بعد مرور عام على انهيار منجم quot;سان جوسيهquot; في تشيلي، يعيش العمال الناجون ظروفاً صعبة على المستوى المادي والمعنوي.

عندما انهار منجم سان خوسيه يوم 5 آب / أغسطس من العام الماضي، ايقن العمال الـ 33 المحاصرين تحت الارض انهم سيجوعون حتى الموت. لكن بعد شهرين، تمكنت إحدى الحفارات من الوصول إلى عمق 700 متر تحت سطح الأرض وشقت لهم طريق النجاة بعد عملية انقاذ مضنية نقلتها كاميرات التلفزيون من جميع أنحاء العالم.

اشارت صحيفة الـ quot;غارديانquot; أن العمال ال، 33 الذين نجوا من الموت، أصبحوا رمزاً للوحدة والايمان بعد أن خرجوا من المنجم المنهار رغم كل المصاعب.
لكن بعد مرور سنة واحدة على الحادثة، عاد معظم هؤلاء إلى حياة الفقر، وبعضهم بات اسوأ حالاً مما كان عليه قبل وقوع الكارثة. ويصارع العديد منهم صدمات نفسية وجسدية ناتجة عن الاحتجاز في المنجم والشهرة المفاجئة التي ابهرتهم بعد خروجهم.

يقول سامويل أفالوس quot;كنا مثل نجوم موسيقى الروك. وكان الناس يتسلقون الاشجار لينظروا إليناquot;. انضم أفالوس إلى فريق عمال المنجم قبل الانهيار ببضعة اشهر، وعاد اليوم لبيع الأقراص المدمجة المقرصنة في الشوارع.

تلقى العمال بعد خروجهم من المنجم دراجات نارية من شركة كاواساكي، وحوالي 15000 $ من رجل الأعمال التشيلي ليوناردو فاركاس، لكن هذه الاموال نفذت منذ فترة طويلة.

انفق عثمان آرايا، أحد الناجين من المنجم المنهار، جزءا من الـ 15000 دولار لشراء سيارة يستخدمها اليوم لبيع الخضار في السوق. اما داريو سيغوفيا، ناجٍ آخر، فيعمل في بيع الفاكهة في السوق ذاته.

ونقلت الـ quot;غارديانquot; عن الدكتور جان رومانيولي الذي يتابع العمال منذ خروجهم، قوله إنهم يعانون الكثير من المشاكل النفسية والصحية.

واضاف quot;يتناول الكثير منهم أقراص المهدئات والأدوية المضادة للإكتئاب، وأعتقد أنها توصف لهم بكثرةquot;، معتبراً أنهم لا يحتاجون إلى هذه الأدوية إنما إلى الأدوات للتعامل مع الشهرة وإعادة تكوين ذاتهم بعد الأزمة التي عانوها.

من جهة أخرى، يأمل العمال في الحصول على تسويات مالية بعد ان رفعوا دعوى قضائية ضد الحكومة لسماحها ببقاء المنجم غير الآمن بعد سنوات من التحذيرات، وضد أصحاب المناجم. يسعى كل منهم اليوم للحصول على 541000 دولار من الحكومة ومبلغ آخر غير محدد من الشركة التي تدير المنجم.

ويقول الطبيب رومانيولي أن العمال تحولوا إلى سفراء يدعون إلى سلامة العمال، مضيفاً quot;لو كانوا في أي بلد آخر لاعتبروا أبطالا وطنيين. لكن لماذا تم التخلي عنهم؟quot;.