تحاول أوروبا دراسة جميع الحلول الرامية إلى إمتصاص إنتقام القذافي من الدول الغربية، نفطياً.


برن: تحاول أوروبا وسويسرا دراسة جميع الحلول المقبولة الرامية إلى إمتصاص إحتمال إنتقام القذافي من الدول الغربية، نفطياً، عن طريق إغلاق جميع شرايين النفط الليبية، الموجهة الى الخارج، بالشمع الأحمر!.

أما المراقبين السويسريين فانهم باشروا مراقبة أحوال الطقس الاقتصادية العالمية، الشاذة, فإرتفاع أسعار النفط، من جهة، وإرتفاع أسعار المواد الغذائية والعديد من أسعار المعادن الأولية، من جهة ثانية، يضع الجميع في سيناريو مشؤوم ينذر بمرور العالم بأجمعه داخل فقاعة اقتصادية عالمية جديدة.

في الحقيقة، فإن الأحوال غير العادية، للاقتصاد العالمي، بدأت تلوح في الأفق منذ اندلاع الثورة المصرية, أما سلوك المستثمرين الدوليين، المصاب بما يشبه الدوخة والحيرة، فإنه يؤكد للجميع أن التوازن الاقتصادي الدولي معرض للخطر.

وأول ما يلفت إنتباه المراقبين، يتعلق بشيء ما غير طبيعي أصاب الأسواق النفطية، مثلاً, فالفرق بين أسعار نفط quot;برنتquot; العالية وأسعار النفط الأميركي الخفيف (wti) الضعيفة وصل إلى سقف تاريخي, وبغض النظر عن خلفيات هذا التباين فإن شرائح واسعة من المستثمرين لم تخض، بعد، أي عملية شراء وبيع، تستغل هذا التباين في الأسعار لجني الأرباح, ما يدل على أنه يوجد سبب جدي يثير الخوف في قلوب المستثمرين.

في سياق متصل، تشير الخبيرة فيرونيك روش فلور، من فرع مصرف quot;سوسيتيه جنرالquot;، بمدينة زوريخ، لصحيفة إيلاف الى أن المخاوف بشأن إمكان تأثير إنتقام القذافي النفطي من دول الغرب ما زالت بعيدة عن الواقع, فليبيا تستأثر بحوالي 2 في المئة فقط من انتاج النفط.

أما دول أفريقيا الشمالية، ومن ضمنها مصر، فإنها تستأثر بنحو 6 الى 7 في المئة من الانتاج النفطي العالمي, في مطلق الأحوال، تشير هذه الخبيرة الى أن توسع الثورات، في الشرق الأوسط، والمؤازرة العسكرية الغربية الممكنة لهذه الثورات، ستحد كثيراً من أنشطة المستثمرين الدوليين الخائفين على أموالهم.

علاوة على ذلك، تنوه الخبيرة روش فلور بأن إرتفاع أسعار النفط 20 دولاراً، مؤخراً، آل إلى تراجع الانتاج الاجمالي العالمي حوالي 1.5 في المئة, وفي ما يتعلق بإحتمال العودة إلى حالة من الكساد الاقتصادي العالمي فان الخبيرة تتوقع أن تبدأ هذه المرحلة فور وصول سعر برميل النفط الى أكثر من 145 دولار أميركي, ما يعيدنا الى عام 2008 مع إحتمال كبير أن يقفز سعر برميل النفط الى ما فوق 200 دولار! وهذه كارثة ستدخل العالم دوامة الأحداث الاقتصادية التي عانت الدول منها في ثمانينيات القرن الماضي.