعاني اليوم من انهيار يتحمل مسؤوليته الفريق الآخر، مع عدم وجود أفق او خطط اقتصادية، او تفاهم سياسي بالنسبة إلى مختلف المواضيع، وهذا الكلام للفريق الآخر الذي يحملنا مسؤولية، اعتقد ان اي شخص يعرف ان هذا الكلام غير صحيح.

وردًا على سؤال بعد كل الوقت الذي مضى من هو الخاسر الاكبر اليوم بإطاحة حكومة وحدة وطنية هل هو حزب الله ام سعد الحريري ام البلد؟ يجيب:quot; لا اسف على حكومة الوحدة الوطنية لانها لم تحكم، فقط حكومة مؤلفة من افراد متجانسين تستطيع اخذ قرارات وتحمل مسؤوليات، مع وجود معارضة تصوب العمل الحكومي، عانينا 14 شهرًا من عدم تمكين الحكومة ان تحكم، وكل وزير كان quot; فاتحًا على حسابهquot; كل وزير كان لديه مزرعة لحسابه ولجماعته، يفيد فقط الاشخاص الذين هم ضمن فريقه السياسي، فمثلاً ما يجري في عكار انه على صعيد الكهرباء فقط المحسوبين على الموالاة الجديدة هم الذين يحصلون على المولدات، وفريق المستقبل لا يحصل على شيء الا الجزء الضئيل.

والامر ينسحب ايضًا على المياه وحتى الانترنت التي لم تصل حتى الآن الى بلدتي.

هلمازلتم مصرين بعد مرور اكثر من 100 يوم على الامر بانه كان هناك اغتيال سياسي لشخص الرئيس سعد الحريري ولتيار المستقبل ام ان هذه النظرية تغيرت؟ يجيب:quot; لقد اخذ الفريق الآخر قرارًا بالتعطيل والاستقالة، ولم يكن لديه بديل عن الواقع، رغم الظروف الصعبة السياسية التي نعيشها في البلد ورغم ان السلاح اليوم هو المهيمن والمسيطر حتى على الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، وكل ما نراه على الارض اليوم هو نتيجة الفوضى التي يخلقها الفريق السياسي الذي يشكِّله 8 آذار/مارس ومكونه الاكبر حزب الله.

ويمكن القول ان لا احد يستطيع اغتيالنا سياسيًا، وسعد الحريري زعيم الاغلبية السياسية الحرة، وهذا الموضوع اثبته الشعب اللبناني خلال 13 آذار/مارس الماضي، من خلال حجم المشاركة الكبيرة، وكذلك لدى زيارة الحريري الى الشمال، والناس والاعداد الهائلة وقفت الى جانبه، سعد الحريري الزعيم الاكبر في لبنان ولا يمكن لأحد ان يغتاله سياسيًا.

ولدى سؤاله هل تعتبر انكم كقوى 14 آذار/مارس خسرتم بعدم المشاركة في الحكومة ؟ يجيب:quot; بصراحة ربحنا بعدم المشاركة، نحاول تطبيق الفكرة التي طرحناها يوم كان سعد الحريري يشكل الحكومة، كنا نقول بضرورة وجود اغلبية تحكم واقلية تعارض، رغم ان هذه الاكثرية تكونت بوساطة القوة واستخدام وهج السلاح والقمصان السود، والضغوط الإقليمية على الزعيم وليد جنبلاط وفريقه السياسي، وبعض النواب، نحن مصرون على وجود معارضة، وناس تحكم، هذه اولوية ولا يمكن ان يكون هناك حياة سياسية، وشفافية في اي موضوع من دون وجود هذا الامر.

ويضيف:quot; حتى طاولة الحوار تم تعطيلها ورفضوا الحوار، وعلى اي اساس يريدوننا بحكومة وحدة وطنية، فحتى الحوار رفضوه، وسياسة دفاعية او استراتيجية لم تعلن حتى الآن، الفريق الآخر اليوم من خلال سلاح المقاومة اصبح لحماية السلاح الداخلي والفوضى والاستئثار على جميع المستويات.