بكين: صرحت وزارة الخارجية الصينية الخميس ان الرئيس السوداني عمر البشير، المطلوب لدى المحكمة الدولية لمواجهة تهم بارتكاب ابادة جماعية وجرائم حرب، سيقوم بزيارة رسمية للصين في وقت لاحق هذا الشهر.

ومن المقرر ان يلتقي البشير الرئيس الصيني هو جينتاو وقادة صينيين اخرين خلال الزيارة التي تستمر من 27 و30 حزيران/يونيو التي سيبحث الجانبان خلالها quot;كيفية تعزيز اواصر الصداقة التقليدية بينهماquot;، حسبما قال هونغ لي المتحدث بلسان الخارجية الصينية للصحافيين.

والصين بين الداعمين الرئيسيين للبشير الذي كان على رأس التحركات الشمالية ابان الحرب الاهلية في جنوب السودان والمطلوب ايضا من قبل المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة اتهامات بجرائم حرب تتعلق بدارفور.

كما تعد بكين مصدر توريد رئيسي للسلاح الى الخرطوم واكبر مشتر للنفط من السودان -- غير ان اغلب حقول النفط السودانية تقع في الجنوب الذي سيستقل الشهر المقبل. وصرح هونغ ان البشير سيبحث مع المسؤولين الصينيين الوضع في دارفور والقضايا العالقة بين شمال السودان وجنوبه والمفترض ان تحل قبل استقلال الجنوب في التاسع من تموز/يوليو المقبل.

وقال هونغ ان quot;الصين تود ان تلعب دورا ايجابيا في السلام والمصالحة في السودان فضلا عن (...) السلام والاستقرار في المنطقة باسرهاquot;. وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرات اعتقال بحق البشير بناء على تهم بالابادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في دارفور، حيث لقي 300 الف شخص على الاقل مصرعهم منذ عام 2003.

ويعد البشير اول رئيس دولة مازال في سدة الحكم تصدر المحكمة الجنائية الدولية امرا باعتقاله. وتشير لوائح المحكمة الجنائية الدولية الى ضرورة ان يقوم اي بلد عضو بالمحكمة باعتقال البشير حال زيارته لاراضيه، غير ان الصين لا تخضع لتلك اللوائح.

وكان البشير الغى خططه حضور قمة في ماليزيا، حيث اعلنت الاخيرة في وقت سابق هذا العام انها تنوي الاعتراف بصلاحيات المحكمة الجنائية الدولية اظهارا منها لالتزامها بمكافحة الجرائم ضد الانسانية.

وقد حثت مجموعات حقوق الانسان ماليزيا على سحب دعوتها للبشير قائلة انه رغم ان ماليزيا ليست من البلدان الموقعة على ميثاق الجنائية الدولية، الا انه يتعين عليها اعتقال البشير بناء على اتهامات الابادة الجماعية اذا زار البلد الواقع في جنوب شرقي اسيا.

إلى ذلك، حضت فرنسا سلطات شمال السودان وجنوبه على quot;العمل على تسوية سياسية سريعةquot; للاعمال العسكرية وquot;انهاء معاناة السكان المدنيين، اول ضحايا المعارك الحاليةquot;، كما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس.

واوضح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في بيان، ان باريس ستذكر خلال اجتماع لمجلس الامن اليوم الخميس في نيويورك حول الوضع في السودان بquot;ضرورة الاسراع في تسوية الازمةquot; قبل ثلاثة اسابيع من الاستقلال المبرمج لجنوب البلاد.

واندلعت معارك دامية في الاسابيع الاخيرة بين قوات الرئيس السوداني الشمالي عمر البشير، والقوات الجنوبية للجيش الشعبي لتحرير السودان (متمردون سابقون) في عدد من مناطق السودان: مدينة ابيي وولاية جنوب كردفان وولاية الوحدة.

وستجدد فرنسا دعوتها الى جميع الاطراف quot;لسحب كل عنصر مسلح من اراضي ابيي على الفور وتشجع المشاركين في المناقشات الجارية في اديس ابابا على ابرام اتفاق في اسرع وقت ممكنquot;. وتكرر باريس ايضا دعمها الوساطة التي يقوم بها الرئيس السابق الجنوب افريقي ثابو مبيكي وتحرك رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي.

وقد دانت فرنسا في 22 ايار/مايو، سيطرة الجيش السوداني على مدينة ابيي الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب، منددة ب quot;انتهاك فاضحquot; لاتفاق السلام بين الشمال والجنوب. واعربت عن قلقها quot;من الوضع الانساني الذي يتفاقم يوميا في ابيي وجنوب كردفانquot;.

واضاف فاليرو ان quot;فرنسا تدعو من جديد الحكومة السودانية الى القيام بكل ما في وسعها لتسهيل ايصال المساعدة الانسانية والعودة الطوعية للاشخاص الذين هجرتهم المعاركquot;. وخلص فاليرو الى القول quot;تقع على عاتق الحكومة السودانية مهمة تأمين الحماية للسكان المدنيين وضمان وصول المنظمات الانسانية الى هؤلاء السكانquot;.

واضاف quot;يتعين عليها ايضا ان تتيح لمهمة الامم المتحدة في السودان (مينوس) التنقل بحرية في اراضي ابيي وفي جنوب كردفان، بما في ذلك عبر الوسائل الجوية، طبقا لقرار مجلس الامن 1590quot;.