طرابلس: أبلغ متحدث بإسم العقيد الليبي معمر القذافي إحدى وكالات الأنباء هاتفيا بأن العقيد القذافي على إستعداد لبحث نقل السلطة. وألمح المتحدث الى أن المفاوضات بهذا الشأن سيترأسها نجله الساعدي القذافي.
وفي هذا السياق قال متحدث بارز بالمجلس لبي بي سي إنه من غير المعتقد أن القذافي في مسقط رأسه بمدينة سرت.وأَضاف المتحدث إن من المحتمل أن تكون زوجة القذافي وابنته وحلفاء له قد فروا إلى الجزائر في موكب من سيارات مدرعة، وهو ما نفته الحكومة الجزائرية.
وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي إنه quot; لا توجد أي معلومات حقيقية عن تواجد معمر القذافي وابنائه حتى هذه اللحظةquot;. وأضاف عبد الجليل أن قادة المجلس الانتقالي ما زالوا يتفاوضون مع الموالين للقذافي في محاولة لاقناعهم بتسليم السيطرة على مدينة سرت الساحلية مسقط رأس القذافي.
المجلس الانتقالي للثوار يسابق الزمن لاعادة الحياة الى طرابلس
ويبذل المجلس الانتقالي للثوار الليبيين جهودا محمومة الاحد لاستعادة الحياة في العاصمة الليبية حيث ساد الهدوء لليوم الثاني رغم اصوات نيران متقطعة ليل السبت الاحد والعثور على العشرات من الجثث المتفحمة قرب قاعدة عسكرية لنظام القذافي.
وفي الوقت الذي يطلب مسؤولو المجلس مساعدات عاجلة حثت الجامعة العربية في اجتماع خاص في القاهرة في وقت مبكر الاحد مجلس الامن الدولي على الافراج عن مليارات الدولارات من الارصدة الليبية المجمدة.
وسمع دوي عدة انفجارات واصوات نيران رشاشات في طرابلس ليل السبت الاحد، غير انه لم يتضح ما اذا كانت صادرة عن مقاتلين موالين للقذافي ام عن المتمردين الذي يحتفلون بسيطرتهم على اغلب مناطق العاصمة التي دخلوها قبل اسبوع.
وقال الثوار السبت انهم استولوا على قاعدة تابعة للكتيبة 32 التي يتزعمها خميس القذافي بعد توجيه حلف شمال الاطلسي ضربة جوية واثر سبع ساعات من القتال الشرس.وفي بناية مجاورة شاهد مراسل لفرانس برس البقايا المتفحمة لنحو 50 جثة قال سكان المنطقة انها لاسرى قتلوا الثلاثاء بالرصاص والقنابل اليدوية.
وقال سجين سابق في البناية كان قد نقل منها بعد اكتظاظها ان الموالين للقذافي القوا قنابل يدوية وفروا. وفي تلك الاثناء وعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل بمحاكمة عادلة في ليبيا للزعيم الليبي الهارب ولكبار مساعديه اذا سلموا انفسهم.
كما دعا عبد الجليل متحدثا في مدينة بنغازي (شرق) حيث بدأت الاحتجاجات ضد نظام القذافي في شباط/فبراير، لتقديم مساعدات انسانية عاجلة لطرابلس خاصة الامدادات الطبية. وقال عبد الجليل في مؤتمر صحافي quot;ندعو كافة المنظمات الانسانية للمساعدة لحاجة طرابلس للادوية ولمواد الاسعافات الاولية والمواد الجراحيةquot;.
واتهم عبد الجليل قوات القذافي بالقيام quot;بعمليات تخريبquot; ما ادى لنقص المياه وانقطاع الكهرباء في طرابلس قائلا quot;نعمل على حل هذه المشكلاتquot;.
كما تردد صدى دعوة عبد الجليل لتقديم المساعدة خلال اجتماع الجامعة العربية في القاهرة حيث حث اجتماع خاص لوزراء الخارجية العرب تناول الاوضاع في ليبيا وسوريا quot;الامم المتحدة والبلدان المعنية.. على الافراج عن الاصول والممتلكاتquot; الليبية.
ودعا بيان للوزراء العرب الامم المتحدة quot;السماح للمجلس الوطني الانتقالي بشغل مقعد ليبيا في الامم المتحدة وفي المنظمات التابعة لهاquot;.
ومن جانبه حذر محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي، الذي ترأس الوفد الليبي في اجتماع الجامعة العربية، من خطورة quot;عدم الاستقرارquot; في ليبيا ما لم يتمكن المجلس من دفع رواتب الموظفين واستعادة الخدمات اللازمة للمواطنين.
وفي تلك الاثناء تتحول الانظار الى القبض على الزعيم الليبي الهارب الذي اختفى هو واسرته فضلا عن التعامل مع مرحلة ما بعد القذافي في ليبيا.
فالمتمردون يحرصون على القبض على القذافي لاعلان النصر النهائي للانتفاضة التي بدأت قبل ستة اشهر، وفي تلك الاثناء يحرزون تقدما بطيئا باتجاه مدينة سرت مسقط رأس القذافي بوسط ليبيا والتي ربما يختبئ فيها الزعيم الفار، حيث اوردت انباء انهم باتوا على مسافة 30 كيلومترا منها.
وذكر مصدر مسؤول بالمعارضة المسلحة الاحد ان قوات المعارضة تمكنت ايضا من السيطرة على بن جواد شرقا قرب مدينة البريقة النفطية.وقال عبد الجليل quot;ندعو معمر القذافي والمقربين منه لتسليم انفسهم حتى نوفر لهم الحماية ونحول دون تعرضهم للقتل.. اننا نضمن لهم محاكمة عادلة مهما كان وضعهمquot;.
وكان المتمردون قد عرضوا مكافأة قدرها 1,7 مليون دولار لمن يسهم في العثور على القذافي حيا او ميتا.ووجهت الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي مناشدات لطرفي الصراع في ليبيا لتجنب الاعمال الانتقامية، وهو ما اكدته وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون خلال اجتماع ما يسمى بمجموعة القاهرة.
وقالت اشتون quot;على العقيد القذافي تجنب المزيد من اراقة الدماء بتخليه عن السلطة ودعوته القوات المستمرة في القتال لالقاء سلاحها وحماية المدنيينquot;. وفي تلك الاثناء قال محمود شمام المتحدث بلسان المجلس الانتقالي ان المجلس سيبدأ توزيع 30 الف طن من الوقود على سكان طرابلس وسيوفر ايضا الغاز للمنازل في غضون اليومين المقبلين.
واضاف ان المجلس يعمل على اعادة العمل بمصفاة الزاوية مناشدا الصبر وداعيا المواطنين والموظفين من القطاعين العام والخاص والعاملين في القطاع النفطي للعودة الى اعمالهم.وقال شمام quot;نحن نبدأ من نقطة الصفر، فلا تتوقعوا المعجزات ولكننا نعدكم بالعمل على انهاء تلك الفترة الصعبة في اقصر وقت ممكنquot;.
واعترف شمام بوجود جيوب من المقاومة المؤيدة للقذافي، قائلا quot;يخطئ من يظن انه ليس هناك من يدعم القذافي او ليس هناك طابور خامس يعمل على تعكير السلام في طرابلسquot;. وتنقطع الكهرباء لعدة ساعات يوميا في العاصمة بينما لا تتوافر المياه في العديد من مناطقها في الوقت الذي بلغت اسعار المواد الغذائية والبنزين ارقاما خيالية فيما تراكمت تلال القمامة في الشوارع تحت اشعة الشمس الحارة.
ورغم ذلك ما زال السكان يعملون على مواصلة الحياة الطبيعية فقد فتحت بعض المحال ابوابها السبت وخرج الناس للاستعداد لعيد الفطر.ورغم سيطرة المتمردين على مطار طرابلس الا انه مازال مستهدفا بنيران متقطعة وقذائف غير ان الثوار يقولون انهم وسعوا من نطاق سيطرتهم.
ومن ناحية اخرى قال قائد للمتمردين ان الهجوم الذي نفذته قواته فجرا على قاعدة اللواء 32 التابع لخميس القذافي الى الجنوب من العاصمة اسفر عن مقتل 11 منهم بينما كبد quot;الجانب الاخر خسائر افدحquot;.وقد تمكن مقاتلو المعارضة الجمعة من السيطرة على راس جدير النقطة الحدودية مع تونس والتي كان يخشى ان يهرب منها القذافي واسرته والمقربون منه.
كما تمكن المتمردون من السيطرة على قريتين كانت قوات القذافي تقصف منهما زوارة بين الحدود والعاصمة، حسبما قال مراسل فرانس برس المرافق لقوات الثوار. وقد نفت وزارة الخارجية الجزائرية نفيا قاطعا ما نقلته وكالة الانباء المصرية من ان ست سيارات مرسيدس مصفحة عبرت الى الجزائر في وقت متأخر الجمعة يحتمل ان تكون قد اقلت مسؤولين ليبيين بينهم القذافي نفسه.