تونس:اثار الهجوم الذي استهدف الاحد صالة سينما وسط العاصمة التونسية مخاوف لدى الاوساط الثقافية والجمعيات التي عبرت عن قلق متنام من التيار الاسلامي وكررت دعواتها الى توخي الحذر.
واقتحمت مجموعة من الاصوليين الاسلاميين الاحد رافعة علم حزب التحرير صالة سينما quot;افريكا ارquot; في محاولة لمنع عرض فيلم quot;لا الله لا سيدquot; للمخرجة التونسية نادية الفاني الذي يتناول موضوع العلمنة في تونس.
والثلاثاء، اعتدى ناشطون سلفيون على محامين امام قصر العدالة وسط العاصمة التونسية خلال تظاهرة للمطالبة بالافراج عن رفاق لهم تم اعتقالهم الاحد.
وشكل هذا الحادث محور لقاءات عديدة تناولت موضوع الاسلاميين في تونس والذي طفا مجددا على السطح.
ويتساءل كثيرون quot;هل يعد الاسلاميون بالفعل خطرا على مستقبل البلاد ام مجرد ذريعة لحرف انظار التونسيين عن المشاكل الحقيقية؟quot;.
وتساءل اخرون عن الدور الحقيقي لحركة النهضة الاسلامية التي قمعت بشدة في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وحصلت على ترخيص في اذار/مارس الماضي.
ومن بين الاسئلة المطروحة quot;هل هناك ازدواجية في خطاب النهضة ام يمكن اعتبارها شريكا كاملا في العملية الديموقراطيةquot; التي تسعى تونس الى ارساء مقوماتها بعد 23 عاما من امساك بن علي بالسلطة من دون منازع.
وكثف فنانون ونقابيون ومفكرون من اليسار خلال هذا الاسبوع الاجتماعات والتظاهرات للتنبيه الى quot;التطرف الدينيquot; والتنديد بصمت السلطات وquot;عدم وضوحquot; موقف حركة النهضة مما اقدمت عليه هذه المجموعة من الاصوليين الاسلاميين.
وقال حبيب بلهادي مدير صالة السينما لفرانس برس quot;لن نسمح بمرور العنف في بلد متسامحquot; واضاف quot;لم نتخلص من ديكتاتورية شخص لنجد انفسنا تحت ديكاتورية ايديولوجياquot;.
وتساءلت نهرة سكيك الناشطة في جبهة quot;لم الشملquot; التي تضم نحو 80 جمعية غير حكومية quot;اين نسير ... الناس لا سيما بعض المتفتحين يعيبون علينا السقوط في الاستفزاز من خلال برمجة فيلم حول العلمنةquot;.
واضافت بلهجة غاضبة quot;لم نقم بالثورة للوصول الى هذه الممارساتquot;.
وبعيدا من الجدل الذي اثاره فيلم quot;لا الله لا سيدquot;، اعرب عدد من التونسيين عن قلقهم حيال تنامي التيار الاسلامي الراديكالي.
ووزعت مناشير في عدد من الجوامع في مدينة بنزرت شمال العاصمة تدين quot;الهجمة الممنهجة والمنظمة ضد الاسلام والمسلمينquot;، وتدعو الى quot;اليقظة والوقوف في وجه هذه الاطراف التي لا تتورع عن التواطؤ مع الاجنبيquot;.
كما شهدت مدينة سيدي بوزيد (وسط غرب) الجمعة مسيرة شارك فيها نحو ثلاثة الاف شخص طالبوا بعدم المساس بالمقدسات.
ولم يخف المحامي سمير دلو عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة quot;سخطهquot; قائلا quot;كفانا الحديث عن الاشياء نفسها، هذه محاكمات مسبقةquot;، مؤكدا ان quot;القانون فقط هو الذي يضع حدودا للحرياتquot;.
ولفت الى ان quot;من اولويات المرحلة الراهنة عودة الامن والازدهار الاقتصاديquot; الى البلاد.
وفي السياق نفسه، دعا الباحث السياسي صلاح الجورشي الى quot;التريث قبل اصدار الاحكام والتمييز بين مختلف التيارات الاسلاميةquot;، محذرا من quot;اقتصار الحوار على طرف حداثي واخر اسلاميquot; في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها تونس.
التعليقات