إقرأ أيضاً
ملف خاص: سوريا... الثورة

طهران: أكد المرجع الإيراني ناصر مكارم شيرازي ضرورة مساعدة سوريا لدعم الاستقرار في البلاد من أجل إفشال ما أسماه quot;المخططات الإجرامية التي تقوم بها أميركا والكيان الصهيوني في المنطقةquot;.

وأشار في بيان له إلى دور سوريا وكونها من دول المواجهة مع quot;الكيان الصهيوني الغاصب والمانعة للنفوذ الأميركي والبريطاني والفرنسي في منطقة الشرق الاوسطquot;.

ولفت إلى أن quot;أميركا والكيان الصهيوني يتعاونان علناً مع عدد من العصابات المسلحة من أجل زعزعة الإستقرار في سوريا، ويحاولان إيجاد موطئ قدم لهما في هذا البلد، بعدما فقدا نفوذيهما في مصر وتونس واليمنquot;.

وكانت إيران نفت في وقت سابق الاتهامات الغربية التي عززتها تقارير واردة من تركيا حول قيامها بدعم النظام السوري بالسلاح في الحملة العسكرية التي يشنّها في مختلف أنحاء البلاد لمواجهة موجة الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، في حين قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إن دمشق تعتزم إجراء انتخابات نيابية خلال أشهر.

جاء النفي الإيراني للاتهامات الموجهة إلى طهران على لسان وزير الخارجية، علي أكبر صالحي الذي قال إن quot;مثل هذه الأنباء تهدف إلى تسميم الأجواء وإثارة الشكوكquot;.

وأضاف صالحي أن من وصفه بـquot;الإعلام المغرضquot; أثار قبل هذا فرضية وجود قوات من إيران وحزب الله اللبناني في سوريا، وأضاف: quot;الأنباء التي يروّج لها الغربيون هي بعيدة عن الواقع ومجانبة للحقيقة، وتفتقد الموضوعية والمهنيةquot;.

وأضاف الوزير الإيراني: quot;إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يثبت الغربيون ذلك بالأدلة والوثائق؟ إنهم يثيرون مثل هذه الشائعات ضد إيران للتغطية على فشلهم وتبرير مواقفهم المتناقضة من الثورات الجارية في دول المنطقةquot;.

ورأى صالحي أن بلاده quot;تدعم المطالب المشروعة للشعوب، سواء كانت في سوريا أو في مصر أو في تونس أو في أي مكان آخر، لكنها ترفض في الوقت نفسه التدخل الأجنبي الذي يريد ركوب موجة المطالب الشعبية لإثارة الفتن وحرف ثورات الشعوب بالاتجاه الذي يخدم المصالح الغربية والصهيونيةquot; على حد تعبيره.

وكانت إيران قد أيّدت بحماس منقطع النظير الثورات العربية في بدايتها، عندما طالت دولاً كانت تعتبرها ضمن quot;محور الاعتدالquot; المناهض لدورها، واعتبرت أن ما يجري في الدول العربية quot;يستلهمquot; تجربتها الإسلامية.

لكن جذوة هذا الحماس خبتت بسرعة مع وصول الثورات إلى حليفتها الأساسية في المنطقة، وهي سوريا، التي اعتبرت طهران أن الحراك الشعبي فيها quot;مؤامرة أميركية وإسرائيليةquot;.

يذكر أن إيران نفسها كانت قد شهدت تحركات شعبية واسعة عام 2009، للمطالبة بالمزيد من الديمقراطية، وللاعتراض على ما اعتبره التيار الإصلاحي في البلاد quot;عملية تزوير واسعة النطاقquot; للانتخابات الرئاسية التي أعادت الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى السلطة لولاية جديدة، وتصدت أجهزة الأمن الإيرانية للتحركات بالقوة.

وتشهد سوريا حركة احتجاجية لا سابق لها، اسفرت عن سقوط 2185 قتيلاً منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الاسد، بينهم 1775 مدنيًا و410 من عناصر الامن، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتتهم السلطات السورية quot;مجموعات ارهابية مسلحةquot; بترهيب السكان والوقوف وراء اعمال العنف والاحتجاجات التي تطالب بإسقاط النظام.