في جريمة غير مألوفة، كسرت أميركية عنق طفلها خلال طقس غريب لطرد روح شريرة، قالت إنها تسكن جسده، بعدما لاحظت تغيرًا في تصرفاته. الدفاع ألمح إلى جنونها، لكن المحكمة اتفقت مع الإدعاء الذي قال إنها جريمة أمّ تتبرأ من ابنها.


صلاح أحمد من لندن: أجبرت لاتيشا لوسون (31 عامًا) طفلها، جيزيه، البالغ من العمر سنتين على شرب مزيج من الخل وزيت الزيتون، كجزء من طقوس غريبة لطرد روح شريرة آمنت بأنها سكنت جسده. ولما اختنق الصغير بشربه هذا المزيج، أغلقت فمه بيدها كي لا يتقيأ، وفي محاولتها هذه ضغطت على عنقه بعنف فحطمته تمامًا.

استمعت المحكمة في فورت وين، إنديانا الأميركية، إلى أن لوسون كانت على قناعة تامة بأن شيطانًا يسمى laquo;مارزونraquo; يسكن جسد طفلها. وكان الذي دفعها إلى هذا الاعتقاد الغريب هو إيمانها بأنها أخطأت، إذ لم تقم بالصلاة خلال فترة حملها، فأتاحت بذلك للشيطان أن يتسلل إلى جنينها.

وخلال المحاكمة تبيّن أن امرأة أخرى، شاركت لوسون في الطقوس الغريبة، بعدما جاءت بأطفالها الثلاثة إلى منزلها. واتفقت المرأتان على إعطاء مزيج الخل وزيت الزيتون للأطفال الأربعة، بدافع أنهم مسكونون بأراوح شريرة. وتقيأ أطفال الزائرة فورًا، لكن لوسون سارعت إلى منع طفلها من فعل الشيء نفسه، فأودت بحياته.

اتخذت القضية بعدًا آخر، إذ اتضح أن لوسون احتفظت بجثة طفلها داخل كيس بلاستيكي لأكثر من عام بعد جريمتها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009، حتى وقت القبض عليها في 21 ديسمبر/كانون الأول 2010.

وقالت لوسون في شهادتها إنها كانت تؤمن بأن الشيطان سكن جسد صغيرها لأن مسلكه تغيّر فجأة. وقالت: laquo;صرت على قناعة تامة بأنني لا أتعامل مع طفلي، وإنما مع الشيطان نفسهraquo;. وبررت سبب احتفاظها بجثته داخل الكيس البلاستيكي، بالقول إنها كانت على قناعة أيضًا بأنه سيبعث حيّاً حال خروج الروح الشريرة منه.

وأضافت قولها: laquo;دخلت غرفتي، وصلّيت للرب كي يعيده الى الحياة. الكتاب المقدس نفسه حدّثنا عن البعث. فقد بعث المسيح أليعازر حيًا بعد أربعة أيام على مماته. كما إنه بعث طفلاً.. هكذا يقول لنا الكتاب المقدّسraquo;.

ودفع محامو لوسون ndash; وهي أم لطفل آخر أيضًا - بأنها فريسة للوهم، ولا تستطيع التمييز بين الواقع والخيال، وبالتالي فهي عاجزة عن تمييز الصواب من الخطأ. لكن الإدعاء جادل بأنه لا يوجد دليل على أنها لم تكن مدركة أن ما قامت به خطأ.

ونقلت laquo;تليغرافraquo; البريطانية عن آلان كاونتي، نائب المدعي العام في إنديانا، قوله إن الطفل جيزيه laquo;مات ضحية رفض والدته له. هذه قضية واضحة المعالم، وتندرج في باب إساءة معاملة الأطفال. وإذا كانت لوسون لا تزال تعتقد أنها فعلت الشيء الصحيح فإن هذا يصيب المرء بالذعرraquo;.

وقد وجدت المحكمة لوسون مذنبة في تهمة القتل، إضافة الى إدانتها بإهمال طفلتها (4 سنوات)، والاعتداء الجسدي عليها. وسينطق القاضي بالحكم عليها في الشهر المقبل، ويتوقع أن تكون عقوبتها السجن 45 عامًا على أقل تقدير.