وزير الدفاع العراقي بالوكالة سعدون الدليمي |
قال وزير الدفاع العراقي بالوكالة سعدون الدليمي إنه يعتزم مواجهة قوى الشر أينما كانت في أنحاء البلاد، من خلال العمل مع كل الخبرات الأمنية العراقية، وأكد لإيلاف أن لديه خططًا لإنشاء منظومة الكترونية على طول الحدود مع دول الجوار.
أسامة مهدي: في أول تصريحات له إلى صحيفة عربية عقب تكليفه بحقيبة وزارة الدفاع العراقية أكد سعدون الدليمي في حديث مع quot;إيلافquot; اليوم الخميس انه سيعمل على تطبيق خطط عسكرية جديدة لمواجهة الإرهاب الذي يستهدف العراقيين. واشار الى حاجة العراق لبقاء عدد من المدربين الاميركيين وكشف عن خطط لانشاء منظومة الكترونية على طول الحدود مع دول الجوار الست لحمايتها، لكنه شدد على مسؤوليةكل هذه الدول في التعاون من اجل ضمان أمنها وتحقيق استقرار المنطقة برمّتها.
مواجهة الارهاب بقوة أشد من حد السيف
وشدد الدليمي، الذي يتولى حقيبة وزارة الثقافة ايضًا في حكومة نوري المالكي الحالية، في اتصال هاتفي من بغداد، على عزمه مواجهة قوى الشر اينما كانت في انحاء البلاد من خلال العمل معكل الخبرات الامنية العراقية، مشيرا الى ان الامن هو تراكم خبرة، ولذلك فهو سيتعاون مع جميع القادة الحاليين. وقال quot;ان لكل فرد من قوات الجيش والامن دوره في مواجهة القوى الشريرة والوقوف في وجه التحدياتquot;. وأكد انه سيعمل مع جميع هؤلاء القادة من دون الاهتمام بانتماءاتهم quot;لان الأهم من ذلك هو حماية ارواح الناس ومصالحهم وامنهمquot;.
وأكد الدليمي انه سيواجه القتلة والعابثين بأمن البلاد بشدة أقوى من حد السيف، وقال انه سيكون أكثر حدة من السيفتجاه الارهابيين، مؤكدا أنه quot;سيعمل مع المسؤولين في وزارة الدفاع على تحقيق أمن حقيقي للبلدquot;. وأشار الى انه عندما تسلم مهام وزارة الثقافة في الحكومة الحالية اكد انه سيقودها بإرادة وزارة الدفاع، لكنه سيقود اليوم وزارة الدفاع بعقلية ومرونة وزارة الثقافة، لكن هذه المرونة لا تعني مطلقًا التهاون مع القتلة والإرهابيين والعابثين بأمن العراق.
واضاف الدليمي، الذي تولى وزارة الدفاع في حكومة ابراهيم الجعفري السابقة بين عامي 2005 و2006، ان هذه الوزارة مؤسسة ومكان مهمين، ولذلك فإنه مصمم على ان يجعل منها جسرًا للتواصل بين الناس من اجل شد لحمتهم، لانها تمثل جميع العراقيين، وتأخذ مصالح الكل بنظر الاعتبار، ولن تغلب فريقًا على اخر .. وقال quot;سنواجه إن شاء الله كل قوى الشرquot;.
خطط عسكرية على الارض لمواجهة الإرهابيين
حول خططه لمنع تكرار التفجيرات التي ضربت انحاء العراق الاثنين الماضي، واصابت 10 مدنًا وادت الى مقتل وجرح اكثر من 300 عراقيًا، اوضح الدليمي ان معظم التفجيرات الحاصلة حاليًا تستهدف السيطرات العسكرية ونقاط التفتيش المسلحة، مما يؤكد عدم قدرة الارهاب في الوصول الى اهدافه، فيلجأ الى قتل العسكريين والمواطنيين العاديين بعملياته هذه. واكد في هذا المجال ان هناك خططًا عسكرية جديدة سيتم تنفيذها على الارض لمواجهة الارهابيين.
وحول حاجة العراق لبقاء مدربين اميركيين بعد نهاية العام الحالي المقررة لرحيل كامل القوات الاميركية من العراق، اكد الدليمي حاجة البلاد لهؤلاء المدربين، وقال ان هناك اتصالات بين الجانبين العراقي والاميركي حاليًا حول هذا الموضوع.
واضاف quot;من وجهة نظري فإن وجود المدربين ضروري ومعروف في كل انحاء العالم بأن كل دولة تشتري اسلحة حديثة، فإنها بحاجة لمن يدرّب قواتها على استخدامها، حيث تخصص لذلك معسكرات للتدريب. واشار الى ان العلاقة العراقية الاميركية حاليًا تقوم على التعاون، وليس على اساس غلبة طرف على آخر، والولايات المتحدة تزوّد العراق بأسلحة حديثة، ولذلك لا بد من وجود مدربيها لتدريب القوات العراقية على استعمالها.
واوضح وزير الدفاع العراقي في هذا الصدد ان وزارتي الدفاع والداخلية بحاجة الى المدربين الاميركيين في الوقت الحاضر، مشيرا الى ان الداخلية بحاجة الى 70 منهم، لكن الدفاع لم تقرر بعد عدد المدربين الذين تحتاجهم، إلا أنه اوضح انه تتم الآن دراسة الامر لمعرفة العدد المطلوب، وحين يتقرر ذلك سيتم اعلانه على الرأي العام.
منظومة الكترونية حدودية
وعن خطط وزارة الدفاع في حماية حدود العراق مع دول الجوار الست بعد رحيل القوات الاميركية اشار الدليمي الى ان هناك خططًا لانشاء منظومة مراقبة الكترونية وبشرية على طول هذه الحدود التي يصل الى حوالي 5 الاف كيلومترًا، وهو امر سيكلف مبالغ ضخمة. لكنه اشار الى ان انشاء هذه المنظومة يجب ان يرافقها او يسبقها اقامة علاقات طيبة وحيوية مع دول الجوار كلها، تقوم على اسس من التعاون والتفاهم.
وشدد على ضرورة عدم نظر الجوار الى هذه الرغبة العراقية على انها تنطلق من موقف ضعيف، وانما من رغبة في علاقات اقليمية جيدة متفهمة لحقيقة ان امن المنطقة هو مسؤولية دولها كافة. وقال ان العراق ليس مستعدًا لأن يكون منطلق شر ضد اي من دول الجوار، وانما سيبقى منطلق تعاون وعلاقات طيبة مبنية على الحافظ على امن المنطقة برمتها.
وباشر الدليمي مهامه كوزيرَ للدفاع بالوكالة أمس الاربعاء، وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة اللواء محمد العسكري ان الدليميوفور وصوله الى مقر الوزارة عقد اجتماعًا دام لمدة ساعة مع رئيس أركان الجيش بابكر زيباري وعدد اخر من كبار الضباط، حيث استمع إلى إيجاز لعمل الوزارة والتطورات فيها.
واشار العسكري الى ان الدليمي اكد خلال الاجتماع على ضرورة الحفاظ على المكتسبات الامنية، كما طلب تقريراَ مفصلاَ عن وضع القوات العراقية للاستفادة منه خلال المفاوضات مع الجانب الاميركي على بقاء مدربين منها في العراق بعد الموعد المحدد لمغادرتها العراق بنهاية العام الحالي.
المفاوضات العراقية الاميركية حول المدربين
وفي ظل اعتراض بعض الأطراف السياسية، وفي مقدمها التيار الصدري، على أي شكل من انواع الاتفاق على ابقاء قوات اميركية تحت أي اسم بعد نهاية العام الحالي، تبرز مسائل مهمة، مثل عدد المدربين الاميركيين والحصانة التي يجب أن يتمتعوا بها الى جانب طلب الادارة الاميركية المصادقة على الإتفاق من قبل مجلس النواب العراقي،في حين تسعى الحكومة العراقية إلى توقيع بروتوكول او مذكرة تفاهم.
ويرجح ان تبدأ المفاوضات الرسمية خلال الاسبوع المقبل، وستكون على مرحلتين، الاولى خلال اجتماعات اللجان الفنية العسكرية العراقية مع قادة القوات الاميركية، والثانية بعد عيد الفطر، وتكون على مستوى اعلى، اذ سيرأس المالكي الوفد العراقي المفاوض، ويضم عدداً من المستشارين العسكريين ووزيري الدفاع والداخلية، وفي الجانب الثاني سيكون الوفد الاميركي برئاسة وزير الدفاع ليون بانيتا او قائد القوات الاميركية في العراق.
وتشير مصادر مطلعة الى ان الأميركيين يقترحون بقاء 15 الف مدرب، وقد يرتفع هذا العدد مع استمرار عملية تزويد الجيش بأسلحة ومعدات حديثة، حيث تسعى واشنطن إلى تسليح القوات العراقية بدبابات MINI، وهي نفسها التي يستخدمها الأميركيون في المعارك، فضلاً عن مدفعية من عيار 155 ملم.
ويشغل المالكي الوزارات الأمنية للدفاع والداخلية والامن الوطني بالوكالة منذ الإعلان عن تشكيل الحكومة غير المكتملة في الحادي والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إلا أنه أصدر في السابع من حزيران (يونيو) الماضي أمراً بتكليف مستشار الأمن القومي فالح الفياض لتسلم منصب وزير الأمن الوطني وكالة.
وقد ولد الدكتور سعدون جوير الدليمي في محافظة الأنبار (100 كم غرب بغداد) عام 1954.. ونال شهادة البكالوريوس من جامعة بغداد كلية الآداب قسم الاجتماع.. ثم حصل على شهادة الماجستير في علم الاجتماع من جامعة بغداد سنة 1979، وعمل في جامعة بغداد بعد حصوله على الماجستير كباحث في قسم العلوم النفسية.. وفي عام 1990 نال شهادة الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة كيل في المملكة المتحدة.
وقد عمل مدرّسًا في جامعة بغداد بعد الحصول على الماجستير، ثم ابتعث الى لندن لإكمال درجة الدكتوراه عام 1986.. وعمل محاضرًا في الجامعات البريطانية، ثم في جامعات عربية عديدة، منها السعودية والاردن. وهو عضو أساسي في جمعيات علمية واكاديمة دولية عدة.. وكتب عشرات من البحوث في اللغة العربية والانكليزية. كما أسس quot;مركز العراق للبحوث والدراسات الاستراتيجيةquot; عام 2003، وهو من المراكز المرموقة والمعروفة دوليًا واقليميًا.
وتولى الدليمي حقيبة وزارة الدفاع العراقية من 1-6-2005 وحتى 3-6-2006، ثم عمل مستشارًا في مجلس الوزراء من 15-6-2006 وحتى تعيينه وزيرًا للثفافة في حكومة المالكي الحالية، التي اعلنت في اواخر العام الماضي. ويقول سعدون الدليمي عن اتجاهه السياسي quot;أنتمي إلى العراق وأهله، وخاصة الذين ينبذون الطائفية والتقسيم والمحاصصة، ويسعون نحو بناء مشروع وطني، يبني دولة قوية، تقوم على أسس مدنية ديمقراطيةquot;.
التعليقات