من اليمين: الفرنسية كريستين لاغارد والمكسيكي اوغستن كارستنز

يتجه صندوق النقد الدولي، ما لم تحصل تطورات مفاجئة، نحو منافسة بين المكسيكي أوغستن كارستنز والفرنسية كريستين لاغارد، على تولي منصب المدير العام للصندوق. والجمعة هو اليوم الأخير لتقديم الترشيحات للمنصب، الذي كان يشغله الفرنسي دومينيك ستروس-كان، على أن تصل قبل منتصف الليل بتوقيت واشنطن (04:00 السبت).


واشنطن: سيتنافس المكسيكي اوغستن كارستنز والفرنسية كريستين لاغارد، اللذان قدما ترشحهما في وقت مبكر، على أصوات الأعضاء الـ24 في مجلس ادارة صندوق النقد الدولي. وصرح دومنيكو لومباردي استاذ الاقتصاد والمستشار السابق لدى صندوق النقد الدولي quot;نحن في صدد مرشحَين قويينquot;.

واعلن وزير المالية الكونغولي متاتا مابون أن افريقيا جنوب الصحراء تدعم ترشيح لاغارد. وقال متحدثاً باسم نظرائه الافارقة امام صحافيين في لشبونة ان quot;رؤيتكم لصندوق النقد الدولي في العالم تمدّنا بالاملquot;، مشيرًا الى ان ترشح لاغارد يتناسب quot;مع الرهاناتquot; الحالية.

كما اعرب وزير مالية ساحل العاج شارل كوفي ديبي، الذي تحدث بعده عن تأييد المجموعة الفرنكوفونية في أفريقيا ترشح لاغارد. من جهته، دعا كارستنز في نيودلهي الجمعة الى ان يتم اختيار المدير العام المقبل على اساس الاستحقاق، قائلاً إن quot;على الدول الاعضاء في الصندوق ان يؤكدوا لنا ان قرارهم سيكون على اساس الجدارةquot;.

وتركز لاغارد وزيرة المالية منذ اربع سنوات على خبرتها المتينة في دول مجموعة العشرين ومنطقة اليورو، وبالتالي فهي تحصل على دعم الاعضاء السبع من الاتحاد الاوروبي في مجلس ادارة صندوق النقد الدولي. الا ان احتمال ان يتم فتح تحقيق في فرنسا ضد لاغارد بتهمة استغلال النفوذ، يمكن ان يؤثر سلبًا على ترشيحها.

واحالت محكمة الجمهورية الجمعة الى 8 تموز/يوليو المقبل قرارها حول فتح تحقيق محتمل ضد لاغارد لإدارتها المثيرة للجدل للازمة بين رجل الاعمال السابق برنار تابيه ومصرف كريديه ليونيه حول بيع مجموعة اديداس في العام 1993.

واعلنت لاغارد في لشبونة، حيث تشارك في اجتماع لمصرف التنمية الافريقي، عن ثقتها لجهة ترشحها. واعتبر فريد برغستن مدير معهد بيترسون للدراسات في واشنطن حول الاقتصاد الدولي ان كارستنز، الذي تولى وزارة المالية طيلة اربع سنوات ونصف سنة، قبل ان يصبح حاكمًا للمصرف المركزي في المكسيك، quot;يتمتع بخبرة اوسعquot; على صعيد المؤسسات المالية الدولية.

وكان عيّن نائبًا للمدير العام للصندوق في 2003 في فترة كانت لا تزال لاغارد فيها محامية. اما المرشح الثالث، وهو حاكم المصرف المركزي في كازاخستان غريغوري مارتنشكو، فليس من المتوقع ان يشكل تهديدًا، فقد اعلن ترشيحه في 19 ايار/مايو برسالة من هاتفه المحمول، لكنه لم يقم بحملة بعد ذلك.

وقد اعلن الخميس لصحيفة quot;ديلي تلغرافquot; البريطانية ان الامر quot;بات شبه محسومquot; بأن لاغارد هي من سيتم تعيينها. ولا تزال بعض ابرز الدول الاعضاء في صندوق النقد، من بينها الولايات المتحدة واليابان والصين، تتمهل قبل اتخاذ قرارها، لان الصندوق حدد 30 حزيران/يونيو موعدًا لتعيين مديره العام الجديد.

ويفترض ان ينشر صندوق النقد اسماء المرشحين في مطلع الاسبوع المقبل، في حال كان عدد هؤلاء ثلاثة او اقل. والمح مارتشنكو الى ان اسمه يمكن الا يكون ضمن اللائحة. وفي حال بلغ عدد المرشحين اربعة او اكثر، فسيعطي مجلس الادارة نفسه مهلة اسبوع للاتفاق على ثلاثة اسماء هي الاكثر حظا.

وقال الخبير الاقتصادي في معهد بروكينغز كولن برادفورد انه quot;من غير المتوقع ان يظهر مرشح في اللحظة الاخيرةquot;، وان يقوم بحملة مع تأخير ثلاثة اسابيع على كارستنز ولاغارد. وتتقاسم الولايات المتحدة واوروبا بموجب اتفاق غير مكتوب ادارة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي منذ العام 1946.

ويمكن ان يستمر هذا التقليد لفترة بعد. واشار برادفورد الى ان الاتحاد الاوروبي دعم مرشحته بقوة وفي هذه الحالة quot;من الصعب الفوز على كريستين لاغاردquot;. الا ان العديد من الدول ينتقد هذا التقليد. واعلن الاتحاد الافريقي في بيان الاربعاء quot;لقد ان الاوان ليتولى مرشح غير اوروبي وافريقي تحديدا رئاسة صندوق النقد الدوليquot;.

الا ان وزير مالية جنوب افريقيا السابق تريفور مانويل اعلن الاربعاء انه لا يترشح للمنصب. وليس من المتوقع ان تقدم آسيا الشرقية والجنوبية اي مرشح، وذلك على الرغم من بروزها اللافت على صعيد الاقتصاد الدولي.

تركيا لم تقرر بعد دعم أي مرشح للمنصب

هذا وأعلنت تركيا اليوم انها لم تقرر بعد دعم أي من المرشحين الفرنسي أو المكسيكي لخلافة المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي للشؤون الاقتصادية علي باباجان في تصريحات للصحافيين ان بلاده ستراقب التطورات في ما يتعلق بعملية الترشح، التي ستنتهي في وقت لاحق من اليوم، ريثما تتضح الصورة بشأن المرشحين لمنصب المدير العام.

واضاف باباجان ان فرنسا والمكسيك اجرتا كل على حدة اتصالات مع تركيا للحصول على دعمها بخصوص الترشح لترؤس صندوق النقد الدولي، مؤكدًا ان انقرة لم تكشف بعد عن موقفها حيال دعم أي من الترشيحين.

وامتدح باباجان مرشحة فرنسا وزيرة الاقتصاد والمالية والصناعة كريستين لاغارد، وكذلك مرشح المكسيك محافظ البنك المركزي اوغستين كارستينس، وقال ان كلاهما يمتلك قدرات ومهارات تؤهله لتولي منصب المدير العام بنجاح.

واضاف انه يرتبط بعلاقات شخصية مع كلا المرشحين، اللذين ينتميان ايضًا إلى بلدين يرتبطان بعلاقات طيبة مع تركيا. ويتم اختيار المدير العام خلال عملية تصويت تجري داخل مجلس المدراء التنفيذيين، الذي يتألف من 24 مديرًا، يمثلون الدول الخمس الكبرى المساهمة في الصندوق، وهي الولايات المتحدة واليابان والمانيا وفرنسا وبريطانيا، إضافة الى روسيا والصين والسعودية، و16 دولة يتم اختيارها عبر نظام تدوير كل عامين.

ورغم ان عملية الاختيار تجري بالتصويت، فإن مجلس المدراء التنفيذيين سيجري مقابلات شخصية مع كل مرشح لمنصب المدير العام، على امل تحقيق اجماع داخل المجلس قبل عملية التصويت التي ستعلن نتيجتها في الـ30 من يونيو الجاري.