بعد اتهام سوريا لفريق من تيار المستقبل بتمويل الفتنة فيها، كيف يمكن وصف العلاقات اللبنانية السورية اليوم، ما هو مستقبل هذه العلاقات في ظل بوادر ازمة بدأت تظهر على الحدود من خلال التشديد على الشاحنات والمعابر بين البلدين؟

بيروت: يقول النائب السابق مصطفى علوش ( 14 آذار/مارس) لإيلاف ان العلاقات اللبنانية السورية لم تصل اصلاً إلى افضل حالاتها خصوصًا مع تيار المستقبل، على مدى السنوات الماضية على الرغم من الانفتاح الذي قدمه رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، بقيت الامور معلَّقة في كثير من الاحيان، الآن هي مرحلة جديدة خصوصًا ان الاتهامات غير المسندة وغير المنطقية، هي مقصودة لإيجاد نوع من المخرج لما يعيشه النظام السوري من خلال اتهام مؤامرة خارجية غير منطقية، خصوصًا أنّ المعني بها تيار المستقبل، وهو غير قادر وغير راغب بالقيام بأي خطوة تجاه سوريا.

عن دعم هذا الاتهام من قبل حزب الله واتخاذه طرفًا في الموضوع كيف يؤثر ما حدث في سوريا على لبنان اليوم؟ يقول علوش: quot;التأثير كبير بالتأكيد فنحن متلاصقان، ولدينا الكثير من الامور المشتركة، ولكن دخول حزب الله على جو خط الاتهام، هو لتغطية التدخّلات الخارجية التي يقوم بها في كافة انحاء العالم، والإخفاقات الخارجية للمجتمع الشيعي الذي ينتمي اليه.

ويضيف علوش:quot; اذا ما تداعى النظام في سوريا فتأثر لبنان قد يكون ايجابيًا او سلبيًا بناء على المعطيات التي ستتم.

عن بوادر الازمة بين العلاقان اللبنانية السورية من خلال المعابر يقول علوش:quot; اعتقد بان الامور تتعلق بالجانب السوري، وهذه المحاولة يائسة وفاشلة لاظهار للجانب الللبناني انه يأتي منه الخطر.

ويتابع علوش:quot; سوريا اليوم اهم دولة بالنسبة إلى علاقات الجوار، وقد تقاضي تيار المستقبل لكن ذلك لن يتم الا بالطرق العادية من خلال تقديم القرائن الى لبنان من خلال الطرق العادية ويتم التحقيق والمحاكمة بناء على المعطيات.

عن مستقبل العلاقات بين لبنان وسوريا يقول علوش انها مرتبطة بالمستجدات نحن نعيش كل يوم بيومه الآن، لأن الامور شديدة الدقة في كلي البلدين.

فارس

بدوره يتحدث النائب مروان فارس ( 8 آذار/مارس) لإيلاف ويقول اعتقد ان سوريا لم تقصِّر مع رئيس وزراء تصريف الاعمال سعد الحريري، وكان الموقف السوري ايجابيًا من الحريري، واستقبله مرات عدة، وتم اعلان سوريا بتنفيذ اتفاق الطائف كاملاً، اشارة الى العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا، ولكن المؤسف ان تيار المستقبل بكل اعضائه لديهم موقف سلبي تجاه سوريا، من خلال سياسة عداء لها، وردة الفعل السورية هي سلبية من تيار المستقبل والحريري، واليوم يتحدث تيار المستقبل عن ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وعلى هذه الحدود يتم تهريب السلاح من جهة الشمال والبقاع الشمالي الى سوريا، وبدل الادعائات انه يتم تهريب السلاح من سوريا الى لبنان، نرى ان ذلك يتم بالاتجاه المعاكس، الى بانياس وغيرها ويتم تهريبها الى الاخوان المسلمين، وهم المسؤولون عن الاحداث في سوريا، وفريق آخر مثل عبد الحليم خدام الذي اتهم بالخيانة، اعتقد ان موقف المستقبل لن يكون جيدًا وايجابيًا على لبنان، بل يسيء الى البلد والى نفسه، بعد الحديث عن تمويل النائب الجراح للاحداث في سوريا، وتمويل القتل والاعتداءات في درعا واعتقد انه لن يُغفر هذا الموضوع لتيار المستقبل.

وردًّا على سؤال بان بوادر الازمة بين البلدين ظهرت من خلال التشديد على المعابر والشاحنات كيف يمكن تخطي ذلك؟ يجيب فارس:quot; يعتبر تيار المستقبل ان ذلك ليس من مصلحة لبنان، ويجب ان يرى مصلحته مع سوريا وليس مع اعدائها، وعملية معالجة التراكم الشاحنات على الحدود امرًا سهلاً، بعد محاولات عدة، غير ان المستقبل يتبع سياسة اميركية سعودية تجاه سوريا وهذا ليس من مصلحة لبنان، وتيار المستقبل غير ناجح في السياسة في لبنان، بل يسيء الى معاهدة الاخوة والتعاون بين البلدين.

ويضيف فارس:quot; النائب الجراح متهم من قبل القضاء السوري والحكم هناك، اصبح مطلوبًا من قبل السوريين، وهناك مطالبة من السوريين للقضاء اللبناني بمحاكمته.

عن مستقبل العلاقات بين لبنان وسوريا كيف يراها في ظل كل ما يحدث؟ يجيب فارس:quot; يجب انتظار الحكومة الجديدة واذا لم تشكل من اعضاء المستقبل، هذا التيار الذي تحكم بلبنان لمدة 5 اعوام، من الممكن عندها ان تتحسن العلاقات بين لبنان وسوريا اما اذا بقي مسيطرًا، اي المستقبل، على السياسة اللبنانية لن تكون العلاقات جيدة، وسنسعى ان تكون منسجمة على قاعدة تشكيل حكومة تؤمن بهذه العلاقات السياسية بين البلدين وليست معادية لسوريا.