أصبحت قطر أكبر مشترٍ للأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة في العالم، بما فيها أحد أعمال آندي وارهول ومارك روثكو، بفضل الأموال الطائلة التي تنفقها الأسرة الحاكمة في قطر لتعزيز محفظتها الثقافية قبيل مونديال 2022 الذي ستستضيفه على أراضيها.
اشترت الأسرة الحاكمة عملاً فنياً لكل من فرانسيس بيكون وداميان هيرست، هو quot;Lullaby Springquot; بـ 9.7 ملايين إسترليني |
القاهرة: بفضل الأموال الطائلة التي تنفقها الأسرة الحاكمة في قطر لتعزيز محفظتها الثقافية قبيل مونديال 2022 الذي ستستضيفه على أراضيها، أضحت قطر أكبر مشترٍ للأعمال الفنية في العالم.
وكشف بحث أجرته صحيفة quot;الفنونquot; عن أن قطر باتت الجهة التي تقف وراء الجزء الأكبر من عمليات شراء الفن الحديث والمعاصر على مدار الأعوام الستة الماضية، بما في ذلك شراؤها أحد الأعمال الذي قام بتنفيذه كل من آندي وارهول ومارك روثكو.
وتقدم إدوارد دولمان الشهر الماضي باستقالته من رئاسة دار المزادات quot;كريستيزquot;، لكي يصبح مستشاراً لهيئة متاحف قطر. وبحسب ما ذكرته اليوم صحيفة الغارديان البريطانية في هذا الشأن، فإن دولمان سيكون مسؤولاً عن المقتنيات الفنية للمتاحف الجديدة بما في ذلك متحف قطر الوطني، الذي صممه جان نوفيل، وينتظر أن يُفتَتَح عام 2014. وقال دولمان لصحيفة الفنون quot;تتطلع قطر لتقديم سلسلة من المشاريع الثقافية المثيرة في الوقت المناسب قبل مونديال 2022quot;.
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى افتتاح المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة العام الماضي، بعد عامين من افتتاح متحف الفن الإسلامي الذي صممه مصمم المتاحف العالمي آي إم بي. أما متحف قطر الوطني ( وهو عبارة عن مجمع مستقبلي من المباني المستوحاة من وردة صحراوية ) فينتظر أن يكون أكثر تلك المشاريع روعة.
وتابعت الغارديان بقولها إن الأسرة الحاكمة في قطر تستغل الأموال الطائلة التي تنفقها للاستثمار بصورة كبيرة في الفن الغربي المعاصر لجذب سائحين ثقافيين. هذا وسبق لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن لقبّت قطر بـ quot;مقصد العام الثقافيquot; قبل عامين. وقد أنفقت قطر ما يقرب من 430 مليون دولار ( 267 مليون إسترليني ) على واردات ثقافية من الولايات المتحدة وحدها خلال السنوات الست الماضية.
وقالت الصحيفة إن الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، التي تترأس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، من أبرز المقتنين للأعمال الفنية. وسبق لها أن اشترت عام 2007 عملاً خاصاً بالفنان مارك روثكو، يطلق عليه quot;White Centerquot; بمبلغ قُدِّر بـ 70 مليون دولار. كما اشترت الأسرة الحاكمة من قبل عملاً فنياً لكل من فرانسيس بيكون وداميان هيرست، هو quot;Lullaby Springquot; بـ 9.7 ملايين إسترليني.
ورغم السرية التي تكتنف عادةً مثل هذه الصفقات والاتفاقات التي تحصل قطر بموجبها على تلك المقتنيات الفنية، إلا أن صحيفة الفنون نجحت في تقرير لها أن تستقي من بعض المصادر الوثيقة معلومات تبين حجم الإنفاق الضخم الذي تخصصه قطر لهذا الشأن. ومن بين عمليات الشراء التي يعتقد أن قطر قامت بها، إتمامها صفقة تقدر بـ 400 مليون دولار للاستحواذ على أعمال فنية من تركة تاجر الفن الشهير، سونابيند، وهي الأعمال التي تتكون من أعمال معروفة لكل من ليشتنشتاين وكونز.
وتم التفاوض سراً على تلك الصفقة خلال عامي 2007 و 2008، وقالت عدة مصادر حينها إن الزبون الذي سيقوم بشراء تلك الأعمال هي دولة قطر، رغم بيع المجموعة لأكثر من جهة. وعلمت الصحيفة كذلك أن قطر اشترت مجموعة الأعمال الفنية التي تعرف بـ quot; The Claude Berri dationquot; وتتكون من تسعة أعمال نفذها كل من رايمان، راينهارت ، موراندي، سيرا وفونتانا، مقابل 50 مليون يورو.
ورغم بيع لوحة quot; The Men in Her Lifequot; للفنان آندي وارهول ( التي يعود تاريخها للعام 1962 ) مقابل 63.4 مليون دولار لمشتر أميركي في مزاد نظمه الوكيل الفرنسي فيليب سيغالوت بنيويورك في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2010، إلا أن مصدراً يشتري دائماً من سيغالوت قال إن صفقات البيع تتم غالباً عبر شركته الأميركية، ومن ثم يكون المشتري أميركياً من الناحية الفنية، لكن المالك الأخير قد يكون من أي جنسية.
وأشارت بيانات إحصائية أميركية إلى أن القيمة الإجمالية للصادرات الثقافية لقطر قدِّرت بـ 428,162,894 دولارا في الفترة ما بين عام 2005 حتى شهر نيسان/ أبريل عام 2011، وبلغت تلك الصادرات الذروة عام 2007 بقيمة قدرها 250.5 مليون دولار، وهو العام الذي اشترت فيه قطر لوحة quot; White Center quot; ( الأصفر والزهري والأرجواني على الوردي ) للفنان روثكو مقابل 72.8 مليون دولار. وفي الفترة ما بين 2005 و 2011، استوردت قطر في أول أربعة أشهر لوحات وتحفا يعود تاريخها إلى 100 عام ماضية من المملكة المتحدة بقيمة قدرها 128,237,671 إسترليني ( أكثر من 21 مليون جنيه إسترليني للوحات وأكثر من 87.1 مليون جنيه إسترليني للتحف )، وفقاً لما أفادت به بيانات إحصائية تجارية. كما أنفقت قطر 555 ألف إسترليني للحصول على لوحة quot; Portrait of Dialloquot; التي رسمها الفنان ويليام هور باث عام 1733. وكذلك 2.3 مليون دولار لشراء لوحة quot; Les Chadoufsquot; للفنان محمود سعيد، التي رسمها عام 1934.
وتتحضر قطر، عبر تلك النافذة الثقافية وغيرها من النوافذ، لاستقبال الحدث الأبرز والأضخم في تاريخها، وهو مونديال عام 2022، الذي سيكون محط أنظار العالم، لما يتوقع أن تقدمه قطر على مختلف الأصعدة والمستويات للجماهير التي ستتوافد من شتى بقاع الأرض لمتابعة منافسات البطولة المونديالية. وإذ يخطط المسؤولون القطريون لإخراج الحدث بأفضل شكل ممكن، من كافة الجوانب، خصوصاً وأن قطر ستتحول إلى مقصد سياحي مُتَفرِّد، لاستضافتها المونديال لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط.
وبعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم quot;فيفاquot; قبل عدة أشهر عن فوز قطر بشرف تنظيم بطولة كأس العالم على أراضيها عام 2022، بدأت تثار الكثير من الأقاويل، وامتدت الشائعات لتطال المسؤولين عن إعداد الملف والادعاء بأنهم دفعوا رشى للفوز بحق الاستضافة، لكن تم تكذيب تلك المزاعم، بعد خروج مسربتها وتدعى فيدرا المجيد، الموظفة الإعلامية السابقة في الملف القطري، لتفند ما سبق وأن صرحت به في هذا الشأن لصحيفة صنداي تايمز البريطانية، وتعترف بأنها اختلقت كل هذه الادعاءات انتقاماً لفقدانها وظيفتها. هذا بالإضافة لمزاعم الرشى التي نسبت إلى رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام، خلال فترة ترشحه لانتخابات الفيفا قبل عدة أسابيع. وقد حددت لجنة الأخلاقيات في الفيفا يومي الثاني والعشرين والثالث والعشرين من تموز/ يوليو الجاري موعداً لإصدار حكمها بشأن تلك المزاعم.
التعليقات