حماة: غادر الجيش السوري حماة وسط سوريا حيث قام بعملية عسكرية واسعة بهدف quot;القضاء على العصابات الارهابية المسلحةquot; التي تتهمها السلطات بتاجيج الاحتجاجات، واكد ناشطون حقوقيون انها ادت الى سقوط اكثر من مئة قتيل.

وشوهدت العشرات من آليات نقل الجنود تغادر صباح الاربعاء المدينة الواقعة في وسط سوريا التي انتشر الجيش بقوة في بعض احيائها في نهاية تموز/يوليو بعد تظاهرات حاشدة.

وقالت صحافية من وكالة فرانس برس شاركت في زيارة نظمتها السلطات السورية لحوالى ستين صحافيا ان حوالى اربعين آلية ترفع كل منها العلم السوري وتقل جنودا شوهدت وهي تغادر المدينة قبيل الظهر. وردد بعض الجنود الذين كانوا يرفعون اشارة النصر quot;بالروح بالدم نفديك يا بشارquot; وquot;الله سوريا بشار وبسquot;.

كما بدأ الجيش السوري انسحابه من محافظة ادلب، في شمال غرب سوريا. وقال مصدر عسكري سوري quot;القوات المسلحة التي دخلت ادلب تنسحب منهاquot;.

وشاهد الصحافيون المشاركون في الزيارة التي نظمتها السلطات السورية نحو ثلاثين الية وعشر شاحنات لنقل الجنود تنسحب من اريحا، على بعد بضعة كيلومترات جنوب مدينة ادلب.

وقال المصدر العسكري ان الجيش تدخل quot;بطلب من اهالي مدينة ادلب وريفها بهدف ملاحقة المخربين والعصابات المسلحةquot;. واضاف quot;انهم يعودون الى ثكناتهم بعد انهاء مهمتهمquot;.

وبدت ساحة العاصي حيث يقع مبنى المحافظة في وسط المدينة وجرت تظاهرات ضمت حتى نصف مليون شخص ايام الجمعة في تموز/يوليو، خالية باستثناء بعض السيارات والمارة.

واغلقت المحلات التجارية، لكن محافظ حماة انس ناعم اكد ان المواد الاساسية بدأت تدخل الى المدينة ولا سيما الخبز والخضار.

وكان الرئيس السوري عين انس ناعم منتصف الشهر الماضي محافظا لمحافظة حماة. واقيل المحافظ السابق احمد خالد عبد العزيز في الثاني من تموز/يوليو بمرسوم رئاسي غداة التظاهرة الحاشدة التي دعت الى سقوط النظام.

وفي اماكن اخرى، تقوم السلطات بتنظيف الشوارع وجمع الحجارة التي تغطي الارض وازالة كتابات من على الجدران.

وكان الجيش السوري دخل في 31 تموز/يوليو حماة. وفي ذلك اليوم قال ناشطون ان حوالى مئة شخص قتلوا في ما اعتبروه quot;احد اكثر الايام دمويةquot; منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد منتصف اذار/مارس.

وقال الناشطون وشهود عيان ان العمليات التي تلت ذلك اسفرت عن سقوط عشرات القتلى الآخرين في المدينة التي قطعت فيها السلطات وسائل الاتصالات واكدت انها تعمل على مكافحة quot;العصابات الارهابية المسلحةquot; التي تؤكد انها تقف وراء الاضطرابات.

وشملت زيارة الصحافيين مركزا للشرطة تبدو عليه اثار النيران. وقال الضابط في الشرطة اسامة مخلوف quot;لقد احرقه ودمره مخربونquot;. واوضح هذا الضابط ان quot;كل مراكز الشرطة تعرضت لهجمات متزامنة من قبل المخربينquot; في 31 تموز/يوليو، مؤكدا ان quot;17 شرطيا قتلواquot;.

وتحدث سكان تحدث اليهم الصحافيون ايضا عن quot;مخربينquot; ورحبوا بتدخل الجيش. وقالت خديجة التي يبلغ عمرها حوالى عشرين عاما ان quot;الوضع عاد الى الهدوء مع دخول الجيشquot;، موضحة انه quot;قبل ذلك كان المخربون ينصبون الحواجز في المدينة وكان اطلاق النار متواصلاquot;.

وكانت خديجة ترد على اسئلة الصحافيين من داخل سيارة في طريق عودتها الى حماة بعد عشرة ايام امضتها في قرية مجاورة لجأت اليها مع والديها واخواتها الخمس. اما فواز الذي يقيم في حي السويق، فقد صرح ان quot;الجيش جاء لحمايتناquot;. واضاف quot;كلنا متحدون نحن والجيش وبشارquot;.

واكد ان quot;مخربين دخلوا الى الحي الذي اقيم فيه واطلقوا النار ونهبوا منازلquot;. واتهم ضابط آخر تحدث الى الصحافيين quot;عصابات مسلحةquot; بمحاولة quot;زرع الشقاق بين السكانquot;.وقال الضابط امام مركز الشرطة المحترق في حي الحاضر quot;كما ترون ليس هناك وجود للجيش في حماة. وحدات الجيش انسحبت الى ثكناتها بعدما انجزت مهامهاquot;.

واضاف ان quot;السكان عادوا الى بيوتهم وهم سعداء بالتخلص من العصابات المسلحة التي حاولت زرع الشقاق بين السكانquot;. وقد اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان السفير التركي في سوريا زار الاربعاء مدينة حماة (وسط) حيث شاهد بدء انسحاب الجيش السوري منها.

وقال اردوغان خلال اجتماع لكوادر حزبه في انقرة quot;زار سفيرنا حماة ورأى ان الدبابات وقوات الامن بدأت تنسحب من حماةquot;. وكانت حماة شهدت في ثمانينات القرن الماضي حملة قمع عنيفة لتمرد لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة ضد الرئيس حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد، اسفرت عن سقوط عشرين الف قتيل، حسب تقديرات.