تقدمت السيدة السعودية المتهمة بتحريض الرأي العام، منال الشريف، باعتذار رسمي لمدير سجن الخبر لمابدر منها بعد أن اعتقلت إثر قيادتها سيارتها في شوارع السعودية، ومواجهتهالخمس تهم، فيما تفاءل محاميها بالإفراج عنها بكفالة.


منال الشريف

الرياض: تقدمت المتهمة بتحريض الرأي العام منال الشريف التي اعتقلت اثر قيادتها سيارتها في شوارع السعودية باعتذار رسمي لمدير سجن الخبر لما بدر منها. حيث أكد ذلك محاميها عدنان الصالح لإيلاف وقال أن القضية أحالها المحقق العام لنائب أمير منطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد للبث في قضيتها، إلا أن الصالح تفاءل خلال حديثه لإيلاف بالإفراج عنها بكفالة مبيناً بأن اعتذارها لا يشمل المبادرة التي تدعو إلى قيادة النساء لسياراتهم يوم 17 يوليو المقبل.

وواجهتالسعودية منال الشريفخمس تهم رمت بهاخلف القضبان، كانت قضية quot;إثارة الرأي العامquot; وquot;تحريض النساءquot; هي أبرزها وفق ما أكده محامي الدفاع عنها عدنان الصالح خلال حديثه لـquot;إيلافquot;. وذكر الصالح أن من بين التهم quot;تجاوز الأنظمة والقوانين المعمول بها في السعوديةquot; وكذلك تهمة quot;قيادتها السيارة والتجول بها دون رخصة سعوديةquot;، وquot;تمكين صحافية من إجراء لقاء صحافي معها دون إذن مُسبقquot;، إضافة إلى quot;تعمدها نشر تسجيل إعلاميquot;.وأعرب المحامي الصالح عن تفاؤله بإطلاق سراح منال الشريف اليوم الاثنين بكفالة، مؤكدا أنه تم الإفراج عن أخيها الذي كان محتجزًا معها في سجن الرجال أمس الأحد، معتبرا أنه في حال استمرار سجن السيدة الشريف فإن ذلك سيثير التوترات أكثر مما يجب وستحمل أكبر مما تستحق هذه القضية.

عضو مجلس الشورى السعودي سليمان الزايدي أكد في حديث لـquot;إيلافquot; أنه لا يوجد ما تجرم لأجله الشريف التي قادت سيارتها بمفردها، مبيناً أن منطق النظام يختلف مع المشرع في هذا الحق الذي نصّ عليه النظام، وأوضح أنه مع قيادة المرأة لسيارتها؛ لما في ذلك من صيانة لكيانها وكرامتها، مستنكرا استدعاء الهيئة في ظل وجود المرأة مع محرمها.

وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال في حديث لوكالة quot;ايتار تاسquot; الروسية، رداً حول قيادة المرأة السيارة إن quot;هذا الموضوع يعتبر قرارًا اجتماعيًا، ودور الدولة هو ضمان توفير المناخ الملائم لأي قرار يراه المجتمع مناسبًا بما ينسجم مع مبادئ الشريعة الإسلاميةquot;، بحسب ما أوردته صحيفة quot;عكاظquot; السعودية الاثنين 12-2-2007.وقال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز في حزيران- يونيو من العام 2005 إن الحظر المفروض على قيادة النساء السعوديات السيارات، مسألة اجتماعية، وليست دينية، ما يعني من الناحية النظرية أنه إذا أراد المجتمع رفع الحظر فلن تكون هناك عقبة.

بدورها أبدت الناشطة الحقوقية السعودية وعضو جمعية حقوق الإنسان سهلية زين العابدين خلال حديث لـquot;إيلافquot; استياءها من إلقاء القبض على السعودية منال الشريف، مطالبة من العاهل السعودي ووزير الداخلية سرعة التدخل بشكل حازم في هذه القضية، التي رأت فيها أن منال الشريف مثلت الدولة السعودية في الخارج خير تمثيل وعادت للوطن بعلمها الذي يعتبر سلاحا في تخصص أمن المعلومات الإلكتروني،وأكدت زين العابدين أن قيادة المرأة السعودية سيارتها لم تعد قضية اجتماعية، والمسألة لن تتوقف على تقبل المجتمع لقيادتنا سياراتنا.وأضافت الدكتورة سهيلة أن النساء يحتجن إلى قرار سياسي لتفعيل أمر قيادة المرأة السعودية سيارتها، فالمرأة الآن قادرة على تسيير أمورها وفرض احترامها والمجتمع متقبل فكرة قيادتها، مشتكية من ذل السائقين لهن الذي يتركهن في وسط الطريق ممارسين عمليات الإذلال، ويفرض عليهن أمورًا تخصه وحده، هذا دون المصاريف التي تدفع يومياً والتي لا تقل عن 100 ريال سعودي.

وطالبت زين العابدين بإخراج السيدة منال الشريف، وتقديم اعتذار رسمي لكل من أساء لها كون ما لحق بالشريف أساء لكل امرأة سعودية قادرة على قيادة سيارتها بمفردها، مضيفة أنه لا يوجد نص صريح يحرم أو يجرم قيادة المرأة السعودية السيارة، هذا دون الإشارة إلى أن السعودية وقعت على عدد كبير من الاتفاقيات التي تصون كيان المرأة ويحق لها التنقل بحرية وسلاسة، مضيفة أن حق التنقل حق شرعي ولا أظن أن العاهل السعودي يرضيه ما يحدث للشريف التي تمثل النساء في السعودية.

عضو المحكمين السعوديين الدكتور محمد المعبي استنكر بدوره القضية التي أوقعت منال الشريف، حيث قال لـquot;إيلافquot;: لا بأس في قيادة المرأة السيارة، ولا اختلاف دينيًا حول مشروعية قيادتها، كون قيادتها مركبتها بمفردها أكثر صيانة لها من وجود السائق.وكان مدير الإدارة العامة للمرور حمل خلال حديثه عقب افتتاح لقاء مديري إدارات المرور في السعودية نشرته جريدة quot;الحياةquot; اليوم الإثنين، في سؤال حول الإجراءات في النظام المروري الجديد وهل يتضمن نقاطاً عن قيادة المرأة السيارة، حمل quot;الجهات التشريعيةquot; الإجابة على هذا التساؤل.

منال الشريف تعمل كخبيرة للأمن الإلكتروني في أرامكو السعودية وهي حاصلة على شهادة الاختراق الإلكتروني الأخلاقي من المجلس العالمي لمستشاري التجارة الإلكترونية، وهي أول سعودية تحصل على هذه الشهادة العالمية في مجال أمن المعلومات الإلكتروني،وقد نجحت فيحملتها التي دعت إلى قيادة السعوديات الحاصلات على رخص دولية سياراتهن في 17 يونيو المقبل إلا أنها أثارت الرأي العام في السعودية بسبب قيادتها سيارتها برفقة أخيها وزوجته وابنها ما جعلها تواجهاليوم أسوار السجن العام في مدينة الخبر.

الجدير بالذكر أن المرأة السعودية العاملة تصدرت المركز السادس عربياً في المشاركة في سوق العمل في منطقة الشرق الأوسط ودول المشرق العربي، وسجلت وفقاً للمؤشر السنوي لماستركارد العالمية 27.4 نقطة، فيما احتلت الكويت الصدارة بواقع 55.4 نقطة، تلتها قطر 54.4 نقطة، والإمارات العربية المتحدة 45.8 نقطة، ولبنان 31.6 نقطة، ومصر في المركز الخامس مسجلة 29.3 نقطة، وفق دراسة نشرت اليوم الاثنين.