ستروس كان وزوجته أمام محكمة مانهاتن

جاءت محاكمة المدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس- كان في نيويورك لتلقي بظلالها على النظام القضائي في الولايات المتحدة بعد أن أسقطت التهم بسبب التناقضات الموجودة في رواية المدعية الغينية، نافيساتو ديالو.


في وقت لم يشهد في العالم منذ فترة طويلة قضية في ضخامة تلك التي عصفت مؤخراً بالفرنسي دومينيك ستراوس- كان، المدير السابق لصندوق النقد الدولي، بما في ذلك سكان مدينة نيويورك، حيث كانت تجرى هناك فعالياتها، جاءت المحاكمة منذ بدايتها وحتى اللحظة لتحمل بين طياتها كثير من القراءات والتفاصيل المثيرة، خصوصاً بعدما قرر مكتب المدعي العام في مانهاتن إسقاط التهم الجنسية المنسوبة إلى ستراوس - كان بسبب التناقضات الموجودة في رواية المدعية الغينية، نافيساتو ديالو، وكذلك الأكاذيب الصريحة، التي جعلت من المستحيل إكمال القضية.

وجاء في البيان الذي أصدره المكتب في هذا الصدد: quot;لم تثبت الأدلة المادية، وغيرها، أنه قد كان هناك إكراهاً قسرياً أو عدم موافقة. ولكي تتمكن هيئة المحكمة من إدانة المدعى عليه، يجب إقناعها بما لا يدع مجالاً للشك بأن الشكوى ذات مصداقيةquot;.

وفي الوقت الذي كانت تُستَبعَد فيه احتمالات رفض المحكمة لتلك الدعوى، حاولت مختلف وسائل الإعلام أن تشق طريقها لتصل إلى قاعة المحكمة في صباح يوم الثالث والعشرين من شهر آب/ أغسطس الجاري. وقد اكتظت القاعة بالفعل بأعداد كبيرة من المراسلين، وانتظروا لأكثر من 3 ساعات، ليفاجؤوا في النهاية بقرار رفض الدعوى.

وبعد النطق بهذا الحكم، ظهر ستراوس كان حراً طليقاً أمام مبنى المحكمة، وسط هتافات مؤيدة، وأخرى مناوئة، ليلقي بعدها بتصريحات موجزة لوسائل الإعلام، ثم يستقل سيارة كانت بانتظاره، وتنطلق بعدها مسرعة.

وفي ظلال مبنى محكمة مانهاتن الجنائية، تحدث شخص يدعى مايكل غرييز، وهو ممثل عن إحدى المنظمات التي تعني بإنفاذ القانون، لعدد من وسائل الإعلام، عن إساءة تطبيق أحكام العدالة، واتهم النائب العام في نيويورك سايروس فانس بفشله في القيام بمهام عمله.

وأوردت في هذا السياق اليوم مجلة التايم الأميركية عن ليندا فيرشتاين، مدعي عام سابق ومؤلف روايات في عالم الجريمة، قولها: quot;نقطة القوة في الموقف الذي اتخذه فانس هو أنه قام بفصل الأكاذيب الخارجة عن القضية. أما الأكاذيب الداخلية، فهي التي قتلت القضية. فبمجرد أن سردت (ديالو) روايات مختلفة بشأن ما حدث في المقابلة التي جمعتها بستراوس كان، والتي استمرت لمدة 20 دقيقة، وما حدث في اللحظات التي تلت تلك المقابلة، لم يكن أمام المحققين خياراً سوى رفض الدعوىquot;.

وتابعت فيرشتاين حديثها: quot;حينما تكذب ضحية، وحينما يكون هناك تقريراً زائفاً، فإن الأمور تصبح أكثر صعوبة على عشر سيدات أخريات حين يأتون ضباط الشرطة والمحققين لنفس الظروف. لذا، بات من الضروري تحديد تلك القضايا على وجه السرعة، وإخراجها من النظام القضائي، لأنها تؤثر بالسلب على قضايا أناس آخرينquot;.

وأكدت التايم في نفس السياق أنه من غير الواضح في تلك المرحلة بأي نوع من أنواع التأثيرات الدائمة ستحظى قضية ستراوس كان على المحاكمات المستقبلية وكذلك على الطريقة التي يتعامل من خلالها المحققون والإعلاميون مع المُتهِمِين والمُتَّهَمين.

وعقب صدور حكم رفع الدعوى، خرج محاميا ستراوس كان، بنيامين برافمان، وشريكه ويليام تايلور، ليقولا في تصريحات لشبكة السي إن إن الأميركية quot; يتضح من ذلك أن أي شخص، سواء كان غنياً أو فقيراً، فرنسياً أو أميركياً، قد يفقد حريته بسبب كلام غير حقيقي قاله شخص آخرquot;.

وتابع برافمان حديثه بالقول :quot; نظامنا القانوني ليس مثالياً. وكان معيباً منذ البداية في تلك القضية. وليس بوسعي سوى الإشادة بموقف سايروس فانس، الذي كان شجاعاً وأعلن عن رفضه للدعوىquot;.

وبينما نظرت هيئة الدفاع عن ستراوس كان إلى ذلك الحكم باعتباره شكل من أشكال العدالة، فإنه لم يلق ترحيباً من جانب هيئة الدفاع عن ديالو، الذين تعهدوا بأن يكملوا القضية في دعوى مدنية.