يقفز مؤشر الغضب لبعض الأشخاص، في شهر رمضان، إلى مستويات غير مسبوقة، وهو ما يتسبب في وقوع مشاجرات، تنتهي في بعض الأحيان بجرائم قتل، أو أن تقضي على زواج دام لسنوات.
ورغم أن quot;رواد الغضبquot; يحملون مسؤولية quot;الترمضينةquot;، كما يسميها المغاربة، إلى شهر إلى الصيام، إلا أن مراقبين يرون هنالك اختلافات فيما يخص أسباب ارتفاع مؤشر التوتر لدى هؤلاء.
وقال علي الشعباني، باحث في علم الاجتماع، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، إنه quot;عندما نتناول هذه القضية بالتحليل والدراسة نلاحظ أن تغيير في سلوك بعض الأشخاص في شهر الصيام ينقسم إلى نوعين، الأول يكون مفتعلا، والثاني واقعي أو حقيقيquot;.
وبالنسبة للسلوك الحقيقي، يشرح الباحث المغربي، فهو مرتبط أساسا بسلوكيات مزاجية، ويكون ناجما عن حالات مرضية، كبعض الأمراض التي تثير الانفعال والغضب، منها السكري، أو الإدمان، سواء على السجائر، أو الكحوليات، أو المخدرات.
وبطبيعة الحال فإن هذا النوع من الأشخاص، يبرز علي الشعباني، quot;يمكن أن يتأثر سلوكهم في شهر الصيام، لأنه يكون هناك نوع من الاختلال في الوظيفة الجسمية، فلذلك فإن التغيرات السلوكية المتميزة بالانفعال والتوتر والعنف تكون عادية، لكونها تنجم عن الاضطراباتquot;.
لكن هناك سلوكات، يفسر الباحث في علم الاجتماع، quot;يمكن أن نلاحظها وتكون مفتعلة، إذ أن هناك من لا يعاني من هذه الأمراض أو الإدمان، ويلجأ إلى إظهار غضبه. وهذا النوع من الأشخاص لديه استعداد فطري للعنف، ويستغل فرصة الصيام ليبرر أفعالهquot;.
فالصيام، حسب الباحث المغربي، quot;لا يثير الانفعال في الإنسان العادي. فهناك بعض الأشخاص يفتعلون الغضب والتوتر لتحقيق بعض الأهداف، ويربطون ذلك بالصيام.
فالصيام مسألة شخصية، ولا أحد يكره إنسان على الصيام بالقوة، غير أنه يجب أن لا يظهر إفطاره بشكل علنيquot;.
وذكر علي الشعباني أن quot;الصيام ينبذ العنف، إذ أن الصائم إذا استفزه شخص يرد عليه اللهم إني صائم. أما من يقوم بعكس ذلك، فإنه يكون لديه استعداد للعنف، وإحداث الشغبquot;.
وكانت عدد من الأحداث وقعت، في العشرة الأيام الأولى من رمضان، انتهت بعضها في مخافر الشرطة، في حين أن شجارات بسبب احتكاكات بين السائقين في الطريق جرى إخمادها، قبل أن تتطور إلى ما لا يحمد عقباه.
لقي 27 شخصا مصرعهم، وأصيب 1225 بجروح، من بينهم 68 إصاباتهم بليغة، في 914 حادثة سير بدنية وقعت داخل المناطق الحضرية، خلال الأسبوع الممتد من فاتح إلى سابع آب (أغسطس) الجاري.
وعزا بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني الأسباب الرئيسية المؤدية إلى وقوع هذه الحوادث إلى عدم التحكم، وعدم انتباه الراجلين، وعدم احترام حق الأسبقية، والسرعة المفرطة، وعدم انتباه السائقين، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة قف، وتغيير الاتجاه دون إشارة، والسير في يسار الطريق، وعدم احترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر، والتجاوز المعيب، والسير في الاتجاه الممنوع.
التعليقات