اعتبرت أوساط في المعارضة السورية في حديث مع quot;إيلافquot; أن النظام يحاول القضاء على الثورة بكل الطرق،والرهان اليوم على صمود الاحتجاجات ويجب أن يحدث ذلك،فالشعب لم يعد يملك خياراًللرجعة لأنها ستكون أكثر كلفة وسيسقط النظام في النهاية.
صورة من اليوتيوب لسوريين يشيعون احدى ضحايا الثورة |
اعتبر المعارض السوري، عقاب يحيى، في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن quot;النظام يزجّ بكل قواه لخنق الانتفاضة، ويحاول من خلال الاعتقالات الشاملة وما تحتويها من اكتشاف الآلية الداخلية للثورة، والتركيز على الناشطين: تصفية وتعذيباً، وأشار إلى عوامل من بينها: حال المعارضة التقليدية والموَلدة، إن كان لعجزها عن التوحد حول المشترك العام، أو في علاقتها بالشباب (والحديث متشعب ويطول هنا)، أو لجهة عدم خروج معظمها من سياسة المراهنة على الحوار مع النظام .quot;
لافتاً إلى quot;حال التنسيقيات ومستوى وعيها، وقدرتها على قيادة ثورة من عيار الثورة السورية بكل تعقيداتها وتداخلاتها، والكثير الذي يمكن أن يقال هنا.. وما تشكيلهم هذا المجلس الانتقالي سوى مثال.quot;
وحول السيناريوهات المتوقعة أشار إلى quot;الوضع الدولي وقابلياته.. الذي رغم تطوره إلا أنه لم يصل بعد إلى المحطة الحاسمة..بعد ذلك.. سيبقى الرهان الأول الذي تحدّثنا عنه .. في قيام عمل جراحي من قبل المؤسسة العسكرية، أو القوى النافذة في الجيش والأجهزة الأمنية (من الطائفة العلوية) احتمالاً قائماً لا يمكن حذفه، وهو للمناسبة لا يحدث إلا لمرة واحدة، أي يصعب على أحد الحسم في وجوده أو نفيه، الذي بالتأكيد كان سيكبر لو كانت أوضاع العامل الذاتي الخاص بالنقطتين اللتين أشرت إليهما (المعارضة والشباب)غيرهما، أو فيما لو اشتدّ الخناق الدولي على النظام، وتطور الأمر إلى إيجاد منطقة آمنة مثلاًquot;.
ـ لافتا إلى عدم الاقتناع quot;بالانتقال التدريجي، أو الحل الآمن الذي يدعو إليه البعض، ويسعى إليه النظام بشروطه، الأمر الذي يطرح سيناريو ثالثا: تضافر العاملين: الداخلي والخارجيquot;، ورأى أنه quot;هنا تكثر الأشكال التي يمكن أن تتراوح بين استخدام القوة للضغط، وإنشاء منطقة آمنة، وبين الحماية، وتوجيه ضربات مركزة لمواقع القرار والقوة في النظام .. تتضافر مع اتساع حركة الانشقاق، واشتداد العمليات المسلحة quot;التي أشعر أننا مقدمون عليها لأن خلفها أطرافا كثيرةquot; .
وأكد أنquot;الرهان الرئيس اليوم على صمود الثورة، ومدى قابلية الشعب على الثبات والتضحية لعبور هذه الفترة الصعبة.. ويجب أن يحدث ذلك، خصوصاً وأن الشعب لم يعد يملك خياراً للرجعة لأنها ستكون أكثر كلفة... وسيسقط النظام.. في النهاية.. التي كنا نتمنى أن تكون أقصر، وأقل تضحية ومعاناة، ومخاطر من الدفع إلى نوع من الحرب الأهلية، أو التدخل الخارجي وآثارهquot;.
من جانبه وفي موضوع المجالس الانتقالية عبّر شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; عن تحفظ اوساط كردية سورية واسعة quot;على المجالس الوطنية ndash;التركية السورية- المعارضة، التي تُعلن في اسطنبول، من قبل بعض اطياف المعارضة السورية، والتي يطغى عليها بعض التيارات الاسلامية عدداً وعدة، كونهم يحظون بدعم واضح من الجهة المضيفة لهذه المؤتمرات، ويتمتعون بتزكيتها لأسباب عديدة، لعل ابرزها هو التوجه المشترك بينهما، نحو اسلَمة سوريا المستقبل، في حال سقوط النظام الحالي. والحؤول دون إنشاء سورية ديمقراطية تعددية تشاركية، تضمن الاعتراف الدستوري بالكرد كثاني اكبر قومية من حيث عدد السكان، وما يترتب على ذلك من حقوق، قد تصل الى المطالبة بالحكم الذاتي او الفيدرالية او الادارة الذاتية على اقل تقدير، فضلاً عن ضمان حقوق جميع المكونات الاخرى دون تفرقة او تمييزquot;.
واعتبر أنquot;المجلس الوطني الذي أعلن في اسطنبول الخميس 15 -3- 2011 يندرج كغيره من المجالس والهيئات في اطار عدم اتفاق المعارضة السورية على وحدة صفوفها، كونها لم تضف شيئاً على ما سبقها من مجالس، لدرجة بات المرء لا يميز بينها، مع العلم أن الاسماء هي نفسها في اغلبية هذه الهيئات. إذ يوجد معارضون اعضاء في عدد منها في وقت واحد، ما يخلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح، ويؤدي إلى ضبابية المشهد السوري المعارض، إضافة إلى أنها تعرض صورة مرتبكة للمعارضة أمام الرأي العام الداخلي السوري، وكذلك العربي والاقليمي والدوليquot;.
وأضاف أنه quot;من جهة اخرى فإن كثرة هذه المجالس، أصبح يبعث على الاعتقاد بأنها لا تهدف إلا الى ركوب موجة الثورة، ظناً من مؤسسيها بأن النموذج الليبي سوف يتكرر في سوريا، وبأن الثورة السورية بحاجة الى مصطفى عبد الجليل سوري، يرأس مجلسا وطنيا يضم في صفوفه محمود جبريل وعبدالحفيظ غوقة ومحمود شمام وعبدالرحمن شلقم سوريين، مع جلّ احترامنا وتقديرنا للمجلس الوطني الليبي وقادته العظام، الذين استطاعوا توحيد صفوف المعارضة الليبية، وتحرير بلدهم من دكتاتورية القذافي الرعناء وغطرسته، وتسلطه مع مرتزقته على رقاب الشعب الليبي، منذ ما يقارب النصف قرن من الزمن.
وقال quot;يجب ألا ننسى بأن تركيا لها اجنداتها ومصالحها في سوريا، وهي تسعى من خلال تعاطيها مع الشأن السوري الى حفظ هذه المصالح بالدرجة الأولى، التي تتقاطع مع وجود نظام استبدادي ديكتاتوري يحكم جارتها الجنوبية، درءاً لمخاطر دمقرطة سوريا في المستقبل، والتي من شأنها ان تعكس على تركيا وتخلط معظم حساباتها التكتيكية والاستراتيجية. لذلك فإن احتكارها لاحتضان المعارضة السورية تستهدف عزل هذه المعارضة، وجعلها تتخبط في دائرة توجهات انقرة ومصالحها ونظرتها الى الشأن السوريquot;.
وأضاف quot;كما أن احتمالا، أو لنقل حتمية حصول الاكراد السوريين على حقوقهم، تقلق تركيا التي تخشى ان تؤدي الأزمة السورية إلى انفلات الورقة الكردية من عقالها وخروج العملاق الكردي من القمقم، وبالتالي أن ترى نفسها محاطة بهلال كردي طوله حوالى 1300 كم، يبدأ من المثلث الحدودي التركي العراقي الايراني، وينتهي بآخر قرية غربي مدينة عفرين في اقصى شمال غربي كردستان سوريا، ويفصلها عن بوابتها العربية التي تحلم بالعودة اليها بحلة عثمانية جديدةquot;.
التعليقات