كشف رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أنه يقرأ شيئا من القرآن كل يوم، وقال إن هذا ضروري لإحاطته علماً بما تقوله الأديان الأخرى، وينتهز هذه المناسبة للخوض في حرب العراق أيضا.
يقول بلير إن المصحف يوّسع مداركه الدينية |
عُرف عن توني بلير، إبان رئاسته الوزراء، عزوفه الكامل عن الخوض في المسائل الدينية حتى أنه وجّه رئيس شعبة الاتصالات في 10 داونينغ ستريت بالإعلان أنه laquo;الزعيم السياسي وليس الروحيraquo;. لكنه تخلى عن هذا الموقف منذ تنحيه عن منصبه في 2007 بعدما انشق الى الكاثوليكية وصار يشدد على أهمية الدين في كل مناسبة سانحة.
والآن يكشف بلير أنه يطالع المصحف يوميا، ويقول إن هذا يأتي في إطار سعيه إلى الإلمام بما يرد في الديانات الأخرى. وقال في حوار مع مجلة laquo;اوبزيرفر ماغازينraquo;: laquo;اعتقد أن من الواجب عليّ أن أدرك ما تأتي به الكتب المقدسة، على الأقل بسبب مناخ العولمة الذي نعيشهraquo;. ويضيف قوله: laquo;نعم، أطالع المصحف كل يوم، مدفوعا جزئيا بالسعي لفهم بعض ما يحدث في العالم من حولي، ولكن بشكل رئيس لأن هذا منير للعقلraquo;.
ويشير رئيس الوزراء السابق الى أن قراءة القرآن تساعده أيضا في إنجاز مهمته كمبعوث خاص الى الشرق الأوسط من طرف الرباعي المؤلف من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، بغرض إيجاد الحلول للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
ويذكر أن بلير أجزل الثناء سابقا على الإسلام ووصفه بأنه laquo;دين بهيraquo;، كما وصف النبي محمد بأنه كان laquo;محرّكا حضاريا هائلاraquo;. وقال في 2006 إن المصحف laquo;كتاب إصلاحي شامل، يمجّد العلوم والمعرفة وينبذ الخرافة والشعوذة والتطيّر. وهو كتاب عملي وسابق كثيرا لزمانه في ما يتعلق بالزواج والنساء والحكم الرشيدraquo;.
|
لكن بلير اضطر أيضا إلى مواجهة الدمار الكبير الذي أحدثه laquo;الجهاديون دعاة العنف الذين يفسرون القرآن على أنه دعوة للقتالraquo;. وقد كان يتولى رئاسة الوزراء عندما عانت بريطانيا من أسوأ هجوم إرهابي على شبكة المواصلات في لندن في السابع من يوليو / تموز 2005. وهو اليوم الذي صار يعرف باسم 7/7 وقتل الإرهابيون فيه 52 شخصا.
وتقول المجلة إن قراءة القرآن لا تساعد بلير على أداء أفضل لمهمته كمبعوث خاص الى الشرق الأوسط وحسب، وإنما توفر له أيضا أرضية مشتركة مع الصحافية لورين بوث، أخت عقيلته شيري غير الشقيقة. وكانت لورين (44 عاما) قد laquo;فاجأتraquo; المراقبين بإشهار إسلامها في أعقاب ما وصفته بأنه laquo;تجربة روحية عميقةraquo; مرت بها خلال زيارتها روضة فاطمة المعصومة في إيران العام 2010. وقالت وقتها: laquo;شعرت بطاقة روحية غمرتني بالسعادة، وحين عدت إلى لندن اعتنقت الإسلامraquo;.
وانتهز بلير فرصة لقائه بالمجلة ليفنّد الادعاءات التي تقول إنه كان يشنّ حملة صليبية عندما قرر دخول بريطانيا حرب العراق الى جانب الولايات المتحدة في 2003. وقد أدى هذا القرار الى انقسام المجتمع البريطاني بشكل حاد لم يُطفأ لهبه بالكامل حتى الآن.
ويذكر أن جون بيرتون، المدير السابق لشؤون بلير السياسية في دائرته الانتخابية، قال قبل عامين إن بلير laquo;كان يؤمن بأن التدخل في كوسوفو وسييراليون ndash; والعراق أيضا ndash; جزء من laquo;المعركة المسيحيةraquo; التي يتعيّن أن ينتصر فيها الخير على الشر من أجل حياة أفضل للبشريةraquo;.
لكن رئيس الوزراء السابق يقول الآن: laquo;مازال الناس يسألونني عما إن كان قراري دخول حرب العراق مبنياً على توجيهات إلهية صدرت اليَّ. هذا محض هراء ولا شك في ذلك لأنه قول يشبه أنني كنت أتوجه الى ركن المكتب فأجثو على ركبتيّ وأسأل السماء عن القدر الأدنى الذي يجب أن تكون عليه الأجور في البلادraquo;.
التعليقات