ردت الكتلة العراقية على اتهام عرب محافظة كركوك لزعيمها أياد علاوي بمساومة الأكراد على مصير المحافظة الشمالية الغنية بالنفط التي يطالب الأكراد بضمها الى إقليمهم الشمالي مؤكدة أن مستقبل المناطق المتنازع عليها يقرره أهلها... في وقت أجّل فيه رئيس حكومة كردستان برهم صالح زيارة كانت مقررة اليوم الثلاثاء الى حين تهيئة الاجواء المناسبة للتشاور والحوار من اجل حل الخلافات بين بغداد واربيل كما قال مصدر كردي.


أكدت الناطقة الرسمية باسم الكتلة العراقيّة ميسون الدملوجي أن اجتماعات زعيمها وقيادتها مع جميع الشركاء في العملية السياسية ومنها قيادة التحالف الكردستاني تتمحور حول تحقيق الشراكة الوطنية وتعميق الممارسات الديمقراطية وصولاً الى بناء عملية سياسية متكاملة تحقق مستقبلاً واعداً لشعبنا الكريم وتفكك كل التوترات والمشاكل في عموم البلاد وفي كل المحافظات.

وكان زعيم العراقية اياد علاوي اجرى رفقة اعضاء في قيادته مباحثات في مدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان الاحد الماضي مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني ورئيس حكومته برهم صالح تناولت الخلافات بين الكتل السياسية من جهة وبين الحكومتين العراقية والكردستانية من جهة أخرى.

وقد اتفق وعلاوي مع القادة الاكراد خلال هذه المباحثات على معالجة هذه المشاكل والاختلافات عن طريق العودة الى الدستور والمصالح العليا للعراق وتنفيذ اتفاق أربيل والتنسيق بين الاطراف السياسية واحترام حق المشاركة الحقيقية لجميع المكونات العراقية وتعايشها سلميًا.

وأضافت الدملوجي في تصريح مكتوب تلقته quot;إيلافquot; ان كتلة العراقية تؤمن بالنهج الديمقراطي والحوار البناء والهادف لمعالجة كل معوقات بناء الديمقراطية والاستقرار في العراق كما تلتزم مع المواطنين بالمشروع الوطني الذي عاهدت نفسها على تحقيقه. واشارت الى ان اللقاءات مع القادة الاكراد كانت بعيدة كل البعد عن الخلافات في محافظات كركوك ونينوى وديالى وإنما خصصت لمعالجة المشاكل على الصعيد الوطني العام بما يضمن اللحمة الوطنية.

وشددت ردا على اتهام العراقية بالمساومة مع الاكراد على مصير المناطق التي يطالبون بضمّها الى اقليمهم خلافا لرغبة سكانها على أن العراقية لا تمتلك الحق في رسم مصير المناطق والمحافظات المختلف عليها وانما يقرر مستقبلها أهلها بأنفسهم.

وأكدت الدملوجي في الختام أهمية وحدة الصف quot;لاجتياز هذه المرحلة العسيرة وصولاً الى بر الأمان والعمل بوضوح ورؤية وشفافية عالية والابتعاد عن الصفقات السرية بمعزل عن الدستور والمجلس النيابي وبغياب جماهير الشعبquot;... داعية الكتل السياسية quot;الى الحوار البناء من أجل تعزيز اللحمة الوطنية العراقيةquot;.

ويأتي تصريح الناطقة الرسمية باسم العراقية هذا ردا على اتهام وجّهه ممثلون عن عرب كركوك أمس لزعيم القائمة العراقية أياد علاوي وبعض قادتها بالمساومة على قضية كركوك من خلال عقد صفقات مع قوائم أخرى في اشارة الى التحالف الكردستاني.

وقال القيادي في المجلس السياسي العربي في كركوك حسين علي صالح الجبوري خلال مؤتمر صحافي إن على القوى السياسية وخاصة القائمة العراقية عدم المساومة على وحدة العراق بصفقات سرية سواء في ما يخص كركوك او وحدة البلاد وثرواتها وإلا فإنهم سيتساقطون.

واشار الى تأييد عرب كركوك لإجراءات الحكومة المركزية وتوجهاتها في ما يخص المناطق المتنازع عليها والوقوف بوجه أي صوت يسهم في تفتيت العراق وجعل كركوك ساحة مساومات لصالح الطرف الآخر في إشارة الى التحالف الكردستاني. وقال إن المجلس السياسي العربي quot;سيمضي بتصعيد المواقف وخاصة ضد رئيس القائمة العراقية إياد علاويquot; معتبرا أن quot;علاوي بزياراته وتوجهاته يريد ضياع العراقquot;.

ومن جهته قال عضو المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك محمد خليل الجبوري إن بعض مواقف قيادات العراقية خيّبت صوت جماهير كركوك وارتمت في أحضان من يريدون تقسيم العراق إلى فيدراليات عرقية مقابل السلطة التي لا قيمة لها. وهدد الجبوري بقطع المجلس والعشائر العربية للعلاقات مع بعض قادة العراقية في حال لم يكن لها موقف واضح من القضايا التي تهم كركوك ومصيرها وتتخلى عن رغبتها في الحصول على بعض المكاسب الزائلة.

وتعتبر كركوك في مقدمة مناطق اخرى في محافظتي نينوى الشمالية وديالى الشرقية التي يطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991 لكن سكان هذه المناطق من العرب والتركمان يرفضون ذلك.

ويأتي هذا التراشق الإعلامي في وقت أجّل رئيس حكومة كردستان برهم صالح زيارة الى بغداد كانت مقررة ليوم الثلاثاء لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي وعدد من وزرائه في مسعى يستهدف حل المشاكل بين الحكومتين... وقال مصدر كردي إن الزيارة ستتم حين تكون الاجواء مهيئة للتشاور والحوار وهو ما يؤشر إلى استمرار الخلافات بين الطرفين وصعوبة حلها في الظروف الحالية.

وتزايدت حدة التوتر بين حكومتي بغداد وأربيل مؤخرا بعد أن رفض إقليم كردستان مسودة لقانون النفط والغاز أقرتها الحكومة العراقية وبعثت بها الى مجلس النواب للتصويت عليها. ويقول الإقليم إن مسودة القانون تركز الصلاحيات بيد الحكومة الاتحادية في إدارة الثروة النفطية على حساب الإقليم والمحافظات لكن بغداد ترد مؤكدة أن النفط ملك للشعب العراقي وفقا لدستور البلاد ولا يحق لأي محافظة أو اقليم بأن يبسط سيطرته على الثروة النفطية.

وكان برهم صالح قال خلال اجتماع مع ممثلين للمالكي السبت إن حكومة الإقليم تعمل بجد وبروح من المسؤولية العالية للتعاطي مع خلافات بغداد واربيل، وتسعى إلى إيجاد الحلول المرضية لهذه المشاكل، عن طريق الآليات التي حددها الدستور العراقي والالتزام بالاتفاقات. وشدد على ان حكومة الإقليم مستعدة لاستئناف محادثاتها مع الحكومة المركزية في حال التزام الطرف الآخر بهذه المبادئ.

يذكرأن زيارة برهم صالح الى بغداد هي الثانية خلال عشرة ايام حيث كان يسعى الى استئناف المحادثات حول المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل، لكن سفره تأجل إلى حين تلقي ضمانات محددة من المالكي باستعداد حكومته لحسم تلك المشاكل التي تتلخص في النزاع الدائر حول تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي المتعلقة بتطبيع اوضاع المناطق المتنازع عليها، وفي مقدمتها محافظة كركوك ومشكلة قانون النفط والغاز المعلق في البرلمان، والذي يعرقل عشرات العقود النفطية التي ابرمتها حكومة الإقليم مع عدد من الشركات النفطية العالمية، وهي العقود التي ترفض وزارة النفط العراقية الاعتراف بها، ثم مسألة موازنة قوات البيشمركة الكردية المتوقفة منذ سنوات عدة، والتي يفترض أن تلحق بوزارة الدفاع العراقية.