أدت الثورة الليبية في توحيد مصائر العرب والبربر بعد ان اتفقا على تخطي الخلافات العرقية لمواجهة الزعيم معمّر القذافي والسعي للإطاحة به.

ثوار في منطقة جبل النفيسة

القاهرة: نجحت الثورة التي اندلعت في ليبيا مطلع هذا العام في توحيد صفوف العرب والبربر، بعد أن اتفقا بشكل أو بآخر على وضع خلافاتهم العرقية جانباً، لمواجهة الزعيم الليبي معمر القذافي، والسعي بكل قوة للإطاحة به من منصبه. وقالت في هذا السياق صحيفة quot;لوس أنغلوس تايمزquot; الأميركية إن المعركة ضد القذافي، والقوات الموالية له، أدت إلى توحيد مصائر الطائفتين، وخصوصاً في منطقة جبل نفوسة، حيث تعتمد المدن العربية والبربرية هناك على بعضها البعض من أجل البقاء.

ونقلت الصحيفة عن مواطن عربي يدعى صالح، رفضه التام قبل الثورة لزواج أخته من رجل بربري، في حين أنه وبعد الثورة وبعد اقترابه بصورة أكبر من البربر، تعرف على أحدهم عن قرب، وأبدا شعوره بالفخر إن تزوجت شقيقته من هذا الشخص.

وأكدت الصحيفة الأميركية كذلك أن إزالة الحواجز الاجتماعية بين الجماعات العرقية في تلك المناطق الجبلية الموجودة في ليبيا وغيرها من الأماكن في العالم العربي يمكن أن تدحض ادعاءات قادة من أمثال العقيد القذافي والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اليمني علي عبد الله صالح بأن الدول العربية التي تسودها انقسامات قبلية أو عرقية أو دينية سوف تنفجر دون أن يكون لها قيادة على رأس السلطة.

ثم مضت الصحيفة تنوه إلى الدور البارز الذي لعبه البربر الذين يعيشون في شمال إفريقيا في الانتفاضات الشعبية التي شهدها العالم العربي مؤخراً. وهو ما برز بوضوح في المغرب وتونس. بينما سبق للقذافي أن نفى أي وجود للبربر في ليبيا، وإصراره حتى على وصفهم بالعرب خلال زيارة نادرة له للمناطق الجبلية التي يقطنونها عام 2008، وقيل أنه دبَّر هجوماً عنيفاً على مدينة يفرن في وقت لاحق من ذلك العام.

وأوضحت الصحيفة أن القذافي كان يحاول التفريق بين الطائفتين، لإبعادهما عن بعضهما البعض، وأوردت هنا عن مختار فخال، أحد شيوخ مدينة زنتان، قوله quot; عندما كانت يأتينا، كان يقول لنا (احتاطوا من البربر، فهم يريدون إخراجكم من الجبال الغربية) وحين كان يذهب إلى البربر، كان يقول لهم ( احتاطوا من العرب؛ فأنتم أول من تواجدتم هنا). ولهذا السبب نمت مشاعر الكراهية بداخلنا تجاه بعضنا البعضquot;.

لكن الأمور تغيرت تماماً، بعد توحد الليبيين ضد حكم القذافي، وبدأ يطالب العرب الآن بضرورة منح البربر حقوقهم المتعلقة بلغتهم. كما بدؤوا يتدربون سوياً في القواعد العسكرية استعداداً لخوض غمار الأعمال القتالية، وبدؤوا ينضمون إلى بعضهم البعض في الخطوط الأمامية. ونقلت الصحيفة هنا عن العقيد مختار ميلاد فرنانة، قائد القوات العامة في غرب ليبيا ومسؤول الاتصال العسكري الرئيسي لقيادة المتمردين في محور شرق بنغازي، قوله :quot; أحد الأسباب التي دفعتنا للقيام بثورة ضد القذافي هو رغبتنا في التخلص من الانقسامات التي حاول أن يزرعها بينناquot;.