تحدثت إيلاف الى النائب تمام سلام عن امكانية ما تم الحديث عنه من تشكيل للحكومة بعد الاعياد، وعن ارتباط هذا التأخير بما يجري من احداث في سوريا، وكل التسريبات من قبل حلفاء سوريا في لبنان عن ارتباط تيار المستقبل بما يجري في سوريا.

بيروت: يقول النائب تمام سلام لإيلاف إنّ ما نسمعه اليوم هو انه تم قطع شوط على مستوى المحاصصة بين القوى السياسية، للخطوط العريضة لتشكيل الحكومة، لكن يبدو ان هناك بعض التفاصيل المتعلقة بالحقائب التي لم تبت نهائيًا، ومن هنا ربما اعطي الانطباع بأن الامور تتجه اكثر الى ايجاد المخرج لتشكيل الحكومة.

عن التداعيات المرتقبة على لبنان في حال لم تشكل الحكومة، يقول سلام ان هذه التداعيات حاصلة وليست مرتقبة، لما يجري اليوم من انفلات وتسيب وفوضى وتعديات، كل ذلك على حساب الشرعية والدولة ورموزها، ويدفع ثمنه المواطن غاليًا جدًا وكل ما يؤخذ اليوم بطريقة غير شرعية ويتم التعدي على حقوق واملاك الناس، إضافة إلى بعض الاختلالات الامنية هنا وهناك، كل ذلك لا شك يتراكم، ويترتب على الحكومة المقبلة إيجاد حلول له، اذا ما استمر على هذه الوتيرة.

ولدى سؤاله عن أم العقد في تشكيل الحكومة هي وزارة الداخلية، هل يرى حلاً لتلك العقدة؟ يجيب سلام: quot;هذا الامر يعطينا فكرة على مدى تصغير الامور ومدى الهبوط في الصغائر والتفاصيل ليس لبنان اليوم بحاجة الى التراجع لها، لمواجهة الاستحقاقات الكبيرة التي تحيط بنا في المنطقة، هل يعقل ان يقتصر الامر على حقيبة، او وزير او اسم، في هذه المرحلة، لان الجميع يجب ان يتعالى ويقفز فوق خصوصياته ومحسوبياته، واطماعه، ويوظفها من اجل المصلحة العامة، هذا شيء مشين جدًا ولن يعطي النتائج المطلوبة، فاذا تم تشكيل حكومة وكانت على قاعدة المحاصصة، ونفوذ هذه الفئة او تلك القوى السياسية واستئثارها، كما هو الجو العام اليوم الذي يحيط بتشكيل الحكومة، لان هناك فئة من القوى السياسية تريد ان تستأثر وتهيمن، وتحقق لنفسها مواقع في السلطة والنفوذ، فهذا امر لا ينفع، من هنا لا يمكن في لبنان ان يقوم فريق على قاعدة غالب ومغلوب والاستئثار بالحكومة.

وردًّا على سؤال ما الصلة بين تطور المشهد السياسي الحكومة في لبنان وتطورات المواقف الميدانية في سوريا؟ يجيب سلام:quot; ان الامور اللبنانية دائمًا كانت لها علاقة وما زالت بتأثيرات المحيط العربي والإقليمي وبشكل خاص بما يجري في سوريا، ومن الطبيعي للاحداث هناك ان يكون لها تأثير على لبنان، اما كيف وبأي شكل وحجم وعلى اي وتيرة؟ فهذا امر لا بد ان يتم متابعته لمعرفة الى اين يتجه، ولكن من الواضح ان الاجواء اليوم التي تتطور في سوريا، علينا تحصين واقعنا الداخلي، ومواجهة ذلك بكثير من المسؤولية، بعيدًا من المزايدات ومحاولة توظيف ذلك لفئة دون الاخرى او باتجاه دون آخر.

عن تلويح واشنطن بعقوبات على مسؤولين سوريين هل ستذهب الى ابعد من ذلك كما حصل في ليبيا؟ يقول سلام: quot;ما تقوم به واشنطن وما قامت به في الماضي، وما تنتهجه من سياسة في المنطقة، يطال هذا البلد او ذاك المجتمع او السلطة اوالحاكم، امر ليس بجديد، وما يدور في المطبخ الاميركي اليوم، وما جرى منذ فترة، والاعتبارات التي يتم اعتمادها، امر برأيي لا يوفر مسؤولية كل منا بموقعه، بأن يقوم بما عليه القيام به، ونعم، فإن مد العلاقة وجزرها بين اميركا وحلفائها مع الدول والمنطقة ليس بجديد، وقد ينتج عنها اوضاع غير مريحة، او مريحة، وهذا يتوقف على آدائنا ودولنا وكل شعوبنا.

المستقبل وسوريا

عن القول بأن سوريا تحاول رفع مستوى اتهامها لتيار المستقبل بالتورط في احداثها كي يمكن البحث عن تسوية في موضوع المحكمة الدولية ينفي سلام ذلك بالقول انه لا يعتقد بان موضوع المحكمة اليوم في التداول، انما هذه الإتهامات لتيار المستقبل مزعجة، ولا تجدي نفعًا، وليس لها ثوابت، وتأخذ مناخًا مزعجًا وغير مريح، ينعكس على من يطلقها ويروجها اكثر من تيار المستقبل، والامور التي تحصل اليوم اكبر بكثير من ان يكون سببها هذا النائب او ذاك في تحريكها وتطويرها، ونأمل الا يتم التمادي فيه، ويوضع حد له من قبل من يحركه، لان عند المواطنين الامر لم يؤخذ في البداية بجدية، والمواطن اصبح واعيًا اليوم لكل ما يحصل من تطورات، ولا تنطوي عليه امور كثيرة.

ماذا عن الشيكات التي تحدث عنها الوزير السابق وئام وهاب وعن الحديث عن النائب في تيار المستقبل عقاب صقر اعتقل في بانياس ما الهدف من كل تلك الحملات؟ يجيب سلام: quot;مثلها مثل كل الحرتقات التي حصلت، لإظهار العجز في مواجهة الاحداث الكبيرة التي تحصل وهي برأيي عابرة، وليس لها قيمة فعلية وعملية، ونأمل ان تنتهي هكذا معطيات.

عن التعديات على الاملاك العامة وبانها طالت ايضًا الاوقاف السنية يقول سلام:quot;بداية ان موضوع الفلتان والتسيب في التعاطي مع الاملاك العامة بالشكل الذي تم لم تكن بعيدة منه القوى السياسية، ولم تكن غائبة عنه وهو يتنامى، من المؤسف ان يصل الى ما وصل اليه، والامر ليس محصورًا فقط بالممتلكات السنية بقدر ما هو منفلش على كل الممتلكات العامة، اذا كانت مرجعية الطائفة السنية قد وعت ورفعت الصوت عاليًا وهذا امر طبيعي، ان تقوم بدورها المطلوب فذلك لا يعفي ان ما اصاب الطائفة السنية ربما اقل بكثير مما يصيب كل لبنان، من هنا رفع الصوت بهذا الشكل لا بد ان يساعد على توعية المسؤولين والمرجعيات وخصوصًا القوى السياسية، التي الجميع يعرف بان ما حصل من تعديات وتجاوزات يعود الى مناصريها واتباعها والى مجموعاتها، وعليها ان تقوم بحزم امرها الا اذا كانت هناك رغبة بالمزيد من إضعاف الدولة.