القدس: يرى محللون ان خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس الأميركي لن يسمح بتحريك عملية السلام قبل استحقاق ايلول/سبتمبر حين سيطلب الفلسطينيون من الامم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية.

وقال عودي سيغال المعلق السياسي على الشبكة التلفزيونية الثانية الخاصة ردا على خطاب نتانياهو انه quot;رفض بشكل تام الخطة التي عرضها الرئيس (الاميركي) باراك اوباما في الايام الاخيرة. خطابه قضى على اي امكانية لتحريك المفاوضات بحلول ايلول/سبتمبرquot;.

واعتبر معلق اخر هو افي دروكر من شبكة خاصة اخرى ان رئيس الوزراء المحافظ quot;قرر تمديد اختبار القوة مع الرئيس الاميركيquot; مضيفا quot;لن يحصل شيء حتى ايلول/سبتمبرquot;.

ويعتزم الفلسطينيون بحلول هذا الموعد وبعدما استخلصوا العبر من فشل المفاوضات مع اسرائيل التوجه الى مجلس الامن الدولي لمطالبته بالاعتراف بدولة فلسطينية بحدود 1967، على ان يتوجهوا لاحقا الى الجمعية العامة للامم المتحدة اذا ما مارست الولايات المتحدة كما هو متوقع حق الفيتو في مجلس الامن.

من جهته راى القنصل العام الاسرائيلي السابق في نيويورك آلون بينكاس في افتتاحية في صحيفة معاريف الشعبية ان نتانياهو رفض quot;المبادئquot; التي اعلنها الرئيس اوباما مؤخرا نقطة نقطة. وكتب quot;من جهة اخرى فان هذا ليس مدهشا حيث ان رئيس الوزراء هو زعيم الليكود (اكبر الاحزاب اليمينية) وزعيم غالبية راسخة في اليمينquot;.

وندد رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست شاوول موفاز من حزب كاديما (وسطي) اكبر احزاب المعارضة بنتانياهو معتبرا انه quot;ينوي عدم القيام باي شيءquot; وقال موفاز وهو وزير دفاع سابق quot;انه لن يقترح اي خطة، وبالنتيجة فاننا ماضون مباشرة الى مواجهة وتسونامي في ايلول/سبتمبرquot;.

واعرب المحلل يوسي آلفر عن موقف مماثل فقال انه quot;ان كان رئيس الوزراء هادن الكونغرس الاميركي، فهو لم يقدم اي صيغة للسلام مع الفلسطينيينquot;. وحذر من انه quot;ليس هناك في كل ما قاله ما يمكن ان يتيح تحريك المفاوضات. لا يسعني سوى ان اكرر ما اقوله منذ سنتين: ليس هناك عملية سلام، ليس هناك ادنى امكانية لعملية سلام، ويجدر بنا ان نركز على ما سيحصل في ايلول/سبتمبرquot;.

وفي صفوف اليمين، اعرب داني دانون النائب عن الجناح المتشدد في الليكود عن ارتياحه لكون quot;رئيس الوزراء لم يرضخ لضغوط الرئيس اوباما. لقد انتخب ليحافظ (على المستوطنات) وليس ليتخلى عنهاquot;.

وقال دايان وهو زعيم المجلس التمثيلي لمستوطنات الضفة الغربية quot;ان التصفيق بلغ ذروته حين تحدث رئيس الوزراء عن امن اسرائيل وحق اليهود في ارض اجدادهم. من الصعب في هذه الظروف ان نفهم لماذا يصر على التحدث عن دولة فلسطينية. كان يجدر به اغتنام الدعم الاميركي لاعلان ضم كل مستوطنات يهودا والسامرة (الضفة الغربية)quot;.

والقى نتانياهو خطابا لم يتضمن اي تنازلات حيال عملية السلام رغم تعهده بان يكون quot;سخياquot; عند رسم حدود الدولة الفلسطينية. واكد مجددا رفض بلاده العودة الى حدود العام 1967 ما قبل احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، معتبرا ان هذه الحدود quot;لا يمكن الدفاع عنهاquot;.

وردا على خطاب نتانياهو قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه quot;لا جديد في خطاب نتانياهو، بل وضع مزيدا من العراقيل في طريق السلام الحقيقي والجدي والدائم والعادل والشاملquot;. وكان اوباما اعلن الخميس الماضي للمرة الاولى ان الدولة الفلسطينية المنشودة يجب ان تقام على اساس حدود العام 1967 quot;مع تبادلات يتفق عليها الطرفانquot;.