يرى محللون وقياديون فلسطينيون أن إسرائيل تستخدم كل الوسائل السياسيّة والإعلاميّة والدبلوماسيّة لإفشال مساعي الفلسطينيين إلى التوجه إلى الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل للحصول على اعتراف بدولتهم على حدود العام 1967.
القدس: في إطار حملتها على تحرك الفلسطينيين، لجأت إسرائيل إلى مواقع التواصل على الانترنت من فايسبوك وتويتر ويوتيوب، واطلقت حملات إعلامية ودبلوماسية لافشال اعلان الدولة الفلسطينية.
قال أمل جمال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة تل ابيب لوكالة الأنباء الفرنسية ان quot;تسريبات الاعلام لقرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو التفاوض على اساس مقترحات اوباما ما هو الا مناورات سياسية واعلاميةquot;.
واضاف ان quot;نتانياهو استخدم هذه المناورة للحد من الدعم الدولي الجلي وغير الرسمي للفلسطينيين ولاستيعاب الصدمة مسبقاً ووضع الكرة في الملعب الفلسطيني كي يتخلى الفلسطينيون عن مشروعهم التوجه الى الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر المقبلquot;.
الا انه رأى ان quot;الحملة الاعلامية والدبلوماسية والسياسية التي يقوم بها نتانياهو وحكومته ضد اعلان الدولة الفلسطينية فشلت على ما يبدوquot;. واشار جمال الى quot;تناقض كبير بين مواقف نتانياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما (...) وهناك ضغوط اميركية كبيرة على نتانياهو للتحرك نحو المفاوضات قبل ايلول/سبتمبرquot;.
وكان اوباما اعلن في ايار/مايو للمرة الاولى ان الدولة الفلسطينية المنشودة يجب ان تقام على اساس حدود 1967، ثم اوضح انه ينبغي ان تؤخذ في الاعتبار quot;الحقائق الديموغرافية الجديدة على الارض واحتياجات الطرفينquot;.
وتشمل حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. وقال جمال ان الرئيس اوباما quot;لا يريد استخدام الفيتو كأمر حتمي لانه لا يريد ان تكون الولايات المتحدة في مواجهة مع كتلة كبيرة من دول العالم التي ستصوّت مع الفلسطينيينquot;.
واضاف ان quot;اوباما لم يستطع على ما يبدو اقناع دول الرباعية بموقف الولايات المتحدة من قضية لجوء الفلسطينيين الى الامم المتحدة (...) ويريد الهروب من وضعه الداخلي وحملة الاحتجاجات ضد سياسته الداخليةquot;.
وتابع جمال ان quot;كل هذه العوامل مجتمعة تشكل ضغطًا هائلاً على نتانياهو يريد الهروب منها عبر هذه التصريحاتquot;. ورأى ان نتانياهو quot;يستخدم وزير خارجيته (افيغدور) ليبرمان ونائبه داني ايالون في حملاتهم المتطرفة حتى يظهر للعالم بانه معتدل ومقيد من حكومته ويعمل اكثر من طاقتهquot;.
من جهتها قالت حنان عشرواي الموجدة حاليًا في واشنطن لوكالة الانباء الفرنسية ان quot;الحكومة الإسرائيلية تريد اعادة ابتكار عملية السلام لجعلها مبهمة، وليتسنى لها كسب الوقت لبناء المزيد من المستوطنات وفرض دولة امر واقع وضم المزيد من الاراضيquot;.
هذا وقال بيان وزعه الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية قبل نحو اسبوعين ان quot;الوسائل الاجتماعية واليوتيوب هي ساحة معركة لسرد الرواية والادعاءات في الحرب الدبلوماسية لنحارب الاعترافquot; بدولة فلسطينية معلنة من جانب واحد.
وتحت عنوان quot;حقيقة الضفة الغربيةquot;، يؤكد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون على موقعه وعلى يوتيوب وفايسبوك باللغة الانكليزية مع ترجمة الى العربية والعبرية والفرنسية والروسية والاسبانية انه quot;لم يكن هناك ولا في اي يوم من الايام وطن او دولة فلسطينيةquot;. ويتساءل quot;ممن احتلت إسرائيل الضفة الغربية؟quot;.
ويقول ان quot;إسرائيل استولت على الضفة الغربية من الاردن الذي احتل الضفة الغربية، حيث لم يكن يعترف احد بشرعية الاحتلال الاردني، وعمد الاردن الى تغيير اسم المنطقة المتداول يهودا والسامرة الى الضفة الغربية لكن ذلك لم يقنع احداquot;.
ويتابع ايالون quot;ماذا كان يفعل الاردن في الضفة الغربية اصلاً؟ وماذا كان مبرره القانوني في ذلك؟ في الحقيقة لم يكن له اي مبرر قانوني. واذا لم يكن للاردن حق في الارض ولم تكن فلسطين قائمة اصلا فمن صاحب الأرض؟quot;.
وهو يؤكد ان quot;الوطن اليهودي كان يشمل الضفة الشرقية لنهر الاردن، ولم يكن فقط الضفة الغربية لكن الشعب اليهودي ابتلع آلامهquot;. واكدت عشراوي ان ما كتبه ايالون quot;مليء بالاكاذيبquot;.
وقالت ان quot;إسرائيل تستخدم في حملاتها ضد اعلان الدولة الاكاذيب لتزويد الجيل الجديد من الشباب بمعلومات مضللة واستباق الامور باساليب مغرضةquot;، مشددة على ان quot;الرأي العام العالمي لن يتقبل طريقة إسرائيل في هذا النوع من الدعاية مثل دعاية ايالون المليئة بالاكاذيبquot;.
واكدت ان إسرائيل quot;تستخدم آلة اعلامية ضخمة لمحاربتنا وتستخدم اللوبي اليهودي والقنوات الدبلوماسية ووزعت رزمًا اعلامية كبيرة على سفاراتها في العالم لافشال توجهنا الى الامم المتحدةquot;. واضافت ان الدولة العبرية quot;تجند اختصاصيين وطواقم من كل الاختصاصات لمحاربتنا وابعادنا عن طريق الامم المتحدةquot;.
واكدت عشراوي quot;نعمل على فضح السياسية الإسرائيلية المخادعة والاستيطانية وندافع عن حقنا في تقرير المصير والسعي إلى الحصول على اكبر عدد ممكن من دول العالم لدعمنا والوقوف الى جانبناquot;. وتابعت quot;نفتح حوارات حتى مع الدول التي لا تريد التصويت معنا للحد من الضرر. لا يكفي مواقف البرلمانات او الحكومات علينا فتح حوار مع الشعوب ومن الضروري الا نغلق الابوابquot;.
تقرير إسرائيلي يحذر: الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيزيد الوضع سوءاً
إلى ذلك، حذر تقرير اسرائيلي من ان الاعتراف المتوقع بالدولة الفلسطينية في الامم المتحدة في شهر ايلول/سبتمبر المقبل quot;سيزيد سوءًا من وضع اسرائيل في الحلبة الدولية، ومن شأنه ان يؤدي الى حالة تصعيد متواصلquot; في المنطقة.
وقال التقرير، الذي تم عرضه على اعضاء لجنة الخارجية والامن البرلمانية الاسرائيلية quot;ان جهازي الموساد والشاباك وهيئة الاستخبارات العسكرية تعتقد انه لو كانت عملية سياسية قد بدأت لكان من الممكن وقف التحرك الفلسطيني في الامم المتحدةquot; لنيل الاعتراف بالدولة. وكان التقرير أعده طاقم برئاسة عضو الكنيست الاسرائيلي يوحنان بلاسنر من كتلة كاديما.
ورجح التقرير quot;نجاح الاستراتيجية الفلسطينية من خلال اعتراف الجمعية العمومية للامم المتحدة بالدولة الفلسطينية المستقلةquot; في ايلول المقبل، ونوه بأنه quot;لا توجد معلومات تشير الى استعدادات للقيام باعمال عنف بتوجيه من قيادة السلطة الفلسطينيةquot;، ومع ذلك فقد حذر من أن quot;فقدان السيطرة على الاوضاع في الاراضي الفلسطينية قد يكون سريعاquot;.
التعليقات