مع مرور نصف سنة على بدء التظاهرات التي اتسمت بالطابع السلمي إلى حد كبير في مواجهة حملة قمعية حكومية شرسة في سوريا، بدا لافتا أنّ المتظاهرين يميلون أكثر لاستعمال السلاح للدفاع عن أنفسهم، الأمر الذي قد يعطي لنظام الأسد مبررات إضافية لقمعهم.
ملف خاص: سوريا... الثورة |
دمشق: أضحت الانتفاضة السورية أكثر عنفاً في معظم المناطق المضطربة بالبلاد، فيما قد يشير إلى بدء صراع مسلح على المدى الطويل، بعد مرور ستة أشهر على التظاهرات التي اتسمت بالطابع السلمي إلى حد كبير في مواجهة حملة قمعية حكومية شرسة، وفقاً لما نقلته صحيفة النيويورك تايمز الأميركية عن دبلوماسيين وناشطين ومسؤولين.
هذا وقد بدأت تتزايد التقارير التي تتحدث عن وقوع اشتباكات في مدينة حمص، وفي ضواحي العاصمة دمشق، وفي منطقة حوران الجنوبية، وعلى الحدود بالقرب من تركيا.
وتحدث مسؤولون ودبلوماسيون عن وجود 3 أكمنة لمركبات عسكرية على الأقل، حافلتين وسيارة جيب، في حمص، أسفروا عن مقتل 5 جنود على الأقل. كما أشار ناشطون إلى وقوع صدامات أخرى بين الجنود والفارين في مناطق عدة من سوريا.
ورغم أن درجة العنف لا تزال غير واضحة، إلا أن الديناميات المتغيرة تؤكد ما بات واقعاً للجمود المتوتر الذي تعيشه سوريا حالياً، فكلما زاد تشبث الرئيس بشار الأسد بالسلطة، كلما أصبحت البلاد أكثر عنفاً، رغم عدم علم أحد بما يمكن أن يحدث إذا تمت تنحيته من السلطة.
بيد أن النيويورك تايمز رأت أن لجوء المعارضة، مدفوعةً بالإحباط، إلى السلاح ربما يخدم مصالح الحكومة، ويعزز من صحة زعمها المزيف أنها تواجه تمرد مسلح ممول من الخارج ويقوده معظم الإسلاميين المتشددين.
وقال بيتر هارلينغ، المحلل لدى مجموعة الأزمات الدولية والذي يسافر إلى سوريا كثيراً :quot; هذا ببساطة فخ سوف يقع المتظاهرون فيهquot;.
ثم مضت الصحيفة تتحدث عن صعوبة تغطية الأخبار المتعلقة بالشأن السوري، في ظل منع الحكومة هناك معظم الصحافيين من دخول البلاد.
لكن ناشطين قالوا على مدار الأسابيع القليلة الماضية إن اشتباكات مسلحة وقعت أيضاً مرتين في حرستا قرب دمشق بين جنود وأشخاص فارين.
وأشار مسؤول من داخل إدارة الرئيس باراك أوباما، بعدما رفض الكشف عن هويته، إلى أن المتمردين المسلحين لازالوا يواصلون نشاطهم في إدلب، بالجزء الشمالي الغربي من البلاد، ويعتقد دبلوماسيون أن اشتباكات متقطعة قد اندلعت أيضاً في درعا، ودير الزور، وراستان، وضواحي دمشق، في ظل اعتقادات تتحدث عن تسليح سكان حمص على وجه الخصوص. ولم تجد الصحيفة هنا ما تقوله سوى أن تصف التقديرات الخاصة بأعداد المتظاهرين الذين لجؤوا لحمل السلاح بـ quot;القصصيةquot;.
وأكد أيضاً مسؤول الإدارة الأميركية أن البُعد الخاص بتسلح المتظاهرين السوريين بدأ يتزايد بصورة ملحوظة على مدار الأيام القليلة الماضية. وأضاف، متحدثاً للصحيفة من واشنطن بقوله:quot; نرى بالفعل الآن بداية هذا الواقع، ومع استمراره وتواصله، سوف يصبح الوضع أكثر سوءً. أي أن ما يحدث الآن يمكن وصفه بالتطور المقلقquot;.
ثم مضت الصحيفة تتحدث عن وضوح مظاهر العنف بشكل لافت في حمص، حيث يقول الناشطون إن المتظاهرين أفضل من الناحية التنظيمية هناك. وهناك تقارير تتحدث دائماً عن وقوع معارك بالبنادق هناك، وكذلك تقارير تتحدث عن حدوث عمليات قتل تبدو طائفية بطبيعتها. وعن حمص، عاود المسؤول الأميركي ليقول quot; كلنا نعلم، وهذا أمر واضح للغاية، أن الأجواء متوترة هناك وذات وجهين. لا نريد أن تصبح حمص سيناريو لبقية سوريا. فإن حدث ذلك، قد ينزلق كل شيء لحالة من الفوضىquot;.
كما تحدث الناشطون عن الانشقاقات التي حدثت في صفوف الجيش السوري منذ بدء الانتفاضة في آذار/ مارس الماضي، رغم استمرار ترابط الجيش وقوات الأمن بشكل كبير. فيما أشار المسؤول الأميركي إلى أن عدد الأفراد المنشقين يقدر بحوالي عشرة آلاف، وقال إن 200 منهم اندمجوا في مجموعتين، متنافستين على ما يبدو، إحداهما يطلق عليها الجيش السوري الحر والأخرى حركة الضباط الأحرار.
التعليقات