قال أشهر دبلوماسيي الولايات المتحدة ووزير خارجيتها الأسبق، هنري كيسنغر، إن إدارة الرئيس باراك أوباما تبالغ في تأثير خطابها على الثورات العربية، وأكد في الوقت ذاته أيضاً أنها لا تمتلك شعوراً واضحاً بشأن نوعية العالم الذي تود أن تراه مستقبلاً.
وتابع كيسنغر في سياق تصريحات أوردتها عنه في هذا السياق اليوم مجلة quot;فورين بوليسيquot; الأميركية بقوله إن بعض الثورات العربية قد تتخذ خلال الفترة المقبلة اتجاهات غير مرغوب فيها. ولم يستبعد في غضون ذلك احتمالية انحسار دور الولايات المتحدة في المنطقة بشكل متزايد. وعاود ليشير إلى أن زخم أي ثورة عادةً ما يكون مجموعة صغيرة نسبياً من الأفراد الذين يسعون لتحقيق أهداف إيجابية، وفي المقابل تكون هناك مجموعة أكبر من الناس ممن لديهم مشاعر استياء.
واعترف كيسنغر أن التحدي المقبل يتمثل في تنظيم مجموعة جديدة من الالتزامات، وأن ذلك لا يمكن أن يُستَنتج من تصريحات منشئي الثورة. وأوضح أن الثورة الأميركية كانت استثناءً نادراً، كما كانت محاولة للدفاع عن مجموعة من المؤسسات القائمة.
ومضى كيسنغر يقول إن سبل التكنولوجيا الحديثة أضحت تُسهِّل بصورة كبيرة من اكتساب المعرفة الواقعية، رغم أنها تُصعِّب من طريقة التعامل معها ( المعرفة )، بسبب سيل المعلومات الذي يغمر الفرد كل لحظة من خلال شبكة الإنترنت. وأردف بالقول إن ما يحتاج إليه الفرد بالنسبة للدبلوماسية هو أن يطور مفهوماً لما يريد أن يحققه.
وعن رأيه في استمرار بزوغ نجم الصين، وصعودها بشكل لافت نحو مزيد من الآفاق على مختلف الأصعدة والمستويات، قال كيسنغر إن بمقدور الفرد أن يتحدث عن تأثير الزعيم الصيني الإصلاحي، دنغ شياو بينغ، في المجال الاقتصادي. وتابع في تلك الجزئية قائلاً :quot; سوف يتعين على الصين حتماً أن تطور مؤسسات سياسية تعكس هذا التغيير. وأرى أن دولة بحجم الصين تهتم بتطوير قدراتها وإمكاناتها لخوض غمار العمل على الصعيد العالمي، سوف تؤثر على نوعية العالم الذي كنا على دراية به في حقبة
ما بعد الحرب، التي كانت تسيطر عليها المفاهيم الأميركية بشكل كبيرquot;.
وأضاف :quot; كما أعتقد على الجانب الآخر أنه عادةً ما تتم المبالغة في نطاق الهيمنة الذي تحظى به الولايات المتحدة. وهو الأمر الذي سيتطلب منا تعديل حقيقي لطريقة تفكيرنا، وسيتمثل التحدي في إذا ما كنا سنقوم إلى جانب الصين بتطوير الحكمة للقيام بذلك بطريقة متوازية، أو ما إن كان ذلك سيتحول إلى وضع مشابه للحرب الباردةquot;.
التعليقات