واشنطن: اعلنت الولايات المتحدة الاربعاء انها بدأت بخفض وجودها العسكري في باكستان بعدما تلقت طلبا رسميا بهذا الشأن من اسلام اباد، وذلك وسط توتر العلاقات بين البلدين بعد عملية قتل اسامة بن لادن. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ديف لابان ان الحكومة الباكستانية طلبت خفض عدد القوات الاميركية البالغ حوالى مئتي عنصر، في وقت سابق هذا الشهر.

وقال لابان في بيان quot;في الاونة الاخيرة (خلال الاسبوعين الماضيين) تلقينا طلبا خطيا من الحكومة الباكستانية لخفض وجودنا في باكستان، لذلك بدأنا بخفضquot; الوجود العسكري الاميركي في هذا البلد. ولم يحدد عدد الجنود الذين سيتم سحبهم. ويوجد اكثر من مئتي جندي اميركي من القوات الخاصة في باكستان يقومون بتقديم النصح للقوات الباكستانية كجزء من جهود التصدي لتنظيم القاعدة واسلاميين اخرين.

وسحب بعض القوات الاميركية يؤكد الازمة بين البلدين بعد عملية الكومندوس الاميركي التي ادت الى مقتل اسامة بن لادن في ابوت اباد في الثاني من ايار/مايو رغم الجهود الدبلوماسية الاميركية لتبديد التوتر. والعلاقة الصعبة بين باكستان والولايات المتحدة تعرضت لضربة كبرى بعدما اقتحمت قوة نخبة اميركية منزل اسامة بن لادن في ابوت اباد في عملية ادت الى مقتله.

وبعد ايام على العملية اعلن قائد الجيش الباكستاني اشفق كياني ان اي عملية مماثلة على الاراضي الباكستانية ستؤدي الى اعادة النظر في التعاون العسكري مع الولايات المتحدة وابلغ القادة العسكريين بقرار خفض عدد الجنود المنتشرين في باكستان الى quot;الحد الادنىquot;.

وحتى قبل العملية ضد اسامة بن لادن، ابلغ مسؤولون باكستانيون الاميركيين بانهم يريدون انسحاب 20 الى 30 عنصرا من القوات الخاصة البالغ عديدها 150 بعدما قام احد عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بقتل باكستانيين اثنين في لاهور بحسب ما اوردت صحيفة واشنطن بوست مؤخرا.

وطلبت باكستان خفض الوجود العسكري الاميركي بعد اشهر على الجدل حول مصير الموظف لدى سي آي ايه رايموند ديفيس الذي وجهت اليه في بادىء الامر تهمة القتل كما اضافت الصحيفة. وافرج عن ديفيس في اذار/مارس بعد دفع تعويضات لعائلتي الضحيتين.

كما يطالب اعضاء في الكونغرس الاميركي باعادة تقييم العلاقات مع باكستان بعد العملية ضد بن لادن معتبرين ان اسلام اباد تلعب دورا مزدوجا حيث تدعم الناشطين الاسلاميين فيما تستفيد في الوقت نفسه من مساعدة كبرى من الولايات المتحدة.

لكن ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بحاجة لمرفأ كراتشي الباكستاني وطرقات اخرى لتامين امدادات القوات الاميركية في افغانستان. كما تريد واشنطن ابقاء عناصر من الاستخبارات الاميركية في باكستان لضمان الا تقع الاسلحة النووية في ايدي متطرفين.

من جانبها تعتبر باكستان بعض المجموعات الاسلامية ورقة في يدها في مواجهة الهند وتريد الاحتفاظ بنفوذ استراتيجي في افغانستان المجاورة. ويقول بعض المسؤولين الاميركيين والمحللين ان باكستان والولايات المتحدة لا تزالان بحاجة لبعضهما البعض وان المصالح بين البلدين ستقنع الطرفين بمحاولة تجنب تدهور كبير في العلاقات.