صارت الجمهورية سارة بيلين أحد أسطع النجوم في سماء السياسة الأميركية منذ خوضها حملة انتخابات الرئاسة 2008 لمنصب نائبة الرئيس، وكان يتوقع لها أن تنافس اوباما على البيت الأبيض في 2012. لكن كتابا جديد عن سيرة حياتها قد يزلزل طموحاتها من أساسها.


سارة بيلين وزوجها تود

منذ ترشحها لمنصب نائبة جون مكين عن الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية 2008، صارت حاكمة ألاسكا السابقة سارة بيلين علما على رأسه نار.

وورغم خسارتهما أمام باراك اوباما، فقد وضعت هذا السياسية اليمينية الموغلة - بين اشياء أخرى - في التأكيد على قيم الأسرة عينها على المنصب الأعلى نفسه في انتخابات 2012 وإن لم نعلن هذا رسميا بعد. وقد وجدت في جناح laquo;حفلة الشايraquo; الجمهوري الموغل بدوره في اليمينية خير منطلق الى تحقيق طموحها السياسي الأكبر.

لكن يبدو أن حياة السياسي الغربي أشبه بفصل واحد لا حدود فيه بين الماضي والحاضر والمستقبل، وسارة بيلين ليست استثناء لهذه القاعدة. فهي تجد نفسها الآن ضحية laquo;زلاتraquo; كانت تعتقد أنها اندثرت بين طيات ماضيها. لكنها تجد نفسها الآن في عين عاصفة ثارت بسبب ما قيل من أنها مارست الجنس مع أحد نجوم كرة السلة في وقت ما قبيل زواجها، وأنها تعاطت الكوكايين لاحقا مع زوجها، تود بيلين، اثناء عطلة لهما في منتجع للتزلج على الجليد.

هذه المزاعم وغيرها نقلتها صحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية عن كتاب ألفه كاتب سير المشاهير جو ماكغينيس بعنوان laquo;المارقة - البحث عن سارة بيلين الحقيقيةraquo;. وجاء في هذا الكتاب أنها أقامت أيضا علاقة جنسية لفترة ستة أشهر مع شريك تجاري سابق لزوجها يدعى براد هانسون، وكانت تدخن الماريوانا بانتظام مع أحد زملائها المحاضرين الجامعيين.

ورغم أن بيلين لم تعلن نيتها خوض سباق الإئاسة الأميركية العام المقبل حتى الآن، فإن مختلف العلائم ظلت تشير في هذا الاتجاه وتنبئ عن نيتها ترشيح نفسها. لكن الكتاب الجديد، الذي يستند الى شهادات نحو 200 من اولئك الذين عرفوها وتعاملوا معها سواء في الحاضر أو الماضي، يأتي بمثابة عبوة ناسفة لكل هذا ولأي طموحات سياسية لها. وهذا بسبب أن بيلين بنت ذخيرتها السياسية على أساس دفاعها الشرس عن القيم الأسرية وعلى صورتها باعتبارها laquo;الأم والجدة الأميركية المثاليةraquo;.

ويذكر أن مؤلف الكتاب، جو ماكغينيس، يتمتع بسمعة رفيعة في مجال التوثيق السياسي وسطع نجمه لأول مرة بعدما نشر كتابه الأكثر مبيعا في أميركا وقتها عن حملة رتشارد نيكسون الرئاسية. ولأجل إنجاز كتابه عن بيلين، فقد أمضى أربعة أشهر في كوخ استأجره على مرمى حجر من مسكنها على ضفة بحيرة لوسيل بألاسكا.

بيلين تخاطب تجمعا لجناح laquo;حفلة الشايraquo; الجمهوري

وسيطرح الكتاب للبيع الأسبوع المقبل، لكن أجزاء منه تسربت الى عدد قليل من الناس. فكشف بعضهم، مثل رسام الكاريكاتير الأميركي غاري ترودو، أنه يحوي أشياء أخرى تحرص بيلين على إخفائها ولا شك. ومن هذه أنها أمرت، عندما كانت حاكمة لألاسكا، بطرد 20 من الموظفين laquo;العرقيينraquo; في مكتبها laquo;لأنها لا تكون مرتاحة وسط كل ذلك العدد من أصحاب البشرة الداكنةraquo; وفقا لمقربين منها ومن أمزجتها.

وفي الوقت نفسه فقد قيل إن بيلين كانت laquo;مهووسة بالرجال السود عندما يتعلق الأمر بقدراتهم الجنسيةraquo;. فقبل تسعة أشهر من زواجها من خطيبها وقتها تود بلين، تبعا لبعض الشهادات، أمضت laquo;ليلة ناريةraquo; مع لاعب كرة السلة الأسود غلين رايس، في غرفة شقيفتها بداخلية جامعة ألاسكا. ويأتي في الكتاب أن رايس نفسه، الذي نال شهرة مدوية بعد انضمامه لفريق laquo;ميامي هيتraquo;، أكد للمؤلف وقوع الحادثة فعلا.

وتبعا للمحللين فإن حياة بيلين الجنسية وليلتها الماجنة مع رايس laquo;قد تضفي قدرا ما من البريقraquo; على صورة بيلين laquo;المغامِرةraquo; وسط الأميركيين خاصة وأن الطرف الآخر نجم رياضي يبلغ طوله فوق المترين ويرمز بالتالي للقوة الجسدية الخارقة. لكن حقيقة أنها تعاطت الكوكايين (والماريوانا) هي التي تهدد مستقبلها السياسي فعلا لأن هذا يتصادم بشكل مباشر وعنيف مع قيم الأسرة التي تدعو اليها خاصة بالنظر الى الهلع العام من وقوع الطاقات الشبابية الأميركية في حبائل المخدرات المدمرة.

ويذكر أن جورج دبليو بوش استبق النبش في ماضيه فأقر باستعماله المخدرات قبل خوضه السباق الرئاسي. لكن بيلين لم تفعل الشيء نفسه، ولذا فإن الكتاب يمثل كابوسا قد ينسف آمالها السياسية بأكملها.