لندن: أعلن ذوو السائحين الاميركيين اللذين غادرا ايران الأربعاء بعد أكثر من سنتين رهن الاعتقال بتهمة التجسس ان يوم الإفراج عنهما كان اسعد يوم في حياتهم وانهم كانوا ينتظرون هذا اللحظة منذ قرابة 26 شهرا.

ودفعت سلطنة عمان الكفالة للافراج عن الاميركيين. وسلطنة عمان حليفة خليجية للولايات المتحدة وتربطها علاقات ودية بايران.

ولكن حتى قبل ان يبدأ السائحان الاميركيان شين باور وجوش فتال رحلة العودة الى بلدهما أُثيرت تساؤلات عن الطريقة التي جرى بها تأمين الإفراج عنهما لا سيما وان الكفالة المالية البالغة 500 الف دولار مقابل الافراج عنهما دفعها مصدر أو مصادر مجهولة، بحسب مجلة تايم.

وكانت تساؤلات مماثلة أُثيرت عندما أُفرج عن رفيقة السائحين سارة شرود في ايلول/سبتمبر الماضي وتسليمها الى مسؤولين عمانيين بعد دفع كفالة مماثلة. وامتنع محامي الثلاثة الايراني مسعود شافعي يوم الأربعاء عن التعليق على مصدر الكفالة.

ورغم ان الحكومة الاميركية لا تدفع كفالات مالية نيابة عن مواطنيها تقول التايم إن التكهنات راجت بأن سلطنة عمان بعدما قامت بدور الوسيط بين واشنطن وطهران. ولكن هذه التكهنات لم تتأكد.

وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اعلن في 13 ايلول/سبتمبر انه سيطلب quot;عفواquot; عن السائحين في ما قيل انها محاولة لاستمالة المجتمع الدولي قبل ظهوره في الجمعية العام للأمم المتحدة. ولكن القضاء الايراني سارع الى اجهاض المحاولة مؤكدا ان القرار ليس قرار الرئيس. وفي النهاية لم يصدر العفو عن السائحين بل أُفرج عنهما بكفالة.

وكانت السلطات الايرانية اعتقلت السياح باورو وفتال وشرود في تموز/يوليو عام 2009 عندما دخلوا الأراضي الايرانية بطريق الخطأ، كما يقول ذووهم، بعدما ضلوا طريقهم في جبال كردستان العراق الوعرة.

ووجد الخريجون الثلاثة من جامعة بيركلي في كاليفورنيا أنفسهم سجناء العداء المتصاعد بين الولايات المتحدة وايران، ووجهت اليهم تهمة التجسس لصالح اميركا. وحُكم في آب/اغسطس على باور وفتال بالسجن ثماني سنوات اضافية بتهمة التجسس والتسلل. وكان باور وشرود يعيشان قبل ذلك في دمشق حيث عمل باور مراسلا لصحيفة كريستيان ساينس مونتر.

وأُشيع ان الحكومة الايرانية المتلهفة على عقد صفقة لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة تستخدم السائحين الثلاثة ورقة مساومة. وأصر باور وفتال على براءتهما من تهمة التجسس طيلة فترة حبسهما. وكانت رفيقتهما شرود أُفرج عنها في ايلول/سبتمبر عام 2010 في ما سمته الحكومة الايرانية بادرة انسانية بعد تشخيص ورم في صدرها.

ولم يتمكن السائحان من الاتصال بعائلتيهما إلا في ثلاث مناسبات طيلة فترة الحبس. وقال محاميهما انه مُنع من زيارتهما في احيان كثيرة، مثلما منع الدبلوماسيون السويسريون الذين يمثلون المصالح الاميركية في طهران.

وأكد المسؤولون الاميركيون ايضا براءتهما فيما دعت الى الافراج عنهما شخصيات عامة معروفة في حركة السلام مثل محمد علي كلاي وديزموند توتو والايرانية الحائزة جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي.

ولا يُعرف ما إذا كان الافراج عن السائحين سيكون له تأثير في تخفيف حدة التوتر الذي يعتري العلاقات بين الولايات المتحدة وايران. ولكن محنة عائلتيهما انتهت أخيرا.

وتقول العائلتان ان باور وفتال كانا في زنزانة واحدة تحوي سريرين ومرحاضا وحمام دش وفسحة للأكل. وكان يُسمح لهما بالخروج ساعة واحدة في اليوم الى ساحة تمارين في نهاية الممر. ونقلت مجلة تايم عن السائحة شرود ان الأطباء شخصوا اصابتها باضطراب الضغط النفسي بعد الصدمة وان حراس السجن اعتدوا جسديا على باور.