دومينيك ستروس كان بعد فتحه باب شقته في نيويورك برفقة زوجته

تشير الأدلة الملموسة في مسار التحقيقات في قضية دومينيك ستروس كان- المدير السابق لصندوق النقد الدولي والمتهم بجريمة اغتصاب إلى أن عملية الاتصال الجنسي مع العاملة الغينية قد وقعت بالفعل، إلا أن السؤال الذي يبقى مفتوحا هل كان ذلك بالتراضي أم لا؟


لميس فرحات من بيروت: في ظل كل التطورات الحاصلة في قضية المدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان، وتغيير مسار التحقيقات في القضية التي اتهم فيها ستروس كان بالاغتصاب، في هذا الوقت تُطرح العديد من التساؤلات حول ما حدث فعلا يوم 14 أيار / مايو في غرفة 2806 من فندق سوفيتيل في مدينة نيويورك.

فلا يوجد خلاف حول بعض الحقائق. حيث تُظهر الأدلة الإلكترونية التوقيت الذي دخلت فيه المدعية، عاملة الفندق الغينية الأصل (32 عاما)، جناح ستروس كان. وتشير الأدلة المادية إلى حصول علاقة جنسية.

وفيما تعتبر عاملة الفندق أن ما حدث كان بمثابة اعتداء، يقول محامو ستروس كان، إن أي فعل جنسي حصل فهو قد تم بالتراضي. كما قدم البعض نظريات أخرى.
وعرضت صحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية سلسلة من ثلاثة أحداث ممكنة، وكيف أن الأدلة المتاحة -- المادية والالكترونية وإفادات الشهود -- يمكن أن تدعم كل منها الآخر.

اتصال جنسي قصير بالإكراه
وأبلغت عاملة الفندق كلا من ضباط الشرطة والمدعين العامين ومسؤولين في المستشفى ان ستروس كان أجبرها على ممارسة الجنس الفموي.
ويعتقد المسؤولون عن تطبيق القانون أن أقوالها التي قدمتها بتفاصيل دقيقة تتمتع بمصداقية: فستروس كان ظهر عارياً بعد دخولها إلى الغرفة لتنظيفها. أقفل الباب دافعاً بها إلى السرير وبدأ الاعتداء عليها. تمكنت من الهرب منه، لكنه بعد ذلك أمسك بها، وسحبها باتجاه الحمام حيث سقطت وأجبرها على ممارسة الجنس الفموي. وقالت لمستشار المستشفى، من بين أمور أخرى، إنها بصقت السائل المنوي على السجادة بعد أن بلغ شتراوس النشوة.

ونقلت الـ quot;نيويورك تايمزquot; عن ممثلي الادعاء في المحكمة قولهم إن أدلة الطب الشرعي أتت متطابقة مع أقوال عاملة الفندق، لكنهم لم يقدموا اية تفاصيل. غير ان محامي المرأة، كينيث طومسون، قدم الاسبوع الماضي مزيداً من التفاصيل. وقال ان هناك أدلة على أن موكلته بصقت السائل المنوي على جدار وأرضية الحمام بما يتفق مع فكرة أنها كانت شريكة غير راغبة.

وأشار طومسون إلى أن عاملة الفندق أصيبت بكدمات عند منطقة المهبل (أخبرت المحققين أن ستروس كان أمسكها هناك)، كما انها أصيبت بتمزق في رباط كتفها. إلا أن النيابة العامة لم تؤكد علنا ما إذا كانت تلك المرأة مصابة بالاصابات المذكورة.

وقال مسؤول إنفاذ القانون انه تم العثور على السائل المنوي لستروس كان على ملابس عاملة الفندق.
ويعتقد المدعي العام الرئيس أن الفترة القصيرة التي أمضاها ستروس كان والمرأة على حد سواء في الجناح قد تدل أيضا على أن ما حدث quot;ليس بالفعل التوافقيquot;. فوفقا لأحد موظفي إنفاذ القوانين، فإن البيانات الرئيسة لبطاقة عاملة الفندق تظهر أنها كانت في الغرفة مع ستروس كان لمدة لا تزيد عن 20 دقيقة.

كما قد تشير النيابة العامة إلى أن لقطات الفيديو التي ترصد ستروس كان يغادر الفندق عند الساعة 12:28 في صالحهم. وقال أحد ممثلي الادعاء في المحكمة أن ستروس كان على ما يبدو في عجلة من امره.
وعلى الرغم من أن مصداقية المدعية أصبحت موضع تساؤل، إلا أن مسؤولين عن إنفاذ القانون قالوا إن روايتها لما حدث في جناح الفندق تبدو صحيحة الى حد كبير.

فعل توافقي
وادعى محامو ستروس كان أمام المحكمة أن الفعل الجنسي الذي حصل مع عاملة الفندق قد تم بالتراضي.
الدليل الأكثر إقناعاً في هذه الحجة هو جسد ستروس كان. فقد اقتيد للفحص الطبي في مستشفى مقاطعة كينغز في بروكلين بعد إلقاء القبض عليه. وأظهرت النتائج إلى عدم وجود أي إصابات جسدية، الأمر الذي سيستخدمه محاميه للتأكيد على عدم حصول صراع أثناء ممارسة الفعل الجنسي.

ويمكن أن تشير تصرفات المرأة بعد اللقاء إلى أن ما حدث كان توافقياً. فوفقا لتقرير المستشفى، قالت عاملة الفندق إن ستروس ارتدى ملابسه بعد الاعتداء quot;وغادر الغرفة، ولم يقل شيئا أثناء الحادثquot;.
ووفقاً للصحيفة، قد يلجأ محامو الدفاع إلى هذه الأقوال ليشيروا إلى أن المرأة كانت لا تزال في الغرفة خلال هذا الوقت، وهو أمر يبدو من غير المحتمل أن تفعله امرأة تعرضت لإعتداء للتو.

كما تظهر سجلات البطاقة الإلكترونية لدخول غرف الفندق أن المدعية غادرت الغرفة 2806 بعد الحادث ودخلت الغرفة 2820 ndash; وهذا تسلسل لا يتطابق مع ما أبلغت به الشرطة، وربما يوحي أنه فعل امرأة لم تكن تحت الإكراه.

ورجحت الـ quot;نيويورك تايمزquot; ان يذكر المطلعون على تحقيق فريق الدفاع تحركات ستروس كان بعد حصول الفعل الجنسي، فيقولون انه تناول طعام الغداء بهدوء مع ابنته في مطعم ماكورميك وشميك للمأكولات البحرية. وإذا كان هذا هو الحال، سوف تشير تسجيلات كاميرات المراقبة في المطعم إلى أن مثل هذا السلوك لم يكن ليدل على رجل كان قد ارتكب جريمة للتو.

وبعد الانتهاء من تناول طعام الغداء، أبلغ ستروس كان أحد أفراد الأمن في فندق سوفيتيل انه يعتقد انه فقد هاتفه الخلوي عندما كان في مطار كينيدي. ويقول محاموه انه لو كان قد ارتكب جريمة جنسية، فلن يتطوع بالابلاغ عن مكان وجوده.

سوء تفاهم
في حين أن كلا الجانبين يتفقان على حدوث لقاء جنسي داخل جناح الفندق، يبقى السؤال عما إذا كان قد حصل سوء فهم بين ستروس والعاملة أدى إلى ما أدى اليه.

بناء على هذه النظرية، بدأت ممارسة الجنس عن طريق الفم كفعل توافقي، ولكن شيئا في وقت لاحق قاد عاملة الفندق لتوجيه اتهامات جنائية. وتشير كل الأدلة إلى أن صفة اللقاء التوافقي ستنطبق على هذا التسلسل للأحداث.

غير أن قبول هذا الأمر يتطلب حقا تصور إمرأة ذات 32 عاماً تقرر بصورة عفوية ممارسة الجنس الفموي مع رجل يقارب ضعف سنها ولم تلتق به من قبل.
وأضافت صحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot; أنه من المحتمل أن يثير محامي الدفاع تساؤلات حول دوافع المرأة من خلال تسليط الضوء على تسجيل لمحادثة أجرتها مع رجل في سجن ولاية أريزونا بعد يوم واحد من ادعائها التعرض لاعتداء. وقالت المرأة ما معناه quot;لا تقلق، هذا الرجل لديه الكثير من المال. وأنا أعلم ما أفعله quot;، وفقا لأحد موظفي إنفاذ القوانين. (محامي المرأة اعتبر هذه الترجمة غير صحيحة).

ومن المرجح أن يسأل الدفاع لماذا عادت المرأة إلى الجناح قبل الإبلاغ عن الحادثة إلى المشرف عليها؟
ونقلت الصحيفة عن مصدر اطلع على بيانات بطاقة الدخول الخاصة بموظفة الفندق، أن سجلات البطاقة تشير الى أنها دخلت أولاً حجرة ستروس كان عند الساعة 12:06 ثم غرفة 2820 المجاورة، -- التي كانت قد نظفتها في وقت سابق من صباح ذلك اليوم -- وعادت الى غرفة ستروس كان في الدقيقة ذاتها.