بينما تقول قوات المعارضة الليبية إنها سيطرت على مرفأ البريقة النفطي، نفى الناطق باسم حكومة طرابلس ذلك، هذا في وقت أعلنت الولايات المنحدة الأميركية بأن ممثلين عنها التقوا أخيراً القذافي وطالبوه بالتخلي عن السلطة.


القذافي يواصل تمكسه بالسلطة رغم مرور أكثر من 6 شهور على الثورة

اجدابيا: اعلن الثوار الليبيون الاثنين سيطرتهم على مرفأ البريقة النفطي (شرق)، بعد انسحاب القسم الاكبر من قوات العقيد معمّر القذافي الى الغرب اثر تفخيخ المنشآت النفطية، في حين ان دبلوماسيين اميركيين التقواأخيرًا ممثلين عن معمّر القذافي لحثّ الزعيم الليبي على ترك السلطة.

وفي حال تأكدت السيطرة على البريقة التي تبعد 800 كلم شرق طرابلس، و240 كلم جنوب غرب بنغازي، فإن هذا الامر سيشكل انتصارًا كبيرًا للثوار، وسيتيح لهم السيطرة على بنى تحتية حيوية لمستقبل البلاد الاقتصادي.

وصرح المتحدث باسم الثوار شمس الدين عبد الملا إن quot;القسم الاكبر من قوات القذافي انسحب الى راس لانوفquot; على بعد خمسين كلم الى الغرب، موضحًا انه بقي ما بين 150 الى 200 جندي موال للنظام في الموقع النفطي.

واضاف quot;تم قطع امداداتهم من المواد الغذائية والمياه. انها مسالة وقت فقط قبل ان يلاحظوا هذا الامر، نامل بعدم اراقة الدماءquot;.

ولكن المتحدث باسم نظام معمر القذافي في طرابلس نفى هذا الامر، مؤكدا ان البريقة لا تزال تحت سيطرة قوات الزعيم الليبي.

وصرح المتحدث موسى ابراهيم للصحافيين ان quot;البريقة لا تزال بالكامل تحت سيطرة قواتنا بمساعدة القبائل والمتطوعين، وكل ما اعلنه المجلس الوطني الانتقالي المزعوم كذب ومعلومات غير صحيحةquot;. والمجلس الانتقالي هو الهيئة السياسية للثوار.

واضاف المتحدث ان quot;البريقة هي مستقبل ليبيا وثروة هذا البل،د وابقاؤها تحت سيطرتنا مسالة حياة او موتquot;، مؤكدا ان الثوار quot;حاولوا استعادة المدينة، ولكن تم صدهم، وخسروا في المعركة اكثر من 500 من رجالهمquot;.

وتابع quot;المؤسف ان المجلس المجرم يرسل شبانا ليبيين الى الموت، وقتل 520 منهم خلال الايام الاربعة الاخيرة على الجبهةquot;. ولفت الى ان ثلاثين من قوات القذافي quot;استشهدواquot;.

على الصعيد الدبلوماسي، اعلن مسؤول اميركي الاثنين ان موفدين اميركيين التقوا أخيرًا ممثلين عن نظام معمر القذافي، وحثوا الزعيم الليبي على التخلي عن السلطة.

واوضح المسؤول الاميركي الذي فضل الكشف عن هويته ان مسؤولين اميركيين quot;التقوا ممثلين عن النظام (القذافي) لتوجيه رسالة واضحة وصريحة بأن الوسيلة الوحيدة للتقدم هي ان يتخلى القذافي عن السلطةquot;. واضاف quot;لا يتعلق الامر بالتفاوض، ولكن بتوجيه رسالةquot;.

لكن مسؤولاً اميركيًا آخر يرافق حاليًا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى الهند، قال ان جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق لاوسط وجيني كريتز، السفير الاميركي في ليبيا وغير الموجود في هذا البلد، شاركا في الاجتماع.

ولم يوضح المسؤول من مثل القذافي في هذا الاجتماع موضحًا فقط انه جرى خارج ليبيا. ولكن محطة quot;سي ان انquot; نقلت عن متحدث باسم نظام القذافي في طرابلس ان المحادثات جرت السبت في تونس.

واكد المسؤول الاميركي ان quot;الرسالة واضحة ولا لبس فيها، وهي نفسها التي نوجهها علنا: يجب ان يتخلى القذافي عن السلطة كي تبدأ عملية سياسية جديدة تعكس ارادة وتطلعات الشعب الليبيquot;. واضاف quot;ليست لدينا خطة للقاء جديد، لأن الرسالة وصلتquot;.

ميدانيًا، تفيد المعلومات الاولى ان المنشآت النفطية في البريقة لم تتعرض حتى الآن للقصف او لاعمال تخريب علمًا انها مزروعة بالالغام.

واسفرت المعركة التي بدأت مساء الخميس على ثلاث جبهات عن 21 قتيلاً في صفوف الثوار. ولم يعلق النظام الليبي حتى الان على السيطرة على البريقة.

ويتوخى الثوار الحذر بالنظر الى الاخطاء التي ارتكبوها في الاشهر الاخيرة بسبب افتقارهم الخبرة وانعدام التنسيق في ما بينهم.

من هنا، فان السيطرة الكاملة على البريقة قد تتأخر، وفي هذا الصدد قال عبد الملا إن quot;معظم المقاتلين الذين يدخلون الان هم فرق لتفكيك الالغامquot;.

واضاف quot;عثرنا على كمية كبيرة من الالغام المضادة للافراد. وعملية التنظيف يعوقها اطلاق الصواريخ انطلاقا من قرية البشر التي تبعد حوالي عشرين كلم ويأمل الثوار بالسيطرة عليها اليومquot;.

وعلى الطريق بين بنغازي والجبهة، بدا الارتياح على وجوه الثوار واضحاً، وقال احدهم quot;هذا المساء نمضي ليلتنا في البريقةquot;.

وفي مستشفى اجدابيا، التي تبعد 80 كلم من البريقة، عاش الاطباء للمرة الاولى استراحة المحارب بعدما عالجوا قسمًا كبيرًا من الثوار الـ300 الذين اصيبوا في المعركة التي استمرت خمسة ايام، وفق مراسل فرانس برس.

لكن السيطرة على البريقة لا تعني نهاية سريعة للنزاع الذي اندلع في 15 شباط/فبراير على خلفية ثورة شعبية ضد نظام معمر القذافي الذي يرفض مغادرة السلطة.

وفي الغرب اصيب 23 من الثوار على الاقل قبل الفجر في معارك ضد قوات القذافي على بعد حوالي عشرين كلم من مصراتة، التي يسيطر عليها الثوار، وتبعد 200 كلم شرق طرابلس.

وقالت مصادر الثوار quot;تمكنا من صد قوات القذافي التي خسرت الكثير من المقاتلين، وتخلت عن كثير من الاليات العسكرية والاسلحة والذخائرquot;.

كذلك، اكد الثوار ان قوات القذافي قصفت مواقعهم على بعد بضعة كيلومترات من وسط مدينة زليطن (غرب)، وهي الهدف المقبل لهم على بعد 150 كلم شرق طرابلس.

وفي جنوب غرب طرابلس، تم تكريس العمل لتعزيز المواقع بعد احراز تقدم في بداية الشهر.

واطلقت القوات الموالية فجر الاثنين صواريخ على مواقع الثوار في القواليش، البلدة الجبلية، وبير عياد في واد قريب، كما اعلن المجلس العسكري للثوار.

من جهتهم، اطلق الثوار صاروخين على الاقل باتجاه الوحدات الموالية للنظام التي تقوم بحماية الاصابعة المدينة الاستراتيجية على بعد 80 كلم جنوب العاصمة وحيث انكفأت قوات معمر القذافي في 13 تموز/يوليو في ختام معارك كثيفة، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.

واعلن اللواء مختار فرنانة قائد الثوار في المنطقة لوكالة فرانس برس الاحد ان quot;الاكثر اهمية هو المحافظة على الاراضي التي سيطرنا عليها وإحلال الامن قبل الهجوم. لن ندع قوات القذافي تستعيد المواقع التي استولينا عليهاquot;.