يُبرز محمد حميان مؤسس حركة quot;أس.أو.أس الشباب الجزائريquot; تصميم فصيله على تأسيس جمهورية الشعب والعدل، بحيث تكون الكلمة والقرار للجماهير وحدها.


محمد حميان مؤسس حركة quot;أس.أو.أس الشباب الجزائريquot;

الجزائر: في مقابلة خاصة بـquot;إيلافquot;، يؤكد محمد حميان صاحب الـ27 سنة، على نية تنظيمه للنزول إلى الميدان في الوقت المناسب، قائلا إنّ تنظيمه الناشئ يختلف عن البقية من حيث ارتكازه على طلائع الجيل الجديد الرافضين لما سماها quot;مهزلة الإصلاحاتquot;، هذه الأخيرة هي بنظر حميان quot;تمثيليةquot; ينشطها منتجو الفشل في الجزائر.

أسستم حركة quot;أس.أو.أس للشباب الجزائريquot; وقلتم إنها أتت لتجسيد مشروع مجتمع شبابي شعبي محض، كيف ذلك؟

مشروعنا شبابي شعبي محض، حيث قمنا بجمع مقترحات وآراء وأفكار وتصورات الشباب، إزاء ما يعانيه هؤلاء اليوم من اقصاء وتهميش واستغلال موسمي، ففكرنا بضرورة ايصال صوتنا الى كل من يهمه أمرنا أي صوت الشباب الجزائري في مختلف بقاع المعمورة، لأنه ما من سبيل لإيصال أفكارنا وتوجهاتنا مع العقليات الجامدة التي تريد البقاء وبكل السبل من تخويف وتهديد.

دعونا رموز الوطنية للالتفاف حول مسعانا، لأنّ من ضحى في سبيل هذا الوطن بالأمس، لا يرضى بما آلت اليه الأوضاع اليوم في بلد ضحى عليه أكثر من مليون ونصف مليون جزائري ، ودعونا أيضا رموز الدولة الحقيقيين وليس من تصورهم الدولة في وسائل إعلامها.

ونسعى من وراء دعوة رموز الوطنية لإرجاع الكلمة إلى الشعب، لأنّه هو صاحب القرارات المتعلقة بمستقبله، ولأنّ الجزائر ضحى من أجلها الجميع ومن حق وواجب الجميع التعبير عن رأيه في القرارات المتعلقة بمستقبله أو تلك المتعلقة بمجال تخصصه.

هل يعني ذلك أنكم ستؤسسون جمهورية جزائرية ثانية خصوصا مع دعوتكم الرموز الوطنية للالتفاف حول المسعى؟

الجمهورية التي نسعى إلى تأسيسها هي جمهورية الشعب الذي فقد كل الثقة في النظام القائم، ونحن نسعى إلى إرجاع الأمل في صفوف شعبنا وإرجاع من هجر الجزائر، كما نحاول نشر النور عبر جزائر الرجل المناسب في المكان المناسب، وليس على الأسس القائمة.

هذا الاتجاه تشاطرني فيه الغالبية الساحقة للمجتمع الجزائري، لأنّ ما هو حاصل في البلد قائم على المحاباة والقرابة وليس على أسس الكفاءة والشروط المتعارف عليها دوليا.

الجمهورية التي نحاول تجسيدها هي جمهورية العدل بين أبناءها، فهل تعلمون أنّ القضاء الجزائري يطبق قوانينه وينفذهم فقط على المواطنين البسطاء، ما أفرز لا عدالة في تقسيم ثروات البلاد، وطغيان الرشوة والمحسوبية على مختلف دواليب السلطة.

ما هي تطلعاتكم، ولماذا إطلاق حركة quot;أس.أو.أسquot; في هذا الوقت بالذات، وما الجديد الذي تقدمه والاختلاف الذي يميزها عن غيرها؟ ومن أين ستحصلون على تمويل مشروعكم؟

نحن نريد ممثلين حقيقيين للشعب الجزائري في مختلف المجالس المنتخبة وليس أصحاب (الشكارة) ndash; الأموال - الذين لا يمثلون إلا مصالحهم الشخصية الضيقة.

نحن نريد إيصال صرختنا للعالم الذي تبنى مختلف القضايا العادلة في العالم لكنه يتجاهلنا اليوم، بالرغم من شرعية قضيتنا وقد اخترنا هذا الوقت بالضبط، إيمانا منا بأنّ واقعنا لا يختلف عما يعيشه العالم العربي.

الشيء الذي يميزنا عن غيرنا هي الجرأة في طرح المشاكل والهموم التي يتخبط فيها مجتمعنا، وحركتنا لا تخص شريحة معينة من مجتمعنا فهي حركة كل الجزائريين بمختلف توجهاتهم وأفكارهم.

بشأن تطلعاتنا، نحن نريد جزائر لكل الجزائريين مبنية على أسس الاحترام وحرية التعبير والتفكير والتداول على السلطة ومن يثبت فشله، فما عليه إلا الاستقالة.

أما حول التمويل، فنحن نعمل بوسائلنا بالرغم من صعوبة مهمتنا في بعض الأحيان، لكن التمويل ليس المهم لأنّ المال ما هو إلاّ وسيلة أما الأهم فهم الرجال والنساء والشباب والشابات الذين يؤمنون بقضيتنا، وهم من يحفزوننا على المضي قدما في مسعانا.

ما الذي ستركزون عليه في برنامجكم وتحركاتكم خلال المرحلة القادمة، وهل تتجهون إلى التنسيق مع قوى اجتماعية وسياسية؟

برنامجنا يهدف إلى إصلاح ما أفسده هذا النظام في كل المجالات، من الصحة والتربية والتعليم، وصولا إلى البحث العلمي ومحاربة الآفات الاجتماعية وإعادة الثقة والأمل المفقودين، فضلا عن محاربة الجهل بكل أشكاله وخاصة تنمية اقتصادنا خارج المحروقات.

في ظلّ امتناع السلطات الجزائرية عن منح تراخيص لتنظيمات جديدة، هل ستبقون تنظيمكم افتراضيا على فايسبوك، أم ستنزلون إلى الميدان، وهل في نيتكم اتباع نمط التنظيمات الشبانية الناشطة في الجزائر؟

سننزل إلى الميدان في الظرف المناسب، وقد سبق لنا وأن خرجنا إلى الشارع، فجرى ضربنا بالهراوات والعصي من طرف (البلطجية)، آه عفوا قوات الأمن.

نحن حركة ظهرت نظرا لرداءة ممثلي الشباب في مختلف التنظيمات، وعدم قدرتهم على قول ما يجب قوله، فهم لا يؤدون الأمانات وإنما ما يهمهم هم مصالحهم ومصالح أقربائهم.

بحكم عزوف الشباب عن الانتماء إلى أي تنظيمات ولا مبالاتهم بممارسة السياسة ضمن الأحزاب، كيف تنظرون إلى سبيل استيعاب ملايين الجزائريين الذين وُلدوا سنة 1990، وصاروا شبابا بائسين في جزائر 2011؟

فيما يخص الشباب الدين ولدو بعد العام 1990، هم إخوتنا فنحن على يقين بما يعانونه وأسباب بؤسهم بحكم احتكاكنا اليومي بهم، ولا يخفى عليكم أنّ من يجيب عن أسئلتكم شاب عمره 27 سنة.

إنّ ما نوصله لكم ليس آرائنا الشخصية، وإنما نحن هنا لإيصال أفكار الكل ونحاول تجسيدها.

ماذا عن مشاورات الإصلاح الجارية في الجزائر حاليا، هل ستؤدي إلى شيئ ذا بال بنظركم؟

أحب أن أؤكد بأنّ 99 بالمائة ممن تمت دعوتهم في اطار تمثيلية الاصلاحات، يتفننون في أداء المهمة الموكلة إليهم، حيث تمت دعوة أشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم.

بالنسبة لي، الإصلاحات الجارية ليست أكثر من مهزلة لأنّ الأغلبية الساحقة ممن تمت دعوتهم، هم سبب ما آلت اليه الأوضاع، فكيف ننتظر من شخص أثبت فشله وفقد مصداقيته، أن يعطي حلولا؟

لقد طلبنا أن توجه لنا الدعوة لطرح أفكارنا وانشغالاتنا، لكننا قوبلنا بالرفض، بدعوة أننا لسنا منظمة معتمدة، وعلى عكس المنظمات الأخرى، نفتخر بأننا لا ننشط تحت لواء السلطة أو ما تمليه هذه السلطة.

إننا نطرح الأسئلة الواجب طرحها، لكن السلطة تستبعدنا بحجة واهية quot;ما زلتم صغاراquot;، ولا تعتبرنا مؤهلين (..) فما أْجهل هذه السلطة وقلة وعيها بما تزخر به الجزائر من كفاءات.