لندن: تبلغ منظمة العفو الدولية السبت عامها الخمسين وقد خاضت على مدى نصف قرن من وجودها الكثير من المعارك دفاعا عن معتقلي الراي ووسعت نشاطاتها على مر السنين لتشمل قضايا اوسع نطاقا مثل الفقر، ما هدد باضعاف فاعليتها وبالطعن في quot;هويتهاquot; كما يقول حتى بعض مؤيديها.

ومؤسس اقدم منظمة دولية للدفاع عن حقوق الانسان هو محام بريطاني يدعى بيتر بيننسون وقد اقدم على خطوته تلك مدفوعا باستنكاره لسجن برتغاليين شربا نخب الحرية في عهد الدكتاتور سالازار.

ونشر انذاك مقالة بعنوان quot;السجناء المنسيونquot; في 28 ايار/مايو 1961 في صحيفة quot;ذي اوبزرفرquot; البريطانية معلنا فيها ولادة منظمة العفو الدولية.

وتعتمد المنظمة نهجا بسيطا لم يتبدل على مدى خمسين عاما، ويقضي بتوجيه سيل من الرسائل تحولت الان الى رسائل الكترونية الى الحكومات المتهمة باعتقال اشخاص بسبب افكارهم.

ولخص خافيير زونيغا المستشار الخاص للمنظمة الامر لوكالة فرانس برس بالقول quot;ان منظمة العفو تفعل مفعول البعوض بالحكومات. نضع الاشخاص الذين يعانون على اتصال بالاشخاص الذين يكترثون لمصيرهم، والامر ياتي احيانا بنتيجةquot;.

وتشهد ايمان درويش وهي تونسية اعتقلت عام 1998 لمشاركتها في تظاهرة سلمية، على هذا النجاح فتقول quot;ان منظمة العفو انقذتني من ستة او سبعة ايام على الاقل من التعذيب، كانت ستوازي بالنسبة لي ست سنوات في السجنquot;.

وناصرت منظمة العفو على مدى خمسة عقود عشرات الاف المعتقلين وكلل عملها عام 1977 بجائزة نوبل للسلام.

لكنها عمدت في السنوات الاخيرة الى توسيع معاركها وتنويع عناوينها.

واوضح الامين العام لمنظمة العفو سليل شتي انه في بادئ الامر quot;كنا مهتمين بشكل اساسي بمسائل التعذيب ومعتقلي الراي، واضفنا الى هذه المسائل تدريجيا الفقر والتمييز وحقوق المراةquot; مع ما يواكب ذلك من حملات توعية ونشر تقارير.

وقال ستيفن هوبغود مؤلف كتاب quot;حراس الشعلةquot; في اشارة الى رمز منظمة العفو وهو شمعة محاطة باسلاك شائكة quot;انتقلت المنظمة من مقاربة في غاية الاعتدال حيث تكتب لحكومات لمطالبتها باطلاق سراح معتقلين، الى حركة ذات حضور قوي في جميع ازمات حقوق الانسان تقريباquot;.

وهو تطور لا بد منه بنظر خافيير زونيغا الذي يوضح انه quot;بعد سقوط دكتاتور، يقول الناس انه ليس لديهم منازل ومياه جارية وكهرباء ولقاحات. لا يمكن ان نقول لهم: الان وقد سقط (الدكتاتور التشيلي اوغوستو) بينوشيه، فاننا راحلون الى مكان اخرquot;.

غير ان هذه الاستراتيجية تثير مخاوف مناصري منظمة العفو وقال روجر غراف مساعد مخرج الفيلم الوثائقي quot;منظمة العفو! حين يستعيدون كلهم حريتهمquot; quot;اخشى ان لا تتمكن من اثبات فاعليتها مثلما فعلت خلال سنواتها الاربعين الاولىquot;.

وقال ستيفن هوبغود quot;سيكون في غاية الصعوبة اعلان النجاح في مواضيع واسعة النطاق مثل الفقرquot; كما تعلن المنظمة نجاحها حين تتوصل الى اطلاق سراح معتقل.

واضاف ان ما يزيد من صعوبة الوضع ان منظمة العفو باتت quot;في تنافس مع العديد من المنظمات مثل هيومن رايتس ووتشquot;، معتبرا انها تشهد quot;ازمة هويةquot;.

ومن التحديات الاخرى التي تواجهها المنظمة ايضا بحسب كونور غيرتي المحامي المتخصص في حقوق الانسان ضرورة تنويع اصول اعضائها.

وان كان للمنظمة ثلاثة ملايين من الاعضاء والمناصرين في 150 بلدا، الا ان غالبيتهم الساحقة من شمال اميركا واوروبا واستراليا ونيوزيلندا. وقال غيرتي انه quot;سيكون امرا رائعا ان تحولت منظمة العفو الى منظمة لها اتباع في العالم باسرهquot;، ما سيساهم ايضا في اعادة بناء هوية لها.