القاهرة: ساد جدل كبير حول زيارة السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد الى حماة التي تشهد احتجاجات لعشرات الآلاف من سكانها دون أن تستطيع السلطات السورية ضبط ايقاع الشارع المتأجج، ففي حين اعتبر نائب سوري سابق أن المهم هو ما بعد الزيارة، وأن على واشنطن ان تأخذ قرارات تتناسب و خطورة المرحلة، رأى ناشط سوريquot; أن زيارة السفير الأميركي تضر بمصالح الثورة quot;، ووصف quot;بالحاقد كل من يقف مع الزيارةquot; .

ورأى هيثم بدرخان رئيس لجنة العلاقات الدولية لفيدرالية المغتربين لعموم روسيا quot;أنّ زيارة السفير الأميركي لحماة تعد تدخلا في الوضع الداخلي وضد مصالح الثورة quot;، وقالquot; أنّ من يقف مع الزيارة يدل عن غباء وحقد quot;، متسائلا quot;كيف تتسامح السلطات مع هذه الزيارة؟ quot;.

وقد اعتبر النائب السابق في مجلس الشعب السوري مأمون الحمصي ان المهم هو ما بعد زيارة السفير الأميركي الى حماة، ولفت في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; الى أن quot;السفير الأميركي هاهو ذا يطلع على حقيقة ومجريات الامور ومدى خطورة المرحلةquot;، مشددا أنّ على الولايات المتحدة الاميركية اتخاذ قرارات ومواقف تتناسب مع حرب الابادة التي يتعرض لها السوريون.

وأشار الى أن ألم السوريين سيزداد أكثر ويشتد بغياب الموقف الاميركي الفعّال والذي ينتظره المدنيين والأبرياء في سوريا.

ومن جانبه قال الكاتب والصحافي السوري حكم البابا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي quot;فايسبوك quot; أن مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان quot;جن جنونها لذهاب السفير الأمريكي إلى حماة، لأنها ..قرأت خطوة السفير باعتبار أنه كان يلتقي المسؤولين بصفتهم ممثلين للشعب حتى لو بالتزوير، والآن ذهب ليقابل الشعب الذي أعلن صراحة عدم وجود من يمثلهquot;. واعتبر في مقام اخر أنه لو quot;شاهدت بثينة شعبان تسجيلاً لطلتها المتوحشة.......وخطابها العدواني ضد أبناء شعبها على شاشة الـ BBC أمس لاكتشفت بدون عناء أنها أحد أسباب الاصرار على التظاهر في سورية !quot;.

هذا وأعلنت فيكتوريا نالاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ان زيارة السفير الاميركي لم يجر التنسيق لها مع زيارة السفير الفرنسي في سوريا اريك شوفالييه الى حماة الجمعة، وأكدت ان السفير فورد ترك المدينة عائدا الى دمشق في وقت لاحق الجمعة بعد لقائه عددا من المتظاهرين، ولفتت الى واشنطن ابلغت دمشق مسبقا بهذه الزيارة منتقدة الموقف السوري ازاءها .وكانت بثنية شعبان اتهمت في لقاء تليفزيوني سفير الولايات المتحدة لدى دمشق بتقويض محاولات الحكومة السورية لنزع فتيل الاحتجاجات المناوئة للحكومة التي بدأت قبل أربعة أشهر.

وقالت شعبان إن الزيارة غير المرخصة التي قام بها فورد إلى حماة تزامنت مع اجتماع لأئمة مساجد وقادة المجتمع المدني، مضيفة أنها quot;تنتهك الأعراف الدبلوماسية.quot; واعتبرت شعبان ان فورد quot;لا بد وأن تكون له صلات بالمجموعات المسلحة التي تحول دون استئناف الحياة الطبيعية في سوريا.quot;

وقال دبلوماسيون إن السفير الفرنسي لدى دمشق إريك شيفالييه يزور بدوره مدينة حماة الجمعة بهدف مراقبة الاحتجاجات وكيفية تعامل السلطات السورية معها وذلك في quot;إشارة إلى دعم دولي للاحتجاجاتquot;.

وكانت وزارة الخارجية السورية اعتبرت في بيان إن quot;وجود السفير الأميركي في مدينة حماة دون الحصول على الاذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات دليل واضح على تورط الولايات المتحدة في الأحداث الجارية في سورية ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار البلادquot;.

وأضاف البيان أن quot;سورية تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات غير المسؤولة وتؤكد تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة باستعادة الامن والاستقرار في البلادquot;.

وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد أعلنت في وقت سابق أن السفير الاميركي في سورية روبرت فورد توجه الخميس إلى مدينة حماة لإظهار التضامن مع المتظاهرين ولـquot;اجراء اتصالاتquot; مع المحتجين في هذه المدينة التي تحاصرها دبابات الجيش، واكدت متحدثة اميركية ان المتظاهرين في حماة احتشدوا الجمعة لتحية السفير وغطوا الزجاج الامامي لسيارته بالورود التي نثروها عليها، ولكنه رفض الترجل من السيارة لتحيتهم كي لا يحول التظاهرة عن مجراها ويصبح محطا للانظار ،وأضافت ان السفير ولدى مغادرته حماة واكب سيارته متظاهرون على متن دراجات نارية لخشيتهم على سلامته.

الى ذلك رفض المحامي والناشط الحقوقي مصطفى أوسو دعوة اللقاء التشاوري الذي دعا اليه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وقالquot; وجهت إلي ما يسمى بـ quot; هيئة الحوار الوطني quot; دعوة إلى حضور quot; اللقاء التشاوري quot; الذي سيعقد في فندق صحارى بدمشق، الساعة العاشرة من صباح الأحد، واوضح أسباب رفضه قائلا quot;حيث أن النظام السوري لا يزال يمارس العنف والقوة المفرطة واستخدام الرصاص الحي في قمع التظاهرات والاحتجاجات السلمية المطالبة بالحرية والديمقراطية في مختلف المدن والمناطق السورية، والذي ينجم عنه يومياً سقوط العديد من الضحايا ( القتلى والجرحى )، إضافة إلى استمرار القيام بحملات الاعتقال التعسفي ضد الناشطين السوريين، ولأن النظام الحاكم في سوريا، قد فقد كل مقومات الشرعية - التي لم تكن موجودة في الأصل إلا من حيث الشكل - بإراقته أول قطرة دم مواطن سوري، ووفاءً مني لدماء الشهداء الأبرار اللذين ضحوا بدمائهم الغالية من أجل الحرية والكرامة ومستقبل سورية وتطورها وازدهارها، ولأني أعتبر نفسي جزء لا يتجزأ من الثورة السورية، التي يقودها ويديرها فعلياً وعملياً الحراك الشبابي السوري، ومؤمن كل الإيمان بأهدافها النبيلة، ومستعد لتقديم الغالي والنفيس من أجل ذلك، ولأن الحوار الذي يدعو إليه النظام لا يعدو عن كونه ذر للرماد في العيون ومحاولة للالتفاف على هذه الثورة العارمة للشعب السوري، وهذا ما يتجلى بوضوح من خلال الخطاب الإعلامي السلطوي الرسمي، الذي لا زال يصر على وصف المتظاهرين والمحتجين بالمخربين والمندسين والمتآمرينquot;، لكل ذلك أعلن عن رفضهquot; دعوة حضور اللقاء المزعومquot;، معلناً في نفس الوقتquot; عن تأييدي الكامل لخيار الشعب السوري في المضي بثورته المظفرة حتى تحقيق أهدافها في الحرية والديمقراطية وبناء الدولة السورية المدنية التعددية التشاركية القائمة على مبادئ الحق والقانون.quot;.