أثار إعلان فرنسا تزويد الثوار الليبين اسلحة خفيفة ردود فعل عربية ودولية،ففي الوقت الذي دعت فيه مصر إلى تجنب تصعيد النزاع، قالت الولايات المتحدة الأميركية إن تسليح المعارضة لا يتعارض وقرار مجلس الأمن الدولي،أما روسيا فابدت معارضتها وطالبت بإيضاحات.


الثوار يقتربون من العاصمة طرابلس

مالابو: دعا وزير الخارجية المصري محمد العربي الخميس الى quot;تجنب تصعيدquot; النزاع في ليبيا، وذلك بعد الكشف عن اسلحة ارسلتها فرنسا الى الثوار الليبيين.

وقال العربي ردا على سؤال لوكالة فرانس برس على هامش اجتماعات القمة السابعة عشرة للاتحاد الافريقي في مالابو quot;ما نحن بحاجة اليه هو ان لا يحصل تصعيدquot;.

واضاف quot;ما نحتاج اليه هو خلق جو ملائم لحل سلميquot;، مشيرا الى انه يجب quot;محاولة تجنب الاستفزاز من اطراف النزاعquot;، من دون ان يذكر فرنسا.

وتابع quot;ربما على الدبلوماسية ان تؤدي دورا الانquot;.

وفي ما خص القمة الافريقية والشأن الليبي قال الوزير المصري ان quot;الروحquot; السائدة في قمة الاتحاد الافريقي هي quot;محاولة افساح المجال امام حل سياسي. نحن بحاجة الى مساعدة انسانية، نحن بحاجة الى وقف الخسائر في صفوف المدنيين. الجميع في الاتحاد الافريقي يؤيد الفكرة القائلة: +حسنا، فلنعط فرصة للحل السياسيquot;.

ورفض المسؤول المصري الرد على سؤال عن موضوع الموقف من بقاء القذافي في السلطة او رحيله، مؤكدا ان هذا الامر quot;يعود القرار فيه الى طرفي النزاع في ليبيا. نحن نحاول السعي لاعداد خارطة طريق لحل سياسي. الشروط يتم التفاوض عليها بين الطرفينquot;.

وكانت روسيا طلبت من فرنسا ايضاحات حول تزويدها الثوار الليبيين باسلحة، كما اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس.

وافتتحت الخميس القمة ال17 للاتحاد الافريقي في عاصمة غينيا الاستوائية وعلى رأس جدول اعمالها النزاع في ليبيا.

ومن جانبها، أكدت الولايات المتحدة الخميس ان الاسلحة التي ارسلتها فرنسا الى الثوار الليبيين لا تنتهك قرار مجلس الامن الدولي، في موقف يتعارض مع موقف موسكو التي طالبت باريس بتقديم ايضاحات بهذا الشأن.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر quot;نعتبر ان قراري مجلس الامن 1970 و1973 (...) لا يتحدثان ولا يحظران تسليم معدات دفاعية الى المعارضة الليبيةquot;.

واضاف quot;بالتالي ما اود قوله هو اننا وبكل احترام نختلف مع المطالب الروسيةquot;.

واعتبر السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو الاربعاء ان تزويد فرنسا الثوار الليبيين باسلحة يندرج في اطار احترام قرارات مجلس الامن.

وقد صوت مجلس الامن على قرارين يتعلقان بليبيا، هما القرار 1970 الصادر في 26 شباط/فبراير والقرار 1973 في 17 آذار/مارس.

وفرض القراران عقوبات قاسية على نظام العقيد القذافي وحظرا بيع الاسلحة الى ليبيا، وطلبا حماية المدنيين quot;بكل الوسائل الضروريةquot;.

وخلال التصويت على القرار الثاني الذي مهد الطريق للتدخل الغربي في ليبيا، امتنعت روسيا عن استخدام حقها في النقض، لكنها انتقدت بشدة في وقت لاحق شروط تطبيق القرار.

واقرت فرنسا للمرة الاولى الاربعاء بانها زودت الثوار الليبيين باسلحة في منطقة جبل نفوسة جنوب شرق طرابلس.

واوضحت باريس انها اسلحة خفيفة القيت بمناسبة عمليات للمساعدة الانسانية لسكان يواجهون تهديد قوات معمر القذافي في هذه المنطقة الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من طرابلس.

في هذه الاثناء، اكدت ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي ان quot;مفاوضات مباشرة وغير مباشرةquot; بين السلطة في طرابلس وحركة التمرد الليبية تجري حاليا، وذلك في مقابلة مع شبكة تلفزيون فرانس 2 اجريت مساء الاربعاء وبثت مساء الخميس.

وقالت عائشة القذافي quot;هناك مفاوضات مباشرة وغير مباشرة حاليا. نعمل لكي تتوقف اراقة دماء الليبيين ولذلك نحن على استعداد للتحالف مع الشيطان، المتمردون المسلحونquot;.

وقالت ابنة القذافي وهي محامية في الخامسة والثلاثين من العمر، ان النزاع quot;وحدquot; عائلتها، نافية اي quot;انقسامquot; او quot;خلافquot;.

وردا على سؤال حول امكانية تنحي والدها عن السلطة، لم تجب مباشرة، لكنها اكدت ان معمر القذافي quot;رمزquot;، quot;مرشدquot; للشعب الليبي.

وقالت quot;اين تريدونه ان يذهب؟ هنا، هذا بلده، وشعبه... اين سيذهب؟ هناك امر لن تفهموه على الاطلاق، وهو ان والدي رمز... مرشدquot;.

من جهتها، تطرقت المعارضة الليبية مرارا الى اتصالات غير مباشرة quot;عبر وسطاءquot;. لكن quot;هذه المفاوضات ليست مباشرة ابداquot;، كما اعلن في 24 حزيران/يونيو محمود شمام المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، الهيئة السياسية التي تمثل الثوار الليبيين.

وابدى الثوار ايضا انفتاحهم على فكرة بقاء القذافي في البلاد اذا وافق على ترك السلطة.