الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يقلق الخليجيين الذين يؤمنون أن حل ثورة اليمن ليست سوى من مجلسهم القابل للتمديد الجغرافي مستقبلا

لا يزال علي عبدالله صالح يمارس مراوغاته بشأن مبادرة دول التعاون الخليجي، ليس ذلك فقط، بل حتى على شعبه الذي يوهم فيه المتابعين أن هنالك قوى أخرى تدعم وجوده، حتى انتهاء فترة رئاسته في العام 2013، في وقت تسجل فيه دول الخليج تعديلها الخامس على مبادرتها.


الرياض: لم يعد لدى وسائل الإعلام كافة ما تقدمه حيال وضع اليمن المهزوز، ولم يعد هناك ما يحتاج منهم المتابعة أو تجديد بثهم من صنعاء أو غيرها، فلو أعادت هذه القنوات بثها إحدى خطابات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خلال جمعاته الخمس التي يخاطب فيها مؤيديه ومعارضيه من ساحة صنعاء الجمعة اليوم أو الجمعة المقبل فلن يغيّر ذلك شيئًا.

جمعات صالح، التي يراوغ فيها مع شعبه، ممارسًا دوره في غابة مضطربة لا يوجد فيها زعيم حالي، أو معالم لحيثيات تغيير، ليست هي هدف المعارضة فقط، إذ إنهم ينشدون خروجه، ولو من الباب الضيق لجمهوريتهم. ولو طال بهم الأمد حتى نهاية فترته الرئاسية.

علي صالح الزعيم المقلق للخليجيين، الذين يؤمنون أن حلّ ثورة اليمن ليست سوى من مجلسهم القابل للتمديد الجغرافي مستقبلاً، وهو الأمر عينه الذي تعلمه واشنطن وقوى الاتحاد الأوروبي، مما جعلهم يراقبون عن كثب أحداث وثورة جياع quot;الحريةquot; من نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

الخليجيون لا يزالون يركبون دراجة الحل السريعة الاستجابة وكثيرة الإصلاح، كما علّق عليها صحافي يمني خلال حديثه مع quot;إيلافquot;، معتبرًا أن مبادرة الخليج quot;زادت الحياة اليمنية الثورية تعقيدًاquot;، مطالبًا الدول الخمس المتبقية في مبادرة دول التعاون بالاقتداء بقطر، التي أعلنت انسحابها منها، لإيمانها بأن هذه المبادرة فشلت في مخاضها.

وأضاف الصحافي اليمني، الذي يقيم في لندن، أن الشعب اليمني الثائر على نظام صالح يرىخوف الأخير من قطر نتيجة توجهات قناتها quot;الجزيرةquot;، في دعم الثورة، التي تود أن ترمي بصالح قبل انتهاء فصل الربيع الجمهوري العربي، وهو الأمر الذي يراه علي صالح أنه أطفأ شعلة الجزيرة قبل انتشارها بحسب اليمني المهاجر.

وعن ما بعد حكم صالح وكيف يقرأ مستقبل الثورة اليمنية مع نيران كبرى أجلت ثورة الشعب توهجها مع حراك الجنوب للانفصال ونار الحوثيين في صعدة الشمالية، قال إن الشعب كافة ليس لهم سوى عدو مشترك واحد، وسيحققوا في اتحادهم هذا النجاح، وخلع صالح من كرسيه، مضيفًا أنهم جميعًاسيحققون الهدف بمحاكمة سريعة لصالح، الذي اعتبر أن بداية نهايته حانت منذ شهرين.

صالح، الذي جدد الجمعة مطالبته بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، قائلاً quot;نحن ندعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة حقنًا للدماء وبطريقة ديموقراطيةquot;، ليست هي طموح المحتجين والثوار اليمنيين، حيث لا يزالون يرغبون في خروجه مطرودًا ومعلنًا الانسحاب، وهو الأمر الذي سيكون صعبًا في ظل توازن قوى quot;مع وضدquot; تجاه الرئيس المراوغ.

المشاكسة اليمنية من صالح، أرهقت كثيرًا المستجد في شؤون السياسة في الخليج عبداللطيف الزياني، الذي لم تعرف طائرته سوى مطار صنعاء لاستشارة الرئيس اليمني في شكل وبنود مبادرة الخليج لحل أزمتهم التي تم تعديلها للمرة الرابعة، في طريقها للخامسة.

وسيكون الموعد المقبل في العاصمة الرياض، التي تحتضن أمانة التعاون الخليجي، حيث سيلتقي الأحد الثاني والعشرين من أيار/مايو وزراء خارجية دول التعاون، في اجتماع وصف بـquot;الاستثنائيquot; للمرة الرابعة خلال شهرين، بعد اجتماع السادس من نيسان/ أبريل، الذي شهد بعده بوحًا قطريًا لنصوص المبادرة التي رفضها صالح بعد تصريح وزير خارجية قطر، الذي اعتبره صالح تدخلاً سافرًا في شؤون اليمن الداخلية.

المبادرة أشغلت الخليجيين حتى خلال اجتماع قادتهم التشاوري في الرياض في الحادي عشر من شهر مايو الحالي، حيث حثوا الأطراف اليمنية ذات العلاقة بالتوقيع على الاتفاق وفقاً للبنود التي احتواها، باعتباره السبيل الممكن والأفضل للخروج من الأزمة.

وسيمهد اتفاق انتقال السلطة في اليمن الطريق لخلع صالح في غضون شهر، وسيمنحه أيضًا حصانة من الملاحقة القضائية، وكذلك يؤمّن له خروجا آمنًا من السلطة.

ويرى العديد من اليمنيين الثوار أن المبادرة الخليجية هي مؤامرة تسعى فيها دول المنطقة الخليجية إلى إفشال ثورة الشباب اليمنية، منتقدين طريقة وأسلوب التعاطي الخليجي من خلال المبادرة التي تعاملت معها على أنها أزمة بين المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس صالح وأحزاب اللقاء المشترك.