محمد لياقة (اليمين) وعابد صادق

تسبب تقرير بإحداث شيء من الصدمة في بريطانيا بعدما أظهر أن الشباب الآسيويين يمثلون أكثر من ربع الناشطين في مجال التجارة الجنسية وجرّ القاصرات الى ممارسة الدعارة.. على الأقل بسبب أن هذه النسبة تتنافر وحجم جاليتهم بالمقارنة مع المجتمع ككل.


وجّهت الشرطة اتهامًا بالاغتصاب و / أو محاولة جر فتياتالى عالم البغاء، عبر توفير المخدرات والكحول لهن، الى ألفين و379 رجلاً خلال السنوات الثلاث الماضية. لكن حقيقة معينة تسببت في شيء من الصدمة، وهي أن نسبة 28 % من هؤلاء الشباب آسيويون.

مصدر الصدمة هو أن الجالية الآسيوية في بريطانيا تشكل 6 % فقط من عدد سكان البلاد. وبالتالي فإن عدد شبابها المتورط في تجارة الجنس (أكثر من ربع عدد المجرمين) يكاد يصبح خمسة أضعاف نسبتها الحقيقية في المجتمع.

وكان مسؤولو الشرطة قد أصدروا توجيها الى laquo;مركز حماية الأطفال من الاستغلال وجرائم الإنترنتraquo; في إعداد التقرير بعد الحكم في وقت سابق من العام الحالي على عابد صادق ومحمد لياقة، وهما زعيما عصابة آسيوية في داربي في منطقة الايست ميدلاندز، انكلترا، بالسجن بعد إدانتهما بتوفير المخدرات والكحول لعدد من القاصرات والاعتداء عليهن واغتصابهن. وبعد صدور الحكم اتهمت وزيرة الداخلية السابقة في حكومة العمال بعض الشباب الآسيويين بأنهم يعتبرون الفتيات البيضاوات laquo;لحمًا سهلاً وجديرًا بالاستغلال الجنسيraquo;.

صورة التقطتها الشرطة لعابد صادق ومحمد لياقة في سيارة laquo;بي إن دبليوraquo; وهما يتحدثان الى قاصرتين

وتقوم أقسام متعددة داخل الشرطة البريطانية حاليًا بالتحقيق في نشاط العصابات المتهمة بتلك الممارسات وسط صغار الفتيات.

ويذكر أن التقرير الأخير يُعتبر التقويم الأكثر تفصيلاً عن هذه الجريمة التي laquo;ترتكب في الخفاء بعيدا عن رادار الشرطةraquo; على حد قول المسؤولين.

من الناحية العرقية وجد التقرير أن بين 1217 مجرمًا في هذا المجال فإن 367 من البيض، و367 من الآسيويين، و38 من السود، واثنين من الصينيين، و464 من أعراق مجهولة. كما وجد أن اغلبية هؤلاء بين سني الثامنة عشرة والرابعة والعشرين من العمر.

من جهة الضحايا، وعددهن ألفان و217 فتاة، كانت نسبة 61 % من البيض معظمهن في سني الرابعة عشرة والخامسة عشرة. وكان عدد كبير من هؤلاء إما في وصاية جهة ما أو أن لهن تاريخًا في الهروب من المنزل. كما إن عددًا منهن ترددن في الحديث الى محققي الشرطة واعترضن على ظهورهن في المحاكم، قائلات إنه يخشين أن يُرمين بالكذب.

مع ذلك، فقد سارع بيتر ديفيز، مدير laquo;مركز حماية الأطفال من الاستغلال وجرائم الإنترنتraquo;، الى القول بوجوب الحذر في التعامل مع هذه الأرقام، مضيفًا أن الإحصاءات غير مكتملة، وقد تكون مضللة بالتالي. وقال إن السبب في هذا يعود الى أن عددًا من أقسام الشرطة عبر بريطانيا لم ترفع اليه تقاريرها في هذا الشأن.

ونقلت laquo;ديلي ميلraquo; عن ديفيز قوله: laquo;جر القصّر الى عالم الدعارة بالمخدرات والكحول والاغتصاب جريمة مخيفة وشنعاء لأن الضحية هي الطفولة. يجب أن يتلقى المجرمون الذين يرتكبون هذه الفعلة أقصى درجات العقاب التي يتيحها القانون. وفي الوقت نفسه يتعيّن أن تتلقى الضحايا نوع الحماية والدعم غير المتوافرين لهن في عموم بريطانيا في الوقت الحاليraquo;.

ومع أن ديفيز يقر بأنه صُدم لدى معرفته بحجم تورط الشباب الآسيويين في تلك الممارسات، فقد قال إن التركيز على هذه الجريمة من المنظور العرقي وحده ليس في مصلحة أحد.

يذكر أن صادق ومحمد لياقة كانا على رأس عصابة في داربي تخصصت في تصيّد القاصرات وتخديرهن بالكوكايين والكحول قبل اغتصابهن وتهديدهن بالقتل إذا وشين بهما. وحكم على صادق بالسجن 11 عامًا، وعلى لياقة بقضاء ثماني سنوات في السجن، قبل ان يحصلا على الحق القانوني الذي يتيح لهما طلب إطلاق سراحهما أو تخفيض أي من فترتي العقوبة.