أكد معارضون سوريون بعد أن التقوا المستشارة الرئاسية بثينة شعبان أن الحل سياسياَ مستبعد في ظل غياب وقائع جديدة على الأرض. فيما رأى آخرون أن السلطات تحاول كشف من يقود المظاهرات عبر إطلاق الكلام عن رغبة بالحوار.

سوريون يحملون جريحاً في منطقة وادي خالد لدى عبورهم الحدود السورية ndash; اللبنانية في شمال لبنان. وقد اجتاز الحدود مئات السوريين، بينهم مصابون، هربا من اعمال العنف في بلادهم.

القاهرة: التقت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الرئاسية معارضين سوريين ، وأكدوا بعد اللقاء quot;أن حل الأزمة سياسيا سيكون من الصعب ان لم تكن هناك وقائع جديدة على الأرضquot;. quot;ايلافquot; سألت ناشطين سوريين َمن يتلاعب بالمعارضة في ظل الحديث عن الحوار ، بينما الناس يقصفون في الشوارع والقتلى يزداد عددهم يوما بعد يوم؟

النائب السابق في البرلمان السوري مأمون الحمصي اعتبر في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أنّ كل من يتحاور الآن مع السلطة سيسقط، كما أنّ المعارضين السوريين الذين التقتهم المستشارة يقولون أنهم يمثلون أنفسهم فقط ، متسائلاquot; كيف تستخدمهم السلطات لايقاف تظاهرات الجماهير وهم يؤكدون أنهم لايمثلون الا أنفسهم ؟quot;.

وقال quot;أن السلطات السورية حاولت أن تدفع المتظاهرين لحمل السلاح حتى تشوه ثورتهم السلمية quot;، وأضاف ان الشعب السوري واعٍ وهو يعلم أنّ ثورته السلمية تثير احترام العالم.

وأشار الى أنه قد لا يكون هناك تلاعبا بالمعارضين بل بطء في اتخاذ القرارات ومحاولات لكسب الوقت، الا أنه لفت الى أن السلطات على مايبدو لم تحسم أمرها بعد أو أن هناك أكثر من رأي .

بدوره اعتبر المحامي محمود مرعي رئيس مجلس ادارة المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن هناك حد أدنى قبل الحديث عن أي حوار، موضحا quot;أنه يجب اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وكف يد الأجهزة الأمنية وتغولها وووقف اطلاق النار على المتظاهرين ، ثم البدء بحوار حقيقي وجدي وفاعل quot;.

من جانبه رأى المعارض السوري أكثم بركات في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أنّ الثورة السلمية ، على مايبدو ، أصبحت ثورة الضمائر ، لافتا الى quot;أنه في ظل الناس المنكوبين الذين يبكون على شهدائهم يوميا يبدو أن هناك ردة فعل أخلاقية لدى جنود النظام وأمن النظام، و ردة فعل ضمير تظهر ملامحها أمام دموع الثكالى لأن عدد الشهداء قلّ في جمعة الحرائرquot;.

وحول الحوار المقترح اعتبر quot;أنّ النظام بخبثه الواضح يحاول كشف كل من يقود المظاهرات عبر اطلاق الكلام عن الرغبة في الحوار، ويحاول أن يعرف شخصيات المعارضة في الشارع حتى يقضي عليها فالنظام من المعروف عنه أنه لايحاور أبدا quot;، ورأى quot;أنّ هذا التغيير غير جديquot;.

وشدد على أنه لم يكن تقلص عدد الشهداء بسبب قلة عدد المتظاهرين بل كان هناك تراجعا واضحا في قتل المتظاهرين لأن ما نلمسه هو انتصار الثورة السلمية ، وهذا الانتصار هو الذي خفف من قمع النظام .

وفي حين تم الحديث عن ورقة ومبادرة قدمها معارضون للمستشارة شعبان نفى المعارضون ذلك ، وتردد أنه دخل على خط الأزمة شخصية جديدة تتصل بالمعارضين لتعرف رأيهم فيما يجري بينما سربت مواقع متعددة أنه تشكلت لجنة للحوار مؤلفة من نائبي الرئيس السوري فاروق الشرع ونجاح العطار اضافة الى اللواء محمد ناصيف نائب الشرع بالاضافة الى شعبان.

وفيما يؤكد الناشطون أنّ حل الازمة يكون سياسيا وليس أمنيا ،أعربوا عن استيائهم من هذا التأخير في الحل السياسي واراقة المزيد من الدماء.

وكانت أنباء تواترت عن مبادرة أبرز مقوماتها وملامحها سحب رجال الأمن من الشوارع واستبدالهم برجال بزي رسمي اضافة الى السماح لوسائل الاعلام بالتغطية.

منظمات حقوق الانسان أكدت أنه ليس لديها أية مبادرة ، وقال المحامي محمود مرعي لـquot;ايلافquot; ليس لدينا مبادرة ولكن قد يكون للأحزاب المعارضة مبادرة وخطط أخرى.

فيما أكد الكاتب المعارض لؤي حسين الذي التقى شعبان quot;أن الأوان ما زال متاحا للانتقال من الحل الامني الى الحل السياسيquot; ، لكنه أشار الى أنه quot;سيكون من الصعب الوصول الى حل سياسي ان لم تكن هناك معطيات جديدة ميدانيا تحقق شيئا ايجابياquot;.

وأكد أن لقاءه مع المستشارة quot;ليس حوارا وطنيا بل لقاء لتبادل الاراءquot; ، لافتا الى أنّ quot;اللقاء لم يتطرق الى الأمور الاصلاحية نظرا إلى عدم وجوب الكلام عن ذلك في وجود القمع quot;. كما أضافquot; إننا لسنا أطرافا سياسية في الشارع فنحن لا نملك أن نحرك أو أن نهدئ الشارعquot;.

وشدد حسين أنه تلقى تأكيدات من مستشارة الرئيس السوري ، بأن أوامر رئاسية حاسمة صدرت بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، وأن كل من يخالف ذلك سيتحمل كامل المسؤولية، على حد قولها ، مشيراً إلىquot; أن الرئيس كان قد أصدر قرارا بهذا الشأن منذ ستة أسابيع إلا أنه من المهم التذكير بهذا القرار من جديد بحيث يكون من أطلق النار مخطئاً ويجب محاسبته لتجاوزه هذا القرارquot;، الا أنه من المستغرب أنه ما زال هناك قتلى يتساقطون .

وتحدث حول إن quot;الحوار يجب أن يكون بين السلطة وممثلين عن الشارعquot;، مؤكدا quot;يجب تأمين الشارع من أجل التظاهر وعدم اعتقال المتظاهرين ليتاح لهم اختيار ممثليهم الذين سيتولون بأنفسهم إجراء الحوار مع السلطة لدراسة مطالبهمquot;، ولفت إلى أن quot;اللقاء الثاني مرهون بالتغييرات الايجابية في الميدانquot;.

وكان حسين واحد من بين أربع شخصيات معارضة التقت شعبان هذا الشهر منهم المعارض السوري ميشيل كيلو الذي أكد أنه quot;لم يكن اللقاء مع المستشارة الرئاسية حواراً أبداً، وإنما كان تبادل لوجهات النظر في لقاء ثنائي معها تم بناء على طلبها هيquot;، وقال quot;عرضتُ خلال اللقاء وجهة نظري الكاملة، وأكّدت لها أن الحل الأمني لا يمكن أن يصل إلى نتيجة إيجابية، وأن العنف سيؤدي إلى مزيد من التظاهر، وأنه يجب البحث عن جذر المسألة، وهي أن الشعب السوري يريد إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وحتى لو استطاع الحل الأمني إخماد المظاهرات فإن المشكلة ستبقى قائمة دائماًquot; ، وأفاد quot;لم أقدم للدكتورة شعبان أي ورقة مكتوبةquot;.

وكان وزير الإعلام السوري عدنان محمود قال quot;أن الأيام القادمة ستشهد حوارا وطنيا شاملا في مختلف المحافظاتquot;، لافتا إلى أن quot;الحكومة تعكف حاليا على تنفيذ برنامج الاصلاح الشامل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بما يخدم مصلحة الشعب وإن هناك تلازما بين الأمن والاستقرار من جهة والإصلاح من جهة أخرىquot;.