من تظاهرات مدينة حماة ضد النظام السوري |
دعا الناشطون على صفحة الثورة السورية 2011 على فايسبوك إلى تظاهرات في سوريا في 8 تموز/يوليو أطلقوا عليها شعار (لا للحوار). وكانت هيئة الحوار الوطني التي شكلها النظام دعت إلى عقد مؤتمر للحوار الوطني في 10 تموز/يوليو يضم معارضين ومثقفين.
دمشق: دعت صفحة الثورة السورية على موقع فايسبوك السوريين إلى التظاهر يوم الجمعة تحت عنوان quot;لا للحوارquot;، رداً على دعوة النظام شخصيات مستقلة ومعارضة إلى المشاركة في حوار يومي الأحد والاثنين المقبلين. وأضافت الصفحة: quot;الدماء أنهار.. المدن تحت الحصار.. لا حوار.. الشعب يريد إسقاط النظامquot;.
ومع اتساع رقعة وحجم المظاهرات ضد النظام في سوريا، تغضّ السلطات السورية الطرف عن مخالفات في العادة لا تغفل النظر عنها، فيما يبدو النظام في quot;حالة توترquot; مع اقتراب شهر رمضان، خشية تحول المظاهرات الأسبوعية حتى الآن، إلى مظاهرات يومية، بحسب ما أكد دبلوماسيون غربيون. وتحدث الدبلوماسيون أيضًا عن نزوح كبير للأموال داخل سوريا، مشيرين إلى أن النظام حوّل أموالاً وأسلحة إلى القرداحة، وهي ذات غالبية علوية، ومسقط رأس الأسد.
وذكرت مجلة الـquot;إيكونوميستquot; أن السائقين على الطريق بين سوريا ولبنان يتحدثون عن زبائن يتوجهون مباشرة من مصارف في دمشق إلى أخرى في بيروت، محمّلين بحقائب ضخمة. وأشارت بحسب أحد التقديرات، إلى أن 20 مليار دولار أميركي غادرت البلاد منذ مارس (آذار) الماضي.
ميدانيًا، قتل 23 مدنيًا على الاقل الثلاثاء برصاص قوات الامن السورية في حماه (وسط) التي يطوقها الجيش، فيما اعتبر ناشطون أن اللقاء التشاوري الذي دعا إليه النظام وكل ما ينبثق منه لا يشكل حوارًا وطنيًا يمكن البناء عليه.
وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا عمار القربي في بيان quot;ارتفع عدد قتلى اليوم (الثلاثاء) في حماه إلى اكثر من 23، ووصل عدد الجرحى الى اكثر من ثمانين جريحًا جروح بعضهم خطرة، ويعالجون في مستشفيي البدر والحورانيquot; في المدينة التي تقع في وسط البلاد.
واضاف البيان quot;داهمت القوات الامنية مشفى الحوراني، حيث يتم علاج عدد كبير من الجرحىquot;، من دون مزيد من التفاصيل. وتابع المصدر نفسه quot;شهدت حماه نزوح اعداد كبيرة من السكان باتجاه دمشق والسلمية (القريبة من المدينة)quot;، متحدثًا عن quot;تدهور الوضع الامنيquot; مع quot;مواصلة عمليات التفتيش والاغتيالات والتوقيفات في هذه المدينةquot;.
وبلغ عدد المدنيين الذين قتلوا فيها في غضون 24 ساعة اثر اطلاق نيران القوات الامنية 23 شخصا، كما اعلن بدوره المرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت مدينة حماه، التي تقع على بعد 210 كلم شمال دمشق، شهدت الجمعة الماضية تظاهرة مناهضة للنظام هي الاكبر، وقام الجيش على الاثر بنشر دبابات عند مداخلها، بحسب ناشطين حقوقيين.
وكان رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان قال الثلاثاء ان quot;الدبابات متمركزة عند مداخل المدينة باستثناء المدخل الشمالي. والسكان في حالة تعبئة، وقرروا الدفاع عن انفسهم حتى الموت لمنع دخول الجيش المدينةquot;.
وذكرت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; نقلاً عن ناشطين في حماه، أن السكان يقيمون عشرات نقاط التفتيش في المدينة، لمنع تقدم قوات الأمن، كما يقذفون إطارات مشتعلة وسلال مهملات لإعاقة مسار تقدم القوات.
والاثنين، قتل ثلاثة اشخاص، بينهم طفل، في هذه المدينة، كما قال ناشط حقوقي نقلاً عن مصادر طبية في حماه. وأقيل محافظ حماه بمرسوم رئاسي السبت غداة اضخم تظاهرة مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس شهدتها المدينة، وشارك فيها نحو نصف مليون شخص في غياب لقوات الامن.
وتعد حماه 800 الف نسمة، وهي تعتبر منذ 1982 رمزًا تاريخيًا بعد قمع حركة تمرد لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة ضد الرئيس حافظ الاسد والد بشار الاسد، ما اسفر عن سقوط 20 الف قتيل. وقد نددت منظمة العفو الدولية الاربعاء بقمع التظاهرات المطالبة بالديموقراطية في سوريا، معتبرة ان ذلك quot;ربما يشكل جرائم ضد الانسانيةquot;.
من جهتها افادت وكالة الانباء السورية الرسمية quot;ساناquot;، ان quot;مجموعات مخربة في حماه قامت (الثلاثاء) بقطع طرقات ونصب الحواجز وإشعال الاطارات في عدد من أحياء المدينة والقيام بعمليات تخريبية وإحراق باص نقل داخلي على طريق حلب حماهquot;.
واضافت ان quot;قوات حفظ النظام تدخلت لإعادة الأمن والاستقرار الى المناطق التي شهدت عمليات قطع طرق وتخريب، فتعرضت لهجوم من قبل مجموعات مسلحة بقنابل مولوتوف ومسمارية وإطلاق رصاص، ما أدى إلى اشتباك مع هذه المجموعات استشهد على اثره أحد عناصر قوات حفظ النظام، وأصيب 13 آخرون بجروح، كما جرح عدد من المسلحين، وألقي القبض على البعض منهمquot;.
من جانب اخر، دخل الجيش الاربعاء مناطق جديدة في جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال-غرب) كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد ان quot;قوات الجيش السوري اقتحمت فجر الاربعاء بلدة كفنصرة في جبل الزاوية، واتخذت من مدرستها مركزًا للتحقيق والاعتقال، كما اقتحمت بلدة كفرعويد، وسمع اصوات اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة فيها، ولم ترد اي انباء للمرصد عن سقوط شهداء حتى هذه اللحظةquot;.
واوضح ان قوات الامن اعتقلت الاربعاء 17 شخصًا في بلدة كفر روما في جبل الزاوية، وان منازل تعرضت للتخريب اثناء هذه الاعتقالات. وكان اعتقل امس اكثر من 60 شخصًا من بلدتي كفرنبل واحسم في جبل الزاوية، بينهم رجل مسن يبلغ من العمر 85 عامًا اعتقل بدل نجله المطلوب للسلطات السورية.
وتواصلت عمليات تفتيش المنازل والمحال في كفر نبل، واضرمت النيران في عدد كبير من الدراجات، التي تشكل ابرز وسيلة لتنقل السكان. من جهة اخرى، اكد متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر لوكالة فرانس برس الاربعاء ان اللجنة تمكنت من دخول مدينتي درعا وادلب، اكثر المدن السورية التي تضررت من اعمال عنف منذ بدء الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال هشام حسن quot;تمكنا في الاسبوع الماضي من الذهاب الى درعا في الجنوب والى ادلب في الشمال. انهما اكثر المناطق تضررا بالعنفquot;. واوضح ان وفد المنظمة الانسانية توجه في 28 حزيران/يونيو الى درعا وفي 28 و29 حزيران/يونيو الى ادلب بهدف اجراء quot;تقويم سريع للاحتياجات (...) من اجل التمكن من نقل مساعدة في اقرب وقتquot; الى السكان.
واوضح حسن انه عندما تنقل بعثة التقويم استنتاجاتها فان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ستتمكن من ايصال المساعدة الى سوريا. واستطرد quot;انها مجرد مسالة تنظيمquot;.
ومن المقرر عرض موضوع التعديلات التي تبحث حول الدستور، ولا سيما المادة الثامنة منه، على جدول أعمال القاء التشاوري المنتظر عقده في 10 و11 يوليو/تموز وطرح مشاريع القوانين التي تم اعدادها، وخصوصًا قوانين الاحزاب والانتخابات والادارة المحلية والاعلام. لكن لجان التنسيق المحلية للمتظاهرين ابدت معارضتها ذلك. وقالت اللجان في بيان ان quot;اللقاء المذكور وكل ما ينبثق منه لا يشكل بحال من الأحوال حوارًا وطنيًا حقيقيًا يمكن البناء عليهquot;.
واضافت quot;تأتي خطوة النظام هذه تحت ضغط الاحتجاج الشعبي من جهة، ومن جهة أخرى استجابة لمطالبات دولية تسعى إلى إيجاد حل سياسي لما تسميه بالأزمة السورية، معوّلة حتى اللحظة على بقاء النظام، ورافضة أن تنزع عنه الشرعية التي سقطت أصلاً بعد نحو أربعة أشهر من العنف الممنهج ضد المتظاهرين السلميينquot;.
وتابع البيان quot;وغني عن القول إن النظام سقط سياسيًا وأخلاقيًا ووطنيًا، وإن المراهنة على بقائه لا تفعل غير إطالة أمد العنف الممارس ضد المواطنين المدنيينquot;. واضاف البيان quot;يبادر النظام إلى هذه الخطوة الشكلية في الوقت نفسه الذي يستمر فيه بحصار المدن وقصفها بالدبابات، وبعمليات قتل المتظاهرين والاعتقال العشوائي وتعذيب المعتقلين حتى الموت في بعض الحالاتquot;.
واكدت اللجان ايضًا ان quot;الهدف الرئيس للحوار، وهو إنهاء النظام الحالي، والانتقال بسوريا إلى نظام جديد، ديموقراطي مدني تعددي، عبر مرحلة انتقالية سلمية، لا يزال غائبًا تمامًا عن رؤية النظامquot;. وادى قمع التظاهرات في سوريا الى مقتل اكثر من 1300 مدني، واعتقال اكثر من 10 الاف شخص، ودفع الاف السوريين الى النزوح، وفق منظمات غير حكومية.
التعليقات